البث المباشر

تفسير موجز للآيات 94 حتى 98 من سورة البقرة

الأربعاء 22 يناير 2020 - 14:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 32

بسم الله الرحمن الرحيم

الصلاة و السلام على نبينا محمد و آله الطيبين الطاهرين و السلام عليكم مستمعين الافاضل و اهلا بكم في حلقة اخرى من سلسلة حلقات برنامج نهج الحياة و فيها تستمعون الى تفسير موجز للآيات الرابعة و التسعين حتى الثامنة و التسعين من سورة البقرة المباركة.

 

مستمعينا الافاضل يقول تعالى في الآيتين الرابعة و التسعين و الخامسة و التسعين من هذه السورة الشريفة:

 

استمعنا الى القارئ الاستاذ برهيزكار وهو يتلوا علينا الآيتين الرابعة والتسعين والخامسة والتسعين من سورة البقرة المباركة.

نعم مستمعينا الكرام على مدى التاريخ اعتبر اليهود انفسهم العنصرالافضل بين الناس و كانوا يرون ان الله تعالى قد خلق الجنة لهم دون غيرهم و ان جهنّم لا شأن لها بهم لأنهم ابناء الله و شعبه المختار.

و ادّت هذه التصورات الباطلة الى ان يرتكب اليهود انواع الظلم و الاجرام و الاثم و العدوان …و من جانب آخر استولى عليهم الغرور فجعلهم متكبرين متجبرين . و تأتي هذه الآية المباركة لتجعل ضمائر اليهود في ساحة القضاء انها تقول لهم اذا كان ما تدعون من ان الجنة لكم حقيقة فلماذا لا تتمنون الموت اذ في ذلك وصول للجنة سريعا ؟ لماذا تخافون من الموت و تفرون منه ؟ ان الذين يخافون الموت يتصورون انه عدم و لا شئ او انهم انما يخشونه لانهم لا يريدون ان يروا عاقبة اعمالهم السيئة . اما الانبياء و اولياء الله عليهم السلام و المؤمنون فلا يرون في الموت فناءا و عدماً بل بداية لحياة جديدة ثم انهم لا يخشون من عاقبة اعمالهم لانها حسنات . و من هنا نراهم يتشوقون الى الموت و يقدمون عليه بنفوس مطمئنة و قد روي ان امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه افضل الصلاة و السلام قال : والله لابن ابي طالب أنئس للموت من الطفل بثدي امّه.

 

و يقول تعالى في الآية السادسة و التسعين من سورة البقرة:

 

نعم مستمعينا الكرام تقول هذه الآية للنبي الاكرم صلى الله عليه و آله ان اليهود احرص الناس على الحياة الدنيا انهم حتى احرص من المشركين الذين لا يعتقدون بيوم المعاد.

انهم اي اليهود يودّون لو يعمروا الف سنة حتّى و ان كانت حياتهم الطويلة هذه بائسة رخيصة ذلك ان همّ هؤلاء القوم جمع الثروة و المال و التمتع بالملذات في الحياة.

 

مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران مازلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة و لنصغي الآن الى الاستاذ القارئ برهيزكار و هو يتلوا علينا قول الله تعالى في الآيتين السابعة و التسعين والثامنة والتسعين من سورة البقرة المباركة:

 

نعم مستمعينا الافاضل عندما قدم الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله الى المدينة المنورة حضر عنده جماعة من اليهود مع احد احبارهم و سألوه صلى الله عليه وآله اسئلة كان من بينها سؤال عن الوحي الذي نزل عليهأي ملك من ملائكة الله انزل هذا الوحي عليه صلى الله عليه و اله فقال صلى الله عليه واله و سلّم : انه جبرئيل . فقال اليهود : لو كان ميكائيل لكنّا امنّا بك لأن جبرئيل عدوٌ لنا ... عندما لا يريد انسان ان يرضخ الى الحق نراه يختلق الحجج الواهية و الذرائع و هكذا فعل اليهود مع الرسول الخاتم صلى الله عليه و اله و مع موسى عليه السلام و غيره من الانبياء الذين بعثهم الله الى بني اسرائيل… ان الملائكة وسائط ما بين الله والانبياء عليهم السلام ولا فرق من هذه الزاوية بين ملك وآخر. نعم لا فرق بين جبرئيل و ميكائيل. 

مستمعينا الكرام فإلى الدروس التي نأخذها من هذه الآيات المباركات:

اولا: على الانسان ان يستعد للموت في أي لحظة. لأن الاجل اذا جاء لا يتأخر وعليه ان يتوب الى الله عم اقترفه من معاص. فباب التوبة مفتوح على الدوام والله تعالى غفور رحيم.

ثانيا: ليست العبرة بطول العمر والعمر المفعم بالبركة هو الذي يقضيه الانسان بالقرب من الله قصر ام طال.

ثالثا: الانسان المؤمن ينبغي ان يؤمن بالدين كمجموعة كاملة و متكاملة من التعليم و لا يقبل من الانسان ايمانٌ ببعض الامور و كفر بالاخرى…. ان المؤمن الحقيقي هو ما يؤمن بالله تعالى و كافة رسله و ملائكته. نسئل الله تعالى ان يقبل منّا ايمانا و يجعل عمرنا في طاعته والالتزام باوامره و ان يمن علينا بكرمه و فضله كي ننئى عن الباطل و نتقرب الى حضيرة قدسه آمين يا رب العالمين و الحمد لله و السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة