بسم الله الرحمن الرحيم …و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطاهرين اسعد الله اوقاتكم اعزائنا المستمعين بالخير و البركات …ها نحن و اياكم في ظلال القران الوارفة و تفسير لايات اخرى من سورة البقرة حيث نستمع بعد الفاصل لتلاوة الاية الخامسة عشرة بعد المئتين منها و ذلك بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
مستمعينا الافاضل ان من علائم الانسان المؤمن التي اشير اليها في العديد من ايات الذكر الحكيم الاهتمام بشؤون المحرومين و حل مشاكلهم و من هنا كان المسلمون في صدر الاسلام يسألون النبي الخاتم صلى الله عليه و اله عن وجوه الانفاق و مقاديره …..ويأتي القران الكريم ناطقا بلسان نبي العظيم ليوضح ان الانفاق هو ما فيه الخير و ما فيه الفائدة للاخرين اذ لاريب ان ثمة علاقة بين المنفق و المنفق عليه و لابد في الانفاق في تقديم الارحام . كما هو صريح الاية فالاقربون اولى بالمعروف …ولابد ان يكون الانفاق بقصد القربة الى الله تعالى مجردا عن الفخر و الرياء و ما افضل الانفاق اذا كان مما يحب الانسان و سرا… و قد جسد ائمة العترة الطاهرة صلوات الله و سلامه عليهم هذا المعنى السامية في حياتهم المباركة فهذا امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام كان ينفق على اليتامى و الارامل من دون ان يعرفوه و ما علموا بذلك الا بعد استشهاده عليه السلام …و هذا الامام سيد الساجدين عليه السلام قد سار على نهج جده فكان يحمل المتاع ليلا و يفرقه على المحتاجين دون ان يعرفوه …والله سبحانه و تعالى ينظر بعينه التي لا تنام الى اعمال الانسان و انه تبارك و تعالى لا يضيع اجر المحسنين.
و يأتي الجهاد بعد الانفاق في هذا السياق القراني حيث يقول تعالى في الاية السادسة عشرة بعد المئتين من سورة البقرة
من اجل حفظ الدين و مصالح الناس من اهواء الظالمين اوجب الله تعالى الجهاد على المؤمنين لكن الانسان بطبيعته ميال للراحة و ليس في الحرب هذه الراحة. على ان هذه الاية توضح ان في الجهاد خير الدنيا و الاخرة ، و تعلمنا هذه الاية ان غرائز الانسان ليست الملائك في الخير و الشر بل ان اوامر الله و نواهيه التي تنبع من المصلحه و تنهض على الحكمة هي الملائك ثم ان علمنا نحن البشر محدود لكن ان علم الله لا تحده حدود و عليه فالمصلحة فيما يراه الله لا ما نراه نحن فهو سبحانه و تعالى بيده ازمة كل شئ و هو الخبير العليم.
مستمعينا الكرام ما زلتم تتابعون برنامج نهج الحياة يقدم لحضراتكم من اذاعة طهرا ن صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.. اما الان الى الايتين السابعة عشرة بعد المئتين و الثامنة عشرة بعد المئتين من سورة البقرة:
كما ذكرنا اعزائنا المستمعين في سابق حلقات هذا البرنامج فان ما كان رائجا عند العرب من احكام شريعة النبي ابراهيم عليه السلام هو حرمة القتال في اربعة اشهر من العام هي الاشهر الحرم و جاء الاسلام و امضى هذه السنة الحسنة فحرم القتال في شهر رجب و في ذي القعدة و في ذي الحجة و في المحرم …كن في ما يتعلق بهذه الاية ذكر المفسرون و الؤرخون ان النبي الاكرم صلى الله عليه و اله و قبل غزوة بدر اوفد ثمانية من المسلمين لجمع المعلومات عن العدو و اوضاعه …و توجه الموفدون الى مكة و في الطريق اليها رأوا قافلة لقريش كان فيها احد زعمائها و تقاتل المسلمون مع المشركين و اسروا منهم عددا عادوا بهم و بالغنائم الى المدينة فامتعض النبي صلى الله عليه و اله من هذا العمل و ردّ الاسرى و الغنائم اذ لم يأمر صلى الله عليه و اله بمثل هذا القتال و استغل المشركون هذا الحدث للطعن بالمسلمين فنزلت هذه الاية لتبين انما حدث لم يكن تعمدا و لم يكن بأمر الرسول صلى الله عليه و اله …و اوضحت الاية ان المشركين قد قاموا بما هو اشد من هذا عندما عذبوا المسلمين و اخرجوهم بغير حق من ديارهم و حالوا دونهم و دون المسجد الحرام . و في هذه الاية تحذير للمسلمين بوجوب الحذر من الاعداء و اليقظة امامهم ..على ان المسلمين عندما هاجموا قافلة المشركين ماكانوا يبغون الدنيا و الماديات لقد كانوا في هجرة و جهاد في سبيل الله دونما دافع دنيوي و من هنا عفا الله تعالى عنهم و جاء هذا العفو الالهي في الاية الثامنة عشرة بعد المئتين من سورة البقرة حين قال تعالى:
و تعلمنا الايتان السابعة عشرة بعد المئتين و الثامنة عشرة بعد المئتين من سورة البقرة ان نكون يقظين منتبهين لسلوكنا و اعمالنا و لا نعطي الفرصة للعدو لكي يستغل اخطائنا و من جانب اخر علينا ان نحكم على الامور بعين الواقع لا الظواهر.
مستمعينا الافاضل من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران استمعتم الى برنامج نهج الحياة نشكركم على حسن متابعتكم و نحن بانتظار انتقاداتكم و اقتراحاتكم على بريدنا الالكتروني: [email protected]
دمتم سالمين و في امان الله.