بسم الله الرحمن الرحيم…الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين و السلام عليكم مستمعينا الكرام و رحمة الله وبركاته اهلا بكم في لقاء جديد وهذا البرنامج حيث تفسير موجز للايات الثالثة والخمسين حتى السادسة والخمسين من سورة البقرة … يقول تعالى في الاية الثالثة والخمسين:
مستمعينا الكرام استمعتم الى الاية الثالثة والخمسين من سورة البقرة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار.
اعزائي المستمعين: يراد من كلمة الفرقان في لغة العرب ما يفرق به بين شيئين والفرقان هنا هو الشئ الذي يفرق به الحق على الباطل والكتب السماوية التي ينزلها الله تعالى للاديان والشرائع و معجزات الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ينطبق عليهامعنى الفرقان لانها تميز الحق من الباطل.
ويستفاد من حديث للامام السابع من ائمة الهدى عليهم السلام ان الرسل والانبياء عليهم السلام هم حجة الله الظاهرة والعقل الذي انعم به تعالى على الانسان حجته الباطنه.
اما الان اعزائي المستمعين فالنصغي الى الاية الرابعة والخمسين من سورة البقرة وكذلك بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار حيث يقول تعالى وهو اصدق القائلين:
نعم مستمعينا الكرام بعد اربعين يوما عاد النبي موسى على نبينا و اله وعليه الصلاة و السلام من جبل الطور الى قومه فوجدهم على عبادة العجل عاكفين … و هنا ذكر موسى عليه السلام بني اسرائيل بنقطتين:
الاولى: ان عبادة العجل السامري ظلم بحق انفسهم ذلك ان في هذه العبادة الوثنية حط للكرامة و المنزلة الانسانية
واما الثانية: فان عمل بني اسرائيل هذا اسوء من عمل الكفار وفيه اثم اكبر .. كيف لا وبنو اسرائيل قد ادركوا الحق وامنوا به الا انهم من بعد ذلك كفروا بالله… والله سبحانه وتعالى هو مظهر الرحمة والرأفة فهو الرؤوف الرحيم يريد الخير لعباده ويربيهم على الفضائل والقيم واذا عاقب تعالى العباد المذنبين ففي هذا العقاب دروس وعبر وتنزيه للدين عن الاستهزاء والتهاون وتطهير المجتمع من رذائل الافعال وسيئات الاقوال.
ولنرى ما يقول تعالى لبني اسرائيل في الاية الخامسة و الخمسين من سورة البقرة:
اذن اعزائنا المستمعين تبين هذه الاية المباركة انحرافا اخر لبني اسرائيل عن جادة الصواب فهم و في غياب نبيهم الذي لم يدم طويلا اتخذوا العجل الها لهم و من بعد ذلك قالوا لموسى نريد ان نرى الله باعيننا كي نعبده و نؤمن به و نسلم لك. الباري سبحان و تعالى من اجل ان يثبت لهؤلاء القوم ان اعينهم لا تقوى على مشاهدة الكثير من المخلوقات انزل عليهم صاعقة وادى الرعد و البرق مخيفان من بعدها الى موت اولئك القوم الذين خرّوا صرعى.
مستمعينا الكرام والان نتابع بقية الحدث من خلال الاية السادسة والخمسين من سورة البقرة:
بعد موت سبعين من زعماء بني اسرائيل في الصاعقه طلب موسى عليه السلام من ربه ان يحيي هؤلاء الموتى فاستجاب الله لدعاء موسى عليه السلام و احيا الموتى السبعين كي يؤمنوا و بني اسرائيل جميعا بالله العزيز الحكيم.
اما الان مستمعينا الكرام فألى الدروس المستقة من هذه الايات البينات :
اولا: المذنب انما يظلم نفسه … وان اصالة الانسان روحه لا بجسمه …المعصية تصيب الروح فتميتها فلا يبقى منهالا جسم حيواني لا حركة فيه.
ثانيا: التوبة تتناسب والمعصية المرتكبة والشرك من بعد التوحيد اي الارتداد عقاب القتل ولا تنفع هنا دموع الندم و البكاء والتضرع
ثالثا: ما يقوله البعض عن اننا لا نؤمن بالله الا بعد رؤيته انما يأتي عن جهل او عناد فالله سبحانه و تعالى لا يرى على الاطلاق لكن اثار قدرته و عظمته تتجلى في الكون بأسره وفي الانسان نفسه وفي انفسكم افلا تبصرون.
ورابعا: الله تعالى بيده ازمة الامور وهو فعال لما يشاء وعلى كل شئ قدير يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت تبارك وهو احسن الخالقين.
حضرات المستمعين الافاضل نشكر لكم حسن المتابعة لبرنامج نهج الحياة والذي قدمناه لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. نحن بانتظار انتقاداتكم واقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني على العنوان التالي: [email protected]
حتى لقاء جديد نترككم في رعاية الله وحفظه والسلام عليكم.