البث المباشر

تفسير الآيات 44و45و 46 و47 من سورة البقرة المباركة

الإثنين 20 يناير 2020 - 14:58 بتوقيت طهران
تفسير الآيات  44و45و 46 و47 من سورة البقرة المباركة

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 21

بسم الله الرحمن الرحيم …الصلاة و السلام على نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين و السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته …حلقة اخرى من هذا البرنامج نقدم لكم وفيها تفسير موجز للايات الرابعة والاربعين حتى السابعة والاربعين من سورة البقرة …. يقول تعالى في الاية الرابعة والاربعين:

 

ايها الاخوة و الاخوات استمعنا الى الاية الرابعة و الاربعين من سورة البقرة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار.

 

نعم مستمعينا الكرام في الايات التي سبقت هذه الاية خاطب الله تعالى علماء اليهود الذين كانوا يكتمون الحق عن الناس و جاءت هذه الاية و فيها خطاب الهي الى اولئك العلماء الذين بشروا ببعثة نبي الاسلام استنادا الى ما جاء في التوراة لكنهم مع هذا لم يؤمنوا بالنبي الخاتم صلى الله عليه و اله …. صحيح ان الخطاب في هذه الاية موجه الى علماء بني اسرائيل لكن التخصيص المورد لا يتنافى مع تعميمه فلسان حال الاية يشمل كل العلماء من كل الطوائف و الاديان و المدلول فيها مدلول واسع . و على العالم ان يكون داعية للناس بفعله قبل قوله و الى هذا المعنى السليم الذي يناسب العقل و الفطرة اشارت روايات عديدة وردت عن ائمة الهدى عليهم السلام مثل قول الامام ابي عبدالله جعفر بن محمد الصادق سادس ائمة العترة الطاهرة (كونو دعاة الناس بغير السنتكم )و في الاية الخامسة من سورة الجمعة المباركة نلاحظ تصويرا بليغا لهذا المعنى حيث يقول تعالى: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ((مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بايات الله و الله لا يهدي القوم الظالمين .)) صدق الله العلي العظيم.

 

اما الان مستمعين الكرام نصغي معا الى الاية الخامسة والاربعينمن سورة البقرة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:

ايها الاخوة و الاخوات ان الثبات و الاستقامة امام المشاكل و شهوات النفس هما افضل زاد الانسان في هذه الدنيا انهما يمنحانه القوة و العزم كي ينهض في محراب العبادة الالهية بنشاط وافر وصولا الى الحب الالهي … و تصرح بعض الروايات ان الصبر في هذه الاية الكريم يعني الصوم حيث يقرن مع الصلاة كما تقرن الزكاة معها، و قد علم ائمة الهدى عليهم السلام الناس اسلوبا لمواجهة المصائب و هو اللجوء الى حضيرة القدس الالهية من خلال التطهر والصلاة و الدعاء في رحاب الخالق العظيم… ولا ريب ان الصلاة لها مكانتها السامية في نفوس المؤمنين الخاشعين لكن منهم عن الخشوع نائون يكونون في اداء الصلاة متهاونين وربما عنها فارّين.

 

مستمعينا الكرام ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة يقدم لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران والان الى الاية السادسة والاربعين من سورة البقرة:

 

نعم ايها الاخوة و الاخوات الخاشعون المصلون هم المقصودون بهذه الاية الشريفة و لا شك ان الايمان بيوم القيامة يوجد في النفس حالة الخشوع، ويجعل الانسان يشعر بالمسؤولية ….و رؤية الله لا تكون بالعين بالباصرة وملاقاة الله لا تكون في القيامة ملاقاة مادية لانه تعالى ليس جسما فيرى … انما الذي يشاهد اثار قدرته تعالى كالثواب و العقاب . الرؤية تكون ببصيرة القلب فتزيح عن النفس كل شك و ترديد … اما الان فلنستمع الى الاية السابعة و الاربعين من سورة البقرة:

 

من الطاف الله تعالى مستمعينا الكرام على اليهود ان انجاهم منتسلط الفراعنة … و تبين هذه الاية افضلية بني اسرائيل على العالمين في زمانهم وان الباري تعالى ذكرهم بهذه النعمة التي انعم بها عليهم في ظل قيادة النبي موسى عليه السلام.

 

واما ملخص الدروس المستفادة من الايات التي استمعنا اليها في هذه الحلقة هو:

اولا: افضل السبل لدعوة الاخرين هو الدعوة بالعمل لا باللسان.

ثانيا: من اجل التغلب على المشاكل لابد من الصبر و الاستقامة و الصلاة.

وثالثا: في ظل القيادة الربانية للانبياء و الرسل عليهم السلام يتمتع الانسان في الدنيا بالمواهب الالهية و في الاخرة يكون معهم في جنات الخلد.

 

مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية فيايران قدمنا لحضراتكم حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة نحن بانتظار انقاداتكم و اقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني: [email protected]

و حتى لقاء قراني جديد نتمنى لكم الوقت السعيد والعمر المديد والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة