وقدم أمين عام عصائب اهل الحق قيس الخزعلي، اليوم الجمعة، شكره الى السيد مقتدى الصدر والى المشاركين في التظاهرة “المليونية” المناهضة للوجود الامريكي في البلاد، فيما وصف الرئيس الامريكي ترامب بـ”الاحمق”، متوعدا باخراج القوات الامريكية من العراق “رغماً عن انفه”.
حمودي للقوات الامريكية: احزموا حقائبكم ولا تتأخروا
هذا واكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي همام حمودي مخاطبا المشاركين في التظاهرة، عبر بيان تنشر السومرية نيوز نسخة منه، “لقد ابليتم بمليونيتكم نعم البلاء ورفعتم رؤوس العرب والمسلمين في العالم”، لافتا ان العراقيين “لن يقبلوا بسيادة ناقصة”، مخاطباً القوات الامريكية بالقول “احزموا حقائبكم ولا تتأخروا”.
وشهدت منطقتي الكرادة والجادرية وسط العاصمة بغداد، صباح يوم الجمعة، “مظاهرة مليونية دعا اليها السيد مقتدى الصدر، رفضا للوجود الاجنبي في البلاد.
كما قدم امين عام حركة النجباء اكرم الكعبي، اليوم الجمعة، شكره الى المشاركين في المظاهرة المليونية التي شهدتها بغداد اليوم، بينهم العشائر ومن “دعا ولبى ووحد الصفوف لاجلاء الاحتلال”.
الشعب العراقي قال كلمته وعلى الادارة الامريكية احترامها
من جهته أكد زعيم تحالف الفتح هادي العامري، الجمعة، أن الشعب العراقي قال كلمته بخروج القوات الامريكية من العراق “عبر المظاهرة المليونية” التي شهدتها بغداد اليوم، مطالبا الادارة الامريكية باحترام ارادة الشعب، فيما قدم شكره الى السيد مقتدى الصدر على دعوته لهذه المظاهرة.
وقال العامري، إن “الشعب العراقي قال كلمته بخروج القوات الامريكية من العراق وعلى الادارة الامريكية احترام ارادة الشعب”.
واضاف “نشكر كافة مكونات الشعب العراقي المشاركة في هذه التظاهرة المليونية ونشكر سماحة السيد مقتدى الصدر على دعوته المباركة للتظاهرة كما نشكر كل القوى الوطنية الرافضة للوجود العسكري الاجنبي في العراق”، مؤكدا “كنا ولازلنا قادرون على تحقيق الامن وحفظ السيادة في العراق”.
بالسياق قال المتحدث باسم كتائب حزب الله العراقي محمد محيي إنه ما يجري في العراق هو مرحلة جديدة يمر بها البلاد وأطلق عليها اسم “ثورة العشرين الثانية”، مضيفا أن أبناء الشعب العراقي ضد الاحتلال الامريكي ووجوده غير الشرعي للقوات والتي تحاول الهيمنة على البلاد والسيطرة عليه وارتكاب الجرائم بحق شعب العراق وسيادته.
وتابع محيي أنه قد كان هناك خطوات سبقت المسيرة المليونية منها التظاهر قرب السفارة الامريكية في العراق واذلالها وايضا القرار التاريخي لمجلس النواب العراقي بإخراج القوات الأجنبية والأمريكية من البلاد.
وذكر أن رغم محاولات امريكا من تشكيك بالقرار العراقي واستخدام سياستها الحمقاء ضد العراق إلا أنها تلقت صفعة كبيرة من خلال الجموع المليونية والغفيرة التي جاءت من جميع محافظات العراق، موضحا أن الشعب العراقي يرفض التواجد الأجنبي غير الشرعي في العراق وايضا يرفض أي نوع من أنواع الاحتلال، كما أن الشعب جاهز لمواجهة اي اعتداء على بلاده.
الجدير بالذكر انه دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى “غلق القواعد العسكرية، والشركات الأمنية، الأميركية المتواجدة في الأراضي العراقية”.
ورأى في بيان انه على الحكومة العراقية حماية البعثات الدبلوماسية والسفارات ومنع الانتهاكات ومحاسبة الفاعلين وسنبذل قصارى جهدنا لعدم التصعيد إلى حرب أخرى مع الأميركيين، مؤكدا انه “سيتم التعامل مع الولايات المتحدة كدولة محتلة ومعادية إذا رفضت الخروج من العراق”.
رئيس الجمهورية يعلق على تظاهرات الجمعة
في غضون ذلك علق رئيس الجمهورية برهم صالح، على التظاهرات الشعبية التي خرجت اليوم الجمعة ضد التواجد العسكري الامريكية وحماية لسيادة العراق.
وقال صالح في تغريدة له على تويتر: “العراقيون مصرون على دولة ذات سيادة كاملة غير منتهكة، خادمة لشعبها ومعبرة عن إرادتهم الوطنية المستقلة بعيدا عن التدخلات والإملاءات من الخارج، دولة ضامنة لأمنهم وحقوقهم في الحياة الحرة الكريمة، دولة في أمن وسلام مع جيرانه”.
