البث المباشر

تفسير موجز للآيات 113 حتى 117 من سورة البقرة

الأربعاء 22 يناير 2020 - 15:11 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 36

بسم الله الرحمن الرحيم …الصلاة و السلام على الرسول الخاتم الامين محمد صلى الله عليه و اله و على عترته الطاهرين.. السلام عليكم مستمعينا الكرام مرة اخرى يتجدد لقائنا معكم حيث نكون في رحاب كتاب الله العزيز و تفسير موجز للايات الثالثة عشرة بعد المئة حتى السابعة عشرة بعد المئة من سورة البقرة.

 

نستمع بداية الى قوله تعالى في الاية الثالثة عشرة بعد المئة من هذه السورة المباركة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:

 

نعم مستمعينا الافاضل اليهود كانوا يرون الجنة لهم و الحق معهم دون غيرهم و بمثل هذا كان يعتقد النصارى و تأتي هذه الاية لتبين ان منشأ هذه الفكرة الخاطئة هو التعصب ..المشركون وعبدة الاوثان كانوا يرون ما كان يرى اليهود و النصارى فالتعصب قداعمى عيون هؤلاء كذلك فجعلهم لا يرون الحق.

 

ويقول جل و على في الاية الرابعة عشرة بعد المئة من سورة البقرة:

 

على مدى التاريخ كانت مساجد الله عرضة للاغلاق او التخريب او التدمير لانها مراكز الحكومات الالهية و محل تجمع اتباع الاديان السماوية ….. حكّام الجور و المنحرفون كانوا يعملون على التخريب بيوت الله و يحدثنا التاريخ ان مشركي مكة منعوا لعدة سنين المسلمين من دخول المسجد الحرام، و اليوم نلاحظ ان اعداء الاسلام يريدون تخريب المسجد الاقصى المبارك و قد امتدت يد ضلالهم قبل عدة سنين فنالت من مسجد ببري في الهند تخريبا و تدميرا. و لا يراد من تخريب المساجد تدمير ابنيتها بل المقصود كل عمل من شأنه ان يحد من بهاء المساجد و يصرف الناس عن ذكر الله فيها. و قد ورد في احاديث شريفة عن سيد الخلائق خاتم الرسل صلى الله عليه و اله ان المسجد الذي لا يصلى فيه هو احد ثلاثة يشكون الى الله يوم القيامة بالاضافة الى مصحف لا يقرأ فْيه و عالم بين جهال.

 

اما الان مستمعينا الكرام فلنستمع الى قوله تعالى في الاية الخامسة عشرة بعد المئة من سورة البقرة و كذلك بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:

 

مستمعينا الكرام بعد ان امر الله تعالى المسلمين بتغيير قبلتهم من بيت المقدس الى مكة المكرمة و من المسجد الاقصى الى المسجد الحرام اخذ اليهود و كما ذكرنا في السابق لحلقات هذا البرنامج يثيرون الشكوك و الشبهات كانوا يقولون ان كانت القبلة الاولى هي الاصح فلماذا تغيرت و ان كانت الثانية هي الاصح فما تكليف العبادات السابقة عليها. وجاءت هذه الاية المباركة لترد على هذه الشبهة اليهودية ولتوضح حقيقة مهمة وهي ان الله جلت عظمته لا يحد بمكان دون مكان و له المشرق و المغرب و اينما توجه الانسان فألى الباري العظيم توجه . تباركت اسماؤه و تعالى شأنه … و اذا كانت الكعبة قبلة او بيت المقدس فان الخالق المتعالي اراد للمسلمين ان ييمّموا وجوههم حين الصلاة الى جهة معينة اذ في هذا وحدة و تعاضد و تؤالف و تقرب.

 

مستمعينا الكرام ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران و في الايتين السادسة عشرة و السابعة عشرة من بعد المئة من سورة البقرة يقول تعالى:

 

نعم مستمعينا الكرام من العقائد الباطلة عند اهل الكتاب قولهم انانبيائهم هم اولاد الله اليهود كانوا يقولون ان عزيراً هو ابن الله والنصارى كانوا يقولون ان المسيح هو ابن الله و الى جانب هذا كانوا مشركوا مكة كانوا يرون ان الملائكة بنات الله وانه تعالى قد اوكل اليهم اي الملائكة اعمالها …و تأتي هذه الاية المباركة لتوضح ان مثل هذه الاقاويل باطلة و لا تقوم على اساس من الحق فالله تعالى منزه عن اتخاذ الولد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد. انه خالق السماوات و الارضين بيده ملكوت كل شئ اذا قال للشئ كن فيكون …ارادته نافذة في الخلق لانه تعالى هو الذي ابدعه جلت عظمته و في الحقيقة فان تصوير الله بصورة البشر عقيدة خاطئة و باطلة لانه تعالى ليس كمثله شئ.

 

و اما الدروس التي نتعلمها من هذه الايات المباركات اعزائي المستمعين فهي:

اولا: التعصب والجهل يعميان عيني الحقيقة.

ثانيا: المساجد هي خنادق مجاهدة الكفار و المشركين فعلينا الحفاظ عليها.

ثالثا: ليس لله مكان او جهة خاصة و الصلاة نحو الكعبة مظهر الوحدة فهي اول مركز للتوحيد.

ورابعا: الله تعالى ليس كمثله شئ لا صاحبة له و لا ولد.

اللهم ارنا الحق فنتبعه وارنا الباطل فنتجنبها.

مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران قدمنا لحضراتكم برنامج نهج الحياة نشكركم على حسن متابعتكم و نحن بانتظار اقتراحاتكم وانتقاداتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني : [email protected]

دمتم سالمين وفي امان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة