بسم الله الرحمن الرحيم …..الصلاة والسلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين .. والسلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله وبركاته ..اهلا بكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج و فيها تفسير للايات الثامنة عشرة بعد المئة الى الثالثة والعشرين بعد المئة من سورة البقرة.
اعزائنا المستمعين فلنستمع الى قوله تعالى في الايتين الثامنة عشرة بعد المئة والتسعة عشرة بعد المئة من سورة البقرة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
نعم مستمعينا الافاضل من الاشكالات كان يطرحه الجاهلون و المغرضون امام الرسول الاكرم صلى الله عليه و اله هو لماذا يكون انبيائه واسطة بين الخالق و الناس و لماذا لا ينزل الله اياته على الناس مباشرة فيصدق به. القران الكريم يبين ان مثل هذه الذرائع قد تذرع بها اناس في الامم السابقة من الذين يرفضون الحق و لا يسلمون للحقيقة. وحتى لو انزل الله اياته مباشرة فان مثل هؤلاء الجاحدين لا ولن يقبلوها لان في قلوبهم مرضا فزادهم الله مرضا. ان واجب الانبياء عليهم السلام ابلاغ رسالة السماء و من بعد ذلك من شاء فليؤمن و من شاء فاليكفر والله غني حميد.
ويقول تعالى في الاية العشرين بعد المئة من سورة البقرة:
نعم مستمعينا الكرام بعد تغيير القبلة من بيت المقدس الى المسجد الحرام ازداد غيظ اليهود ضد المسلمين … و كان بعض المسلمين يودون لو يبقون على قبلتهم الاولى كي يعيشوا مع اليهود في صفاء اما اليهود فما كان يضيرهم تغيير القبلة بل انهم كانوا يريدون ان يرتد المسلمون عن دينهم و يؤمنوا باليهودية ….و تأتي هذه الاية لبيان اساس عام و هو كلما تراجع المسلمون عن مواضعهم الحقة ازداد اعداء المسلمين كفرا. اذا لا ينبغي و الحال هذه التراجع امام هؤلاء الاعداء الكفرة.
ولنستمع الان مستمعينا الكرام الى الية الحادية و العشرين بعد المئة من سورة البقرة و ايضا بصوت الاستاذ القارئ برهيزكار:
القران الكريم يراعي في تعامله مع المعارضين العدل و الانصاف ….صحيح ان اكثر اهل الكتاب لم يكونوا على استعداد لقبول الاسلام لكن من كان منهم ينظر الى الكتب السماوية بعين الحق و يتلوها حق تلاوتها كان يؤمن بالقران الكريم و رسالة النبي الخاتم محمد صلى الله عليه واله. و ثمة معنى اخر يمكن ان نستقيه من ينبوع هذه الاية وهي ان التلاوة الحقة ليست فقط بعذب الاصوات و ترخيمها انما التلاوة الحقة لابد ان تكون عن تفكر و تدبر في ايات الذكر الحكيم. فالله تعالى يقول في محكم كتابه في سورة محمد الاية الرابعة و العشرين (( افلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها))
والان مستمعينا الكرام نصغي الى الايتين الثانية و العشرين بعد المئه والثالثة والعشرين بعد المئة من سورة البقرة:
لعل المستمعين الكرام يتذكرون اننا في بعض من الحلقات الماضية من هذا البرنامج عرضنا تفسير هاتين الايتين حين كان لنا حديث حول الايتين السابعة و الاربعين و الثامنة و الاربعين من سورة البقرة ….و مع الاخذ بنظر الاعتبار ضيق وقت البرنامج نستميح المستمع الكريم عذرا في تكرار التفسير . و الى الدروس من هذه الايات البينات:
اولا: علينا قبول الحق و ان كان من الاخرين و علينا ان نجعل الحق والباطل معيارين لمعرفة الناس لا ان يكونالناس هم المعيار في تشخيص الحق من الباطل.
ثانيا: الانبياء والرسل عليهم السلام بعثهم الله مبشرين و منذرين و طريق الهداية يختاره الانسان بارادته دونما اجبار فمن سلك للضلال سبيلا تحمل وزر عمله هذا.
وثالثا: لا ينبغي الدعوة للدين و تجاهل الأسس والاصول اذ المطلوب هو هداية الاخرين لا التأثر باهواههم وميولهم الشخصية
مستمعينا الكرام استمعتم الى برنامج نهج الحياة قدم لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران .
نشكركم على حسن متابعتكم و نحن بانتظار انتقاداتكم واقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني :
[email protected]
دمتم سالمين وفي امان الله.