فيما وثقت عدسة الوكالات العراقية مشاهد من التظاهرات المليونية التي انطلقت، صباح اليوم الجمعة، وسط العاصمة بغداد، والمناهضة للوجود الاميركي على الاراضي العراقية، والتي دعا لها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
ورصدت العدسة مشاهد تبين قيام القوات الأمنية بمهامها بحماية المتظاهرين، وايضا حضور لاطفال ونساء، فضلا عن رفض المتظاهرين الوجود الاميركي بالعراق والذي تمثل بعدة مشاهد منها عدد من الصور للرئيس الاميركي دونالد ترامب ملتف حول رقبته حبل المشتقة.
الى ذلك قال مصدر امني، إن المشاركين في التظاهرة المليونية التي دعا اليها السيد مقتدى الصدر بدأو، ظهر يوم الجمعة، بالانسحاب من مواقع التظاهرة في مناطق الجادرية والكرادة وسط العاصمة بغداد، مشيرا الى “اتخاذ الاجهزة الامنية اجراءات مشددة وقطعت عددا من الطرق وسط العاصمة بغداد تزامنا مع التظاهرة المليونية المنددة بالوجود الامريكي في البلاد”.
وردد المتظاهرون، خلال التظاهرة شعارات “نعم نعم سيادة .. نعم نعم مقاومة ..كلا كلا امريكا .. كلا كلا للمحتل”، كما رفعوا لافتات “العراق بلد الانبياء.. لامكان للغرباء” فضلا عن رفع الاعلام العراقية.
ما هي الرسالة التي تحملها المسيرة العراقية المليونية؟
بينما أوضح الاستاذ في العلاقات الدولية اللبناني نزيه منصور أن مليونية الشعب العراقي رسالة الى الاميركيين بأن مسيرتهم لن تنتهي الا بخروج الاحتلال من بلادهم.
وقال منصور في اتصال هاتفي مع قناة العالم أن امام الاحتلال الامريكي خيارين اما الاستجابة والانسحاب من الأراضي العراقية أو الخروج منها بالقوة.
وأضاف منصور أن العراقيين لن يسمحوا لاميركا بتهديد دول المنطقة عبر اراضيهم لافتا أن امريكا ما زالت تحتضن وتدعم “المنظمات الارهابية” في المنطقة والتي تعمل على إعادة تحريكها في جميع أنحاء العالم لاسيما الساحة العربية والإسلامية.
إن مظاهرات يوم الجمعة غير المسبوقة في العراق تعكس في الواقع وجهة نظر معظم العراقيين حول تواجد الأميركيين في بلادهم.
* كانت مظاهرات اليوم تاييدا لقرار البرلمان العراقي الأخير الذي دعا الى طرد القوات الامريكية من البلاد كعامل لعدم استقرارها والفساد فيها.
* في المقابل حاولت وسائل الإعلام التابعة للولايات المتحدة وبعض الدول التابعة لترامب في المنطقة عدم تغطية هذه المظاهرات أو فبركتها والتقليل من شأنها أو حاولوا اظهار العراقيين منقسمين في موضوع التواجد الامريكي في بلادهم من خلال ادعاء اقامة مظاهرات اخرى مماثلة من ساحة التحرير الى الخلاني، لكنها لم تقدم اي مستندات لاثبات هذا الادعاء.
* وسعت وسائل الإعلام هذه لتقليل عدد المتظاهرين من خلال تخويف الناس قبل بدء المظاهرات، و فبركة وجهة نظر العراقيين الحقيقية بضرورة طرد الأمريكيين من العراق بعد المظاهرات.
* وحاولت وسائل الإعلام المناهضة للمقاومة تلخيص الدعوات العراقية للمشاركة في المظاهرات فقط من خلال دعوة السيد مقتدى الصدر وتجاهل الدعوات العديدة التي وجهتها باقي الاحزاب العراقية. وبهذا النهج، حاولت ايجاد الخلاف بين الجماعات العراقية.
* كما حاولت وسائل الإعلام هذه ترويج اجزاء من بيان السيد مقتدى الصدر حول المظاهرة المليونية فقط والايحاء بان البيان يركز على ايجاد الانقسام بين الجماعات العراقية.
* وكان الايحاء بوجود خلافات بين السيد الصدر وباقي القيادات العراقية من جهة وتعدد آراء العراقيين حول لقاء برهم صالح وترامب من ناحية أخرى، ذريعة وسائل الاعلام المناهضة للمقاومة لحرف المظاهرة عن رسالتها الرئيسية.
* وكانت النقطة الأساسية في خطاب السيد مقتدى الصدر في هذا الاجتماع العظيم هي اعتبار الولايات المتحدة دولة محتلة إذا لم تغادر العراق، وهذا في الواقع كان مطلب كل جماعات المقاومة، وبهذا يمكن القول ان الحجة اليوم اكتملت على الأميركيين.