البث المباشر

تفسير موجز للايات 108 حتى 112 من سورة البقرة

الأربعاء 22 يناير 2020 - 14:50 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 35

بسم الله الرحمن الرحيم… الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين و السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله تعالى وبركاته و اهلا بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة و تفسير موجز للايات الثامنة بعد المئة حتى الثانية عشرة بعد المئة من سورة البقرة

 

مستمعين الكرام بداية نستمع لقوله تعالى في الاية الثامنة بعد المئه من هذه السورة المباركة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:

 

مستمعينا الكرام المسلمون ضعيفي الايمان يودون لو يأتي النبي صلى الله عليه و اله لهم بكل معجزة تخطر ببالهم كان يأتي لهم بكتاب من عند الله كما طلب بنو اسرائيل من موسى عليه السلام اي يريهم الله جهرة كي يؤمن به ….و اذا امر محال و ليست الرؤيا على الدوام دليل الوجود فعلائم وجود الله تتجلى في خلقه و هو ذات واجبة الوجود لا ممكنة الوجود تراه عين البصيرة لا عين الباصرة.

 

و يقول تعالى في الاية التاسعة بعد المئة من سورة البقرة:

 

نعم اعزائي المستمعين كان اليهود في المدينه يسعون من اجل ان يردوا المسلمين الى الكفر ثانية او يضعفوا ايمانهم على اقل تقدير.. و يقول القران الكريم هنا ان الاسلام هو دين الحق و ان اليهود قد قبلوا هذا الامر بيد ان الحسد و الحقد قد حالا دون ايمانهم فبقوا في كفرهم يتخبطون … و يستفاد من هذه الاية ان العنف ليس الخطوة الاولى في مواجهة العدو بل ان الاخلاق الاسلامية توجب العفو و المسامحة فان صلح العدو بهما فهو …و الا فلا مفر من قتاله حتى يفيئ الى امر الله.

اما الان مستمعين الكرام فالى الاية العاشرة بعد المئة من سورة البقرة:

 

اعزائي المستمعين ازاء ما كان يريده اعداء الاسلام من تضعيف ايمان المسلمين يأمر الله تعالى عباده المؤمنين باقامة الصلاة و ايتاء الزكاة ففي اقامة الصلاة تقرب الى الله و في ايتاء الزكاة مواساة للاخرين لا سيما الفقراء و المعوزين منهم و كلاهما من وجهة نظر الشرع الشريف عبادة لابد منها من قصد القربة الى الله تعالى و لا ريب ان اعمال الانسان يكافئه الله ان خيرا فخير و ان شرا فشر. لكن لا ينبغي ان يفهم من هذا الكلام نسبة الشر الى الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا … انما المقصود ان من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها و الله تعالى في بعض الاحيان يعامل العبادة بفضله لا برحمته فقط والله ذو الفضل العظيم.

 

و في الايتين الحادية عشرة و الثانية عشرة بعد المئة من سورة البقرة يقول عز من قائل:

 

نعم مستمعينا الكرام من الاساليب الاخرى التي أتبعها اعداء الاسلام في بداية الدعوة المباركة و ربما اتبعوها في اوقات اخرى و في الوقت الحاضر كذلك …من اجل اضاعة في معنويات المسلمين دعواهم ان الجنة لا ينالها الا اليهود او النصارى.

و يرد القران الكريم على هذا الادعاء الباطل بانه خيال و امنية لا يقومان على الدليل القاطع و البرهان الواضح المبين و ان الجنة قد جعله الله تعالى مثوبة لعباده المؤمنين المخلصين و ان مفتاحها هو في يد التسليم لله تعالى و اتباع شرعه الانور المقدس …فمن ايقن حقانية الاسلام و لم يؤمن به تعصبا منه لا يدخل الجنة حتى و ان كان من اهل الكتاب …..و يقول عز من قائل ((و من يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الاخرة من الخاسرين )).

 

اما الدروس المستقاة من هذه الايات البينات اعزائي المستمعين فهي:  

اولا: الصفح والعفو مقدمان على العنف مع الكفار و المشركين و العفو ليس فيه ضعف بل قد يكون فيه تمهيد لسلوك سبيل الصلاح.

ثانيا: من يزرع الخير يحصده و من يزرع الشر لا يرى الا شوكا.

ثالثا: الجنة ليست حصرا على فئة دون اخرى او دين دون اخر انها جزاء المؤمنين الصالحين من المسلمين و مجرد اسم الاسلام دون الايمان و العمل الصالح لا يوصل الى الجنة.

جعلنا الله و اياكم من الفائزين بها يوم القيامة ان شاء الله.

 

مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران قدمنا لحضراتكم حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة نشكركم على حسن متابعتكم و نحن بانتظار اقتراحاتكم وانتقاداتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني:

[email protected]

دمتم سالمين و في امان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة