بسم لله الرحمن الرحيم … الحمد لله رب العالمين اللهم صلي وسلم على الصادق الامين محمد صلى لله عليه و آله الاخيار المنتجبين .سلام عليكم مستمعينا الكرام و اهلا و مرحبا بكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج حيث ما زلنا في سورة البقره المباركة و تفسير آياتها و التي تستمعون اليها بصوت القارئ الاستاذ پرهيزكار.
يقول تعالى في آلايتين الرابعة و الستين بعد المئتين من سورة البقره.
اعزائي المستمعين تبين هاتان آلاياتان نوعين من الانفاق احدهما فيه رضا لله و الاخر ليس كذلك … فالذي ينفق على الاخرين بغية التظاهر والتفاخر لا طائل من عمله… اما الذين ينفقون في سبيل لله و ابتغاء مرضاته تعالى فهم كالذي يبذر البذور في ارض خصبة اذ تبنت من بعد ذلك نباتا حسنا.
وتعلمنا هاتان الايتان المباركتان:
اولا: العمل الصالح الذي له قيمة هو ذلك العمل الذي يأتي به الانسان بنية خالصه و لا يأتي من بعده ما يغضب لله تعالى.
ثانيا: ان انماء الصفات الحسنه بالذات و خدمة الناس بدوافع صحيحة هو ما يرضي الخالق العظيم.
ثالثا: الرياء و التظاهر يدلان على ان الشخص لا يملك ايمانا حقيقيا …انه في الحقيقه لايومن بالله و باليوم الاخر ولا ريب و لا شك اعزائي المستمعين ان الايمان بالله و الايمان بالمعاد و النبوه هو علامة الايمان الخالص للخالق المتعال … لأن هذه الثلاثة تشكل الاركان الاساسية للدين و هي الاصول القويمة للشرع الانور والمقدس . جعلنا لله واياكم من المتمسكين بحبله المتين و من السائرين على نهج النبوة الوضاء.
ويقول تعالى في الاية السادسة والستين بعد المئتين من سورة البقرة المباركة.
نعم اعزائي المستمعين ان الانفاق على المحتاجين مثل زرع شجرة في بستان …المجتمع يحتاج الى جهد كبير كي يوتي ثماره …لكن هذه الشجرة اذا ما تعرضت الى آفات المنة والرياء فانها تتلف ولا تقدم ثمارا ولا يبقى لزارعها الا الحسرة و الندم . وجاء في بعض الروايات ان الرسول الاكرم صلى الله عليه و اله حث المسلمين على الاكثار من ذكر لله تعالى وهنا نهض من بين الجمع من سأل النبي عن ثواب هذا العمل فاوضح صلى لله عليه وآله سلم ان في كل ذكر تغرس للانسان شجرة في الجنه ..فقال البعض اذا سيكون لنا شجر كثير في الجنة …هنا نبه الرسول صلى لله عليه و اله الى مغبة ان يحترق كل هذا الشجر في لحظة واحدة بنار الغيبة فما جدوى ذكر لله و الغيبة معه موجوده ..فالغيبة هذا العمل السيئ كالنار وهي من الكبائر و الاثام العظيمه … و قد نهى عنها القرآن الكريم حيث قال تعالى ( و لا يغتب بعضكم بعضا ) و قد ورد في الحديث ان الغيبة ادام كلاب اهل النار و لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . نعم حضرات المستمعين ما احوج الانسان الى العمل الصالح يوم القيامة … يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى لله بقلب سليم.
مستمعينا الافاضل مازلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة يقدم لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران . و يقول تعالى
في آلاية السابعة و الستين بعد المئتين من سورة البقره.
المسلمون على الدوام يسئلون النبي الاكرم صلى لله عليه و اله على الاشياء التي ينبغي ان ينفقوها و على من لا بد من الانفاق … و جاءت هذه الآية المباركة لتبين قاعدة عامة و هي : ان الانفاق لا بد ان يكون من مال طاهر و حلال سواء هذا المال ثروة جاءت بواسطة المتاجرة و الكسب او عن طريق الارث و ما الى ذالك من الطرق الشرعيه… او انما يراد الانفاق منه محاصيل ومنتجات و هي الاخرى لا بد ان تكون قد تأت من الحلال … و لا بد ان يكون الانفاق من مال مرغوب لا من شيئ مذموم . و ورد ان بعض اهل المدينة وا يعطون التمر السيئ الى الفقراء و يحتفظون بالجيد منه لهم فنهاهم القرآن عن فعل هذا العمل …و يحدثنا التاريخ ان رابع أئمة الهدى مولانا الامام زين العابدين و سيد الساجدين عليه افضل صلوات المصلين كان يقدم للفقراء السكر واللوز وقيل له ذات مرة لماذا السكرواللوز فقال عليه السلام ( لاني احبهما و الله تعالى يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) و لنا في رسول الله صلى لله عليه وآله و اهل بيته الكرام عليهم افضل صلوات الملك العلام أسوة حسنة.
مستمعينا الكرام ثمة دروس مهمة نستفيد من هذا النص القرآني الشريف منها:
اولا: لا بد من حفظ الكرامة المحرومين حين الانفاق عليهم.
ثانيا: الانفاق لا بد ان يكون مما نحب ونرغب.
ثالثا: الهدف من الانفاق الابتعاد عن البخل..لا رمي ما لا نريده بعيدا …
رابعا: ان نجعل الانفاق خالصا لوجه لله تعالى.
نسأل لله تعالى ان يجعلنا من السائرين على نهجه الشريف ..ننفق مما وهبنا كسبا لرضاه و ألحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم محمد صلى لله عليه و آله الطاهرين.
مستمعينا الكرام بهذا نأتي الى ختام حلقة اليوم من برنامج نهج الحياة قدمناها لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نحن في انتظار استلام انتقاداتكم واقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الاكتروني [email protected]