البث المباشر

تفسير الايات 27 و28 من سورة البقرة المباركة

الإثنين 20 يناير 2020 - 10:48 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 14

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين … حضرات المستمعين الاكارم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته… اهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة حيث تفسير موجز للآيتين السابعة والعشرين والثامنة والعشرين من سورة البقرة.

مستمعينا الافاضل يقول تعالى في الآية السابعة والعشرين من هذه السورة المباركة:

 الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾

في الآية السابقة لهذه الآية مستمعينا الاكارم تحدث الباري تبارك وتعالى عن ضلال الفاسقين وفي هذه الآية يذكر سبحانه ثلاث صفات اخرى للفاسقين هي:

  •  نقض عهد الله اتباعا للشهوات و المراد من عهد الله في هذه الآية العهد التكويني لا ألعهد التشريعي و هذا العهد اودعه الخالق عند جميع البشر.
  •  قطع الاواصر التي امر الله تعالى بوصلها كالاواصر العقائدية مع ألرسل عليهم السلام والاواصر الاجتماعية مع المؤمنين والاواصر الأسرية مع الاقارب والارحام.
  •  اشاعة الفساد و الفحشاء في الارض بالفسق و المعصية… قد يتصور الفاسقون عزيزي المستمع ان ركوب الاثم امر شخصي له آثاره على الشخص ذاته لكن الحقيقة ان آثار الفسق تنساب الى المجتمع فتهدده بالفسق

اما الدروس التي نتعلمها من هذه الآية فهي:

  •  نقض العهد لا يتلائم مع التدين والمؤمن لا ينقض عهده حتى لو كان مع الكافر فكيف بعهدٍ مع الله تعالى.
  •  تجاهل نداء الفطرة يعد الاجواء للفساد والمعصية وتكون النهايةالافساد في الارض.
  •  الاسلام يوصي بصلة الرحم.
  •  الاسلام يرفض العزلة عن المجتمع والاسرة ويدعوا الى حضورالجمعة و الجمعات وعيادة المرضى وتفقد الجيران وذوي الحاجات.

 

اما الآن نأتي مستمعينا الكرام الى قوله تعالى في الآية الثامنة والعشرين من سورة البقرة:

كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾

 

ايها الأخوة والاخوات ان من افضل الطرق لمعرفة الله هو التفكر في خلق الانسان و العالم ونتفكر في ظاهرتي الموت والحياة يوصلنا الى هذه الحقيقة. وهي ان الحياة ليست من ذات الانسان والّا لبقي خالداً لم يعترض الموت حياته والواقع غير ذلك فالانسان يولد ثم يموت وتنتهي حياته الدنيوية ليبدأ حياة اخرى هي حياة البرزخ وهي بمثابة الجسر الواصل ما بين الدنيا والآخرة .وان افضل نعمة انعم الله تعالى بها على الانسان هي نعمة الخلق …الباري يمنحنا الخلق والوجود ويعطينا الادراك والشعور كيف يمكن للانسان ان ينكر وجود الخالق تعالى وهو الذي يفيض الوجود وبيده الحياة والمماة، لكن اي دروسٍ يمكن ان تعلمنا إياها هذه الآية، انما يمكن ان نستضيئ به من كلام الله هنا هو:

  •  من اساليب الهداية القرآنية اثارة كوامن العقل والفطرة ليتفكر الانسان ويتعقل ويعي الحقائق عن تدبرٍ لا عن تقليد.
  •  ظاهرة الحياة دليل على وجود الخالق اما الموت فهو علامة على المعاد والقيامة.
  •  معرفة النفس مقدمة لمعرفة الله فمن عرف حقيقة وجوده يعرف من بعد ذلك خالقه. رابعاً: ان نهاية مسيرة الكمال الانساني في الوصول الى الخالق المتعال والرجوع الى مبدأ الحياة و منشأ النعم والبركات.
  •  ليس الموت نهاية الحياة بل هو بداية لحياة اخرى.

 

مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران قدمت لحضراتكم برنامج نهج الحياة قبل ان اودعكم حضرات المستمعين اود ان اذكركم انه بامكانكم الكتابة الينا على البريد الالكتروني وعنوانه :

[email protected]

حتى لقاءٍ جديد نستودعكم الله والسلام عليكم.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة