بسم الله الرحمن الرحيم …الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين ..السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله وبركاته …اهلا بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج وتفسيرا موجزا للايات الحادية والستين حتى الرابعة والستين من سورة البقرة …..في البداية لنستمع الى ما يقوله تعالى في الاية الحادية و الستين بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
نعم مستمعينا الكرام في صحراء جرداء هي صحراء سيناء انعم الله تعالى على بني اسرائيل بطعام المن والسلوى الطيب، لكنهم كانوا ميالين للراحة والدعة وغير شاكرين للنعم الالهية فطلبوا من موسى عليه السلام اطعمة هي دون التي انعم الله بها عليهم فطلبوا البقول والقثاء والثوم والعدس و البصل وابلغ موسى عليه السلام قومه انكم و قد جعلتم همكم بطونكم لن تجنوا من ذلك الا الذلة و الهوان ثم تبوؤوا بغضب من الله وذكر موسى عليه السلام بني اسرائيل ان مثل هذا الطلب فيه تجاهل لايات الله و معجزاته وقال عليه السلام لهم كذلك انكم على استعداد بان تقتلوا انبياء الله عليهم السلام من اجل تحقيق اغراض مادية و الوصول الى مقاصد دنيوية ، وفي هذه الاية دلالة واضحه على ان الاستسلام للدعة والانغماس في الشهوات المادية سبب السقوط في مهاوي الانحطاط …اذا على الانسان ان يحذره .
اما الان مستمعينا الكرام فلنستمع الى الاية الحادية والستين من سورة البقرة ودائما بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
مستمعينا الافاضل في كل الاديان السماوية يكون المعيار في استحقاق الاجر الالهي الايمان الخالصة و العمل الصالح.. الايمان بالله تعالى و باليوم الاخرة و العمل بأوامر الله تعالى و التورع عن ما نهى عنه جلت قدرته … و كل هذا قانون عام ينطبق على اتباع الديانات الالهية ومنهم الصابئه… و الصابئة كانوا من اتباع نوح او ابراهيم او يحيى عليهم السلام و على مدى التاريخ تغلبت الانحرافات و البدع على عقائدهم و طقوسهم الدينية و اصبحوا يعتقدون بأثر النجوم في حياة الانسان و الصابئة على فرقتين مشهورتين الحرانيون و قد بدو والمندائيون اوالمغتسلة ولازالو. وما نستفيده من هذه الاية عزيزي المستمع ان كل الاديان السماوية تشترك في اصلين هما التوحيد و المعاد وان نجاة الانسان انما هي في ظل الايمان و العمل الصالح لا في اتباع الاهواء والشهوات.
مستمعينا الكرام ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران و لنصغي الان الى الاية الثالثة و الستين من سورة البقرة:
نعم اعزائنا المستمعين بعد ان انزل الباري تعالى التوراة على موسى عليه السلام اخذ من بني اسرائيل العهد و الميثاق للعمل بهذا الكتاب السماوي و ان يلبسوا للتقوى حلتها … و من المعجزات التي اراها الله تعالى لبني اسرائيل كي يبقوا على عهدهم رفع جبل الطور من فوقهم كي يروا قدرة الله و لا يعصوا اوامره …و في هذه الاية دلالة على ان المؤمنين لابد ان يكونوا جادّين و حازمين في الحفاظ على اصول دينهم و لا يتخذوا احكام الله هزوا و العياذ بالله ، لكن هل بقي بنو اسرائيل على عهدهم مع الله ؟
الجواب : يأتي في الاية الرابعة و الستين من سورة البقرة حيث يقول تعالى
اذن عزيزي المستمع على رغم من ان الله تعالى قد اخذ من بني اسرائيل عهدا و ميثاقا بيد ان هؤلاء القوم الباغين تنكروا لعهدهم مع الله و رموا ذلك الميثاق وراء ظهورهم و مع هذا فقد من الله تعالى مرة اخرى على هؤلاء القوم من فيض رحمته.
و اخيرا اعزائنا المستمعين الى الدروس و العبر من هذه الايات المباركات:
اولا: الكسل و الدعة يذهبان بعزة الانسان و كرامته ادراج الرياح فلا يبقى له الا الذل و الهوان.
ثانيا: توالي المعاصي و الاثام يأخذان بالانسان الى وادي الكفر و يوجدان فيه رغبة في تجاوز حدود الحق.
ثالثا: الأمن الحقيقي هو في ظل الايمان بالله و اليوم الاخر.
ورابعا: بواسطة العقل والفطرة وبواسطة الوحي والنبوة يأخذ الله من الانسان العبودية ان يتوجه في العقيدة و العمل نحو الحق والاحسان وينئى في الفكر والعمل عن الباطل والسيئات.
عصمنا الله واياكم في العلم و العمل من الخطأ والزلل وجعلنا جميعا من المتمسكين بعهده و السائرين على ميثاقه وهو حسبنا ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين.
مستمعينا الافاضل من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران قدمنا لحضراتكم حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة نشكركم على حسن متابعتكم و قبل ان نودعكم اود ان اذكركم اعزائنا المستمعين نحن بانتظار انتقاداتكم واقتراحاتكم على هذا البرنامج و ذلك من خلال بريدنا الالكتروني على العنوان التالي:
[email protected]
شكرا لحسن متابعتكم و دمتم سالمين وفي امان الله.