البث المباشر

تفسير للآيات 75 حتى 79 من سورة البقرة

الأربعاء 22 يناير 2020 - 10:32 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 28

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، والسلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله تعالى وبركاته.

اهلا بكم في لقاء جديد وهذا البرنامج حيث تفسير للآيات الخامسة والسبعين حتى التاسعة والسبعين من سورة البقرة.

 

في البداية نستمع الى قوله تعالى في الآية الخامسة والسبعين من سورة البقرة بصوت القارئ الاستاذ پرهيزكار:

 

مستمعينا الاكارم هذه الآية المباركة خطاب للمسلمين لا لبني اسرائيل بيد انها تومئ الى اخريات قصة اولئك القوم التي وردت في سورة البقرة بعد ظهور الانسان في شبه الجزيرة العربية كان هناك من يتصور ان اليهود سيقبلون على اعتناق الدين الجديد قبل غيرهم لانهم لم يكونوا من المشركين بل كانوا من اهل الكتاب وفي كتبهم جاءت بشارات بنبي الاسلام و علامات بعثته الشريفة. .. غير ان الذي حدث هو ان اليهود لم يسلموا بل وقفوا الى جانب مشركي قريش في معاداة الدين الاسلامي الحنيف.

و هذه الآية تواسي نبي الاسلام و المسلمين و تقول لهم ان لا داعي للقلق لسبب عدم ايمان اليهود بالاسلام و لا ينبغي للمسلمين الشك والريبة في دينهم فاليهود الذين عاصروا الدعوة الاسلامية هم احفاد بني اسرائيل الذين ذهبوا مع نبيهم موسى عليه السلام الى جبل الطور.

وبعد ان سمعوا كلام الله و وعوا اوامره حرّفوا الكلم عن مواضعه و خانوا نبيهم و دينهم و تثبت هذه الآية ان من الاخطار التي تهدد علماء اي قوم تحريف الحقائق عند عرضها امام الناس.

 

نعم مستمعينا الافاضل و في الآيتين السادسة والسبعين والسابعة والسبعين من سورة البقرة يقول اصدق القائلين:

 

مستمعينا الكرام في صدر الاسلام كان بعض اليهود عندما يلقون المسلمين يقولون لهم اننا نؤمن بدينكم لأننا وجدنا علائم نبيكم في التوراة لكنهم عندما يخلون الى بعض من بعض كانوا يؤنبون انفسهم ولماذا ذكروا للمسلمين علائم الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم. اولئك اليهود كانوا يخافون من محاججة المسلمين لهم يوم القيامة.

 

مستمعينا الكرام ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة يقدم لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران والى الآية الثامنة والتسعين من سورة البقرة حيث يقول تعالى:

 

نعم عزيزي المستمع تأتي هذه الآية المباركة لتعرف لنا جماعة اخرى من بني اسرائيل و هم العوام من هؤلاء القوم الذين لا يعرفون من التوراة شيئاً و يعيشون في الخيال الواهي بعيداً عن الحقيقة . عوام اليهود يتصورون ان العرق اليهودي هو افضل الاعراق و انهم شعب الله المختار وانهم ان الناجون و حسب .و يوم القيامة لا يردون جهنّم وان وردوها فلعدة أيام لا غير. قد تكون مثل هذه التخيلات والأماني الباطلة الموجودة عند اتباع الاديان الالهية الاخرى غير انه لابد ان نقول هنا ان هذا التصور الخاطئ هو نتاج الجهل وعدم معرفة كتاب الله معرفة حقاً.

 

مستمعينا الكرام فلنستمع الى الآية التاسعة و السبعين من سورة البقرة بصوت القارئ الاستاذ پرهيزكار:

 

اعزاءنا المستمعين على مدى التاريخ ظهر من علماء الدين من جعل الدينوسيلة للوصول الى الاغراض الدنيوية …علماء السوء هؤلاء يتاجرون بدين الله من اجل ان يجمعوا من وراءه الثروات. ان احداث البدع في دين الله تعالى من اجل ارضاء الناس او التزلف الى السلاطين لأحراز الحظوة والجاه عندهم اوتفضيل المصالح الشخصية اوالفئوية عى المصلحة العامة هي من المصاديق الواضحة لهذه الآية ولنلاحظ فيها ان القرآن الكريم قد حذر من خلال التكرار كلمة ويل من هذا الخطر.

 

مستمعينا الكرام وفي هذه الآيات دروس وعبر نأتي اليها هنا:

اولاً: انه لأمر جيد ان نتوقع ايمان الجميع لكن علينا ان نعلم ان بعض الناس معاندون وعن الحق نائون. كفرهؤلاء لاينبغي ان يجعلنا نشك في ديننا وعقائدنا.

ثانيا: ان اكبر خيانة هي الخيانة الثقافية و ان كتمان الحقائق وتحريفهاخيانة تجعل الاجيال العديدة بعيدة عن ترك الحقيقة وفي هذا انحرافللمجتمع عن جادة الصواب.

ثالثا: ابتعاد اتباع الاديان الاخرى عن الكتب السماوية و خاصة القرآن يعدّالأجواء لازدياد الخرافات و التصورات الواهية بين هؤلاء.

ورابعا: المتجارة بالدين و اختلاق الاديان امرٌ خطير ومثل هذا الامر يتم على ايدي المتلبسين بلباس الدين والمتمسحين بمسوح الايمان فينبغي ان لا ننخدع بالمظاهر البراقة للبعض.

 

مستمعينا الافاضل نسأل الله ان يعرفنا اكثر فاكثر بالمعارف القرآنية كي ننئى عن جادة الانحراف في الفكر والعمل ولا نكون اسرى الخرافة و التصور الواهي.

في ختام لقائنا هذا من برنامج نهج الحياة والذي قدمناه لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نشكركم على حسن المتابعة ونحن بانتظار انتقاداتكم واقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني: [email protected]

دمتم سالمين وفي امان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة