البث المباشر

تفسير الآيات 25 و26 من سورة البقرة المباركة

الإثنين 20 يناير 2020 - 10:40 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 13

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ..

حضرات المستمعين الأكارم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته واهلا بكم في حلقة أخرى من برنامج نهج الحياة. حيث تفسير للآيتين الخامسة والعشرين والسادسة و العشرين من سورة البقرة فتابعونا.

مستمعينا الكرام ولنستمع الآن الى الآية الخامسة والعشرين:

وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَـٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٥﴾ 

يتذكر المستمعون الكرام فإن الآية السابقه التي مر تفسيرها في الحلقة الماضية توعدت الكفار بعقاب في نار جهنم اما هذه الآية الكريمة فتتحدث عن عاقبة المؤمنين … لكن لابد من القول هنا ان الإيمان انما يكون مفيدا اذا كان مقرونا بالعمل الصالح و الايمان كجذور لشجرة مثمرة و العمل الصالح ثمارها و وجود الثمار الحلوة المذاق دليل على سلامة الجذور . ