بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على نبينا محمد و آله الطيبين الطاهرين .. حضرات المستمعين الاكارم اسعد الله اوقاتكم بكل خير و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته … يسرنا ان نكون معكم مرة اخرى في رحاب كلام الله المجيد و تفسير للآيات من الخامسة و الثمانين حتى الثامنة والثمانين من سورة البقرة. اعزائي المستمعين في البداية فلنستمع الى قوله تعالى في الآية الخامسة والثمانين من سورة البقرة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار.
مستمعينا الكرام تأتي هذه الآية لتوبخ بني اسرائيل …ذلك انهم على رغم ما عاهدوا الله عليه لم يتورعوا عن التقاتل فيما بينهم … وتخاطبهم هذه الآية بأنكم اذا كان الاسرعندكم اهانة فالقتل و التشريد اكثر منه اهانة.
واذا كانت التوراة قد امرت بفك الاسرى فان الابتعاد عن القتل والتشريدهو شرع الله في التوراة كذلك و تدل هذه الآية ان بني اسرائيل قد سلّموا لهوى النفس و لم يسلموا لكتاب الله ذلك لانهم يقبلون من اوامر الله الا ما يتلائم واذواقهم و يلبي مصالحهم و في غير ذلك لا شأن له في كتاب الله بل يتخذ بعضهم بعضا هزوا و سخريا. و الذي نستفيده من هذه الآية عزيزي المستمع ان العمل هو دليل على وجود الايمان الحقيقي عند الانسان و المراد من العمل هنا ليس مطلق العمل بل ما يطابق اوامر الله و نواهيه دون غيره من الاعمال التي يأتي به الانسان تماشيا مع رغباته الشخصية و ميوله النفسية الامر الذي يعدّ عبودية للنفس و الأهواء لا عبودية للذات الالهية المقدسة. ليس فقط ارتكاب المعصية حراماً بل مساعدة العاصين و الظالمين و معونتهم حرام كذلك و لعلّ المستمع الكريم قد سمع بقصة صفوان الجمّال الذي كان يكري جماله لهارون الرشيد الحاكم العباسي حيث نهاه الامام موسى بن جعفر عليه السلام عن ذلك فالتمس صفوان عذر سفر الحج و انه اكرى موكب هارون العباسي الجمال للذهاب الى الحج فنهاه الامام عليه السلام عن ذلك كذلك لأنه سيحب بقائهم بالمقدار الذي يستوفي اجرته منهم و كان من ما قال عليه السلام: من احب بقائهم فهو منهم و من كان منهم ورد النّار.
اما الآن مستمعينا الكرام فلنستمع الى الآية السادسة و الثمانين من سورة البقرة و كذلك بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
مستمعينا الكرام تشير الآية الكريمة هذه الى انّ من يجعل الدنيا همّه و يبيع آخرته بدنياه لا يفي بعهد الله و يرتكب المعاصي و الآثام من القتل و التشريد و مع كل هذه المعاصي و حبّ الدنيا الذي كان عليه بنو اسرائيل كانوا يدعون انهم لن يردو العذاب الا قليلا و لن تمسهم النار الا لأيامٍ معدودات. اما الآن مستمعينا الكرام الى الآية السابعة و الثمانين من سورة البقرة حيث يقول اصدق القائلين:
نعم عزيزي المستمع انّ النبوة هي لطف من الله تعالى لعباده و من اجل هدايتهم و كان الله تعالى قد ارسل من بعد موسى الى بني اسرائيل انبياء عدّه كان من بينهم عيسى بن مريم عليهم السلام بيد ان حب الدنيا و هوى النفس جعلا بني اسرائيل يقتلون انبياء الله عليهم السلام بعد ان كذبوهما و الآن الى الآية الثامنة والثمانين من سورة البقرة:
مستمعينا الكرام ، انّ هذا جواب المستكبرين امام دعوة الانبياء عليهم السلام و في الحقيقة فان اتباع هوى النفس يزدل حجبا من الانانية على فكر الانسان و يجعله ينظر الى الحقائق بالعين المادية و يتنكر لفكر السماء و معارفها النيرة.
والي الدروس و العبر المستفاده من هذه الآيات البينات:
اولا: علينا ان نسلم لكل اوامر الله ولا نجعل لهوى النفس علينا سلطانا.
وثانيا: ان نرى الله دائما معنا ينظر الى افعالنا واقوالنا فإذا ما غفلنا نحن عنه فهو تعالى لن يغفل عنّا ابدا.
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران قدمت لحضراتكم برنامج نهج الحياة نشكركم على حسن المتابعة نستودعكم الله و السلام عليكم.