بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين والسلام عليكم مستمعينا الاكارم واهلا بكم في لقاء قراني جديد وتفسير للآيات من التاسعة و الثمانين حتى الثالثة والتسعين من سورة البقرة.
اعزائنا المستمعين الكرام يقول تعالى في الآية التاسعة و الثمانين من سورة البقرة:
مستمعينا الافاضل استمعتم الى القارئ الاستاذ برهيزكار وهو يتلوا الآية التاسعة والثمانين من سورة البقرة.
في الحلقات الماضية من هذا البرنامج تحدثنا عن نماذج من عناد بني اسرائيل و كفرهم في زمن النبي موسى عليه السلام و عدم اطاعتهم للتوراة التي جاء بها هذا النبي العظيم و تأتي هذه الآية لتتحدث عن اليهود في صدر الاسلام اذ كانت التوراة قد انبأت بظهور النبي الخاتم محمد صلى الله عليه و آله و سلم من ارض الحجاز فكان ان هاجر اليهود الى هذه الارض لكي ينتظروا ظهور النبي الذي بشرهم به موسى في توراته من قبل و بعد ما هاجر الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله من مكة الى يثرب التي عرفت بالمدينة بعد هجرته المباركة آمن به سكان يثرب من المشركين امّا اليهود فيها وبفعل تعصبهم و ركوب اهواء الدنيا تنكروا لرسالة الاسلام و كذبوا ما جاء في التوراة… و يستفاد من هذه الآية انّ العلم والمعرفة لا يكفيان بل لابد من التسليم و ترك العناد و جحود الحق فأحبار اليهود كانوا يعلمون ان محمد بن عبدالله صلى الله عليه و آله هو خاتم الانبياء و المرسلين لكنهم لم يسلموا لهذه الحقيقة كفراً وعنادا منهم.
مستمعينا الكرام اما الآن فلنستمع الى القارئ الاستاذ برهيزكار و هو يتلو علينا الآية التسعين من سورة البقرة:
نعم اعزائي المستمعين كان اليهود يتوقعون ان يكون نبي الاسلام من بني اسرائيل لكن الله بعثه من العرب و من بني هاشم رحمة للعالمين . من هنا انكر اليهود رسالة خاتم الرسل صلى الله عليه و آله و نأى بهم تعصبهم و حسدهم و نظراتهم العنصرية عن جادة الاسلام والحق.
مستمعينا الكرام ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة يقدم لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.
و يقول تعالى في الآية الحادية و التسعين من سورة البقرة:
تخاطب هذه الآية اليهود و تقول لهم اذا كنتم لا تؤمنون بمحمد صلى الله عليه و آله لأنه ليس من بني اسرائيل فلما كذبتم من كان من بني اسرائيل من انبياء و قتلتموهم… اذا انتم للحق مخالفون و لا فرق في هذا الحق بينان يكون من نبي الاسلام او من نبيكم في القرآن او من التوراة.
ان كل ما في الكتب السماوية هو من عند الله العزيز القهار لا فرق في ذلك بين دين و آخر فلماذا يؤمن البعض ببعض و يكفر ببعض.
مستمعينا الكرام فلنستمع الى الآية الثانية و التسعين من سورة البقرة:
نعم اعزائي المستمعين على رغم من ان النبي موسى عليه السلام كان من بني اسرائيل و على رغم من المعجزات التي جاء بها الى قومه الّا انهم جحدوه و استغلّوا غيابه في جبل الطور ليعبدوا العجل …اذن ليس كون نبي الاسلام عربياً هو الذي دفع بمفرده بني اسرائيل الى عدم الايمان به بل انّ حبهم للدنيا هو الذي جعلهم في عناد مع انبياء الله الصالحين جيلاً من بعد جيل.
و الآن لنستمع الى الآية الثالثة و التسعين من سورة البقرة المباركة حيث يقول تعالى:
نعم اعزاءنا المستمعين في جبل الطور اخذ الله تعالى من بني اسرائيل ميثاقاً بيد انهم لم يفوا بهذا الميثاق لقد اشرئبت قلوب هؤلاء بالشر وعبادة العجل من دون الله فلم يبقى في قلوبهم مجال بالايمان بالله و مع كل هذه المعاصي كانوا يدعون الايمان زوراً و بهتانا.
اما الدروس المستقاة من هذه الآيات مستمعينا الكرام فهي:
اولا: عدم ايمان اليهود و النصارى بالاسلام لا ينبغي ان يكون مدعاة للشك في الدين الاسلامي الحنيف .
ثانيا: الحسد يقود الى الكفر و جحود الحق .
نسال الله تعالى ان يخلي قلوبنا جميعا من التعصب والحسد و حب الدنيا ويملأها حبا له تعالى و للأنبياء والصالحين من عباده آمين رب العالمين.
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران استمعتم الى حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة.
نشكركم على حسن متابعتكم و نحن بانتظار انتقاداتكم واقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني:
[email protected]
دمتم سالمين و في امان الله.