بسم الله الرحمن الرحيم ….الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين و السلام عليكم مستمعينا الافاضل و رحمة الله تعالى وبركاته اهلا بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة، وتفسير للايتين الثامنة والثلاثين والتاسعة والثلاثين من سورة البقرة.
يقول تعالى في الاية الثامنة و الثلاثين من سورة البقرة:
مستمعينا الكرام بعد توبة ادم و قبولها من جانب الحق تبارك و تعالى جاء الخطاب الالهي مرة اخرى ليعطي امر الهبوط …خرج ادم من الجنة و سكن الارض وبرزت هنا مسئلة الهداية التي هي من امر الله تعالى فهو جلت قدرته ينزل كتب الهداية للعالمين و هو تعالى شأنه يرسل رسل الهداية مبشرين و منذرين … وهنا يفترق الناس الى فريقين فريق يسلك سبيل الهداية و ثان يتخذ الكفر طريقا له. و في بداية الخلق علم الله تعالى ادم اسماء الموجودات و حقائق الخلق واودع في وجوده قابلية التعلم و ادخار العلم و جاء هذا العلم ليسمو بالانسان على الملائكة لكن هذا الادراك و الشعور العقلاني لا ينجي بمفرده من وساوس الشيطان و لقد رأينا كيف ان ادم قد خدعه الشيطان فعصى امر ربه.
نعم مستمعين الافاضل و بعد ان قبل الله تعالى من ادم توبته و استقر في الارض توافرت له ولذريته بفضل العناية الربانية اجواء الهداية الالهية كي يميز الحق من الباطل والخير من الشر ولا ينحرف عن جادة الصواب ….ان نزول الوحي الالهي هو ثاني اكبر نعم الالهية التي حباها الله الانسان الى جانب العقل اما قبول الهداية من البشر فهو امر اختياري لا أجبار فيه فالانسان اما ان يسلك سبيل الرشاد او يمشي في جادة الضلال.
مستمعين الكرام ان اهم ما يقلق الانسان مستقبله…مستقبله فيالدنيا و في الاخرة كما ان النظر الى الماضي قد يجعل الانسان يندم على ما فاته من فرص و ما توفر له من امكانات …وما يسلك للهداة سبيلا يضمن مستقبله و لا يندم على ما فات و من الدروس التي نتعلمها من هذه الاية الكريمة هي:
اولا: في بعض الاحيان يترك خطأ يسير اثرا كبيرا على الانسان بل و على الاجيال .فلقد رأينا كيف ان خطأ ادم اخرجه و ذريته من جنة وادعة و حياة مرفه.
ثانيا: لطف الله تعالى يشمل الانسان في كل الاحوال بشرط التوبة و الانابة فقط قبل الله من ادم توبته.
ثالثا: الهداية الالهية تزامنت مع سكن الانسان الارض و الهداية الحقيقية انما هي من لدن الله جلت عظمته لا غير.
رابعا: الاختيار خصوصية عند الانسان فله ان يؤمن و له ان يكفر والعياذ بالله.
و خامسا: الهداية الالهية تفيض في النفس الهدوء والسكينة.
مستمعين الكرام اما الان فلنستمع الى الاية التاسعة والثلاثين من سورة البقرة:
نعم مستمعين الافاضل في مقابل الذين يختارون الهداية الالهية سبيلا نرى من الناس فريقا يسلك الى الكفر طريقا , الكفر و العناد يأخذان بالانسان الى هاوية الضلال فيجحد ايات الله و يكذبها و عاقبة مثل هؤلاء نار جهنم فيها خالدون ….و ما يمكن ان نستفيده من هذه الاية هو ان الله يسر حتى امام الكافرين سبل الهداية و الرشاد لكنهم بكفرهم حادوا عنها و مشوا في طريق اللجاج والعناد ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
مستمعين الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران قدمنا لحضراتكم حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة نشكركم على حسن المتابعة و نحن بانتظار انتقاداتكم و اقتراحاتكم حول هذا البرنامج على بريدنا الالكتروني: [email protected]
حتى الملتقى نستودعكم الله و السلام عليكم .