البث المباشر

تفسير الآيات 29 و30 من سورة البقرة المباركة

الإثنين 20 يناير 2020 - 10:55 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 15

بسم الله الرحمن الرحيم الصلاة و السلام عى نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم و رحمة الله و بركاته نحييكم تحية عطرة و يسرنا ان نقدم لكم حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة فتابعونا.

 

اعزائنا المستمعين لنستمع في البداية الى الاية التاسعة والعشرين من سورة البقرة حيث يقول تعالى:

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٢٩

 

الله سبحانه وتعالى خالق الكون بكل ما فيه خلق الانسان وخلق له الارض والسماء. الانسان هو افضل المخلوقات وقد سخّر له الباري الجماد والنبات والحيوان والارض و السماء … وجاء هذا المعنى واضحا في الاية الثالثة العشرة من سورة الجاثية حيث يقول تعالى (و سخر لكم ما في السماوات و ما في الارض)

على ان احد الادلة على توحيد الخالق هو النظام الدقيق و المنسجم للغاية الخاص بالكون و السماوات الذي اقر العلماء و الفلكيون بالعجز امامه ….والكرة الارضية في هذا النظام الكوني الفسيح لا تعدوا ان تكون جرما صغيرا فيه و شائت يد القادر المتعال ان يخلق السماوات في سبع طباق.

واما الدروس المستقاة من هذه الاية فهي:

  •  الانسان هو اسمى كل الموجودات في الارض والسماء وهو الغاية القصوى من الخلق.
  •  كل المخلوقات لم تخلق عبثا بل انها خلقت من اجل الانسان
  •  الدنيا خلقت من اجل الانسان وهي وسيلة لا هدف.
  •  اباح الله للانسان كل ما وهب الطبيعة ما لم يرد على الاستمتاع بها نهيا عقليا او شرعيا.

 

اما الان مستمعينا الافاضل فلنستمع الى الاية الثلاثين من سورة البقرة المباركة:

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾

 

نعم مستمعينا الكرام تبين هذه الاية الكريمة مكانة الانسان المعنوية التي جعلته اهلا لكل هذه المواهب و النعم … و يخبر الله تعالى في هذه الاية الملائكة عن خليفته في الارض وهو ادم عليه السلام و انه تعالى اراد من استخلاف الانسان في الارض ان يثبت للملائكة و هم في تقديس وتسبيح على الدوام ان من بني الانسان من هو اكرم من الملائكة فالله وهب الملائكة عقلا دون شهوة واودع الاثنين في نفس البشرية فمن غلب عقله على شهوته كان افضل من الملائكة ومن تغلبت شهوته على عقله كان ادنى من الانعام. الانسان جاء خلقه في احسن تقويم وفي وجوده نفحة من روح الله اذن هو جدير بالخلافة في الارض. الانبياء والائمة عليهم السلام والصديقون والصالحون والشهداء هم خلفاء الله في الارض انهم النموذج الاسمى للخلافة الربانية.

والى الدروس التي نستقيها من هذه الاية المباركة:

  •  تعيين الخليفة والحاكم الالهي بيد الله.
  •  لابد للخليفة والحاكم الالهي ان يكون عادلا.
  •  العبادة وحدها ليست معيارا للاختيار.

 

انتهت حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة قدمناها لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.

نحن بانتظار انتقاداتكم و اقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني:[email protected]

حتى لقاء جديد نترككم في رعاية الله و حفظه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة