البث المباشر

تفسير الايات 34 و35 من سورة البقرة المباركة

الإثنين 20 يناير 2020 - 11:26 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 17

بسم الله الرحمن الرحيم …الصلاة والسلام على نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين السلام عليكم حضرات المستمعين الاكارم و رحمة الله و بركاته هذه حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة …وفيها تفسير للايتين الرابعة والثلاثين والخامسة والثلاثين من سورة البقرة فتابعونا.

 

مستمعينا الكرام يقول تعالى في الاية الرابعة والثلاثين.

 

في الايات الماضية اعزائنا المستمعين حدث القران الكريم عن النعم المادية و المعنوية التي حباها الله الانسان و استخلفه في الارض كرامة له و في هذه الاية يضاف شرف اخر للانسان و هو سجود الملائكة له ….و يستفاد من ايات وردت في سورتي الحجر و ص ان الله تعالى عندما خلق الانسان خاطب الملائكة بقوله: فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين.

اذن سجود الملائكة لادم عليه السلام كان من اجل خلق الانسان لا من اجل خلافته في الارض اما ابليس الذي كان من الجن حسب ما يستفاد من اية الخمسين من سورة الكهف فقد عصى امر الله هذا و ركبه الغرور والتكبر وتصور انه افضل من ادم… ابليس ارتكب معصية والاثم واعتبر امر الله بالسجود لادم غير عادل وهنا كفر ابليس وفسق عن امر ربه. لم تكن سجدة الملائكة لادم عبادة فالعبادة لغير الله لا تجوز الا ان هذا السجود جاء اكراما للانسان و تبجيلا وفي الحقيقة ان السجود الملائكة لادم كان سجودا لله تعالى الذي خلق هذا الموجود المتعالي وهو الانسان وفي هذه الاية دروس ناتي على بيان بعضها هنا:

اولا: العبادة الحقيقية هي الاتيان بعمل فيه رضا الله.

ثانيا: الغرور والتكبر امام الحق يقودان نحو الكفر والالحاد.

ثالثا: السجود امام غيرالله اذا كان بامرالله ليس شكاً بل انه عينالتوحيد والعبودية لله تعالى.

رابعا: السجود لادم هو سجود للانسان والجنس البشري ولعل هذا المعنى يمكن ان نستقيه من الاية الحادية عشرة من سورة الاعراف المباركة حيث يقول تعالى: خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم.

 

اما الان مستمعينا الكرام فلنستمع الى ما قاله الله تعالى في الاية الخامسة والثلاثين من سورة البقرة:

 

نعم مستمعينا الكرام خلق الله تعالى الانسان من تراب و طين الارض واستخلفه فيها و خلق لادم حواء زوجة له كي يدوم النسل البشري و اسكنهما في جنينة على الارض هي كالجنة .هكذا اتم الله نعمته على ادم و زوجه و وفر لهما الرفاه و الاستقرار ونهاهما عن الاقتراب من شجرة لما في ثمارها من ضررعلى الروح و الجسم ….و ثمة نقطة ينبغي التنبيه اليها هنا وهي ان الجنة التي سكنها ادم كانت على الارض كما ذكرنا … فالادلة القرانية تنهض على هذا المعنى ولا تناهضه ذلك ان الجنة الموعودة في القيامة هي جزاء حسنات من الاعمال بدليل قوله تعالى في الاية الثانية والاربعين بعد المئة من سورة ال عمران المباركة حيث قال عز من قائل: ام حسبتم ان تدخلو الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم .و من يدخل الجنة لا يخرج منها لقوله تعالى في الاية الثامنة و الاربعين من سورة الحجر: وما هم منها بمخرجين.

اما الان مستمعينا الكرام فننتقل الى الدروس التي ناخذها من هذه الاية:

اولا: الزوجة و السكن و الغذاء هي نعم ربانية على الانسان….

ثانيا: المرأة شريكة للرجل انظر عزيزي المستمع الى الخطاب القراني هنا حيث جاء لادم و حواء مثل قوله تعالى : كلا شئتما تقربا .

ثالثا: المعصية امر جسيم لا ينبغي الاقتراب منه فكيف الاتيان به وارتكابه .

ورابعاً: عصيان الله تعالى يحرم الانسان من نعم الباري.

 

مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران قدمنا لحضراتكم برنامج نهج الحياة نشكر لكم حسن المتابعة و نحن بانتظار اقتراحاتكم و انتقاداتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني : [email protected]

حتى لقاء جديد نترككم في رعاية الله و حفظه و دمتم بالف خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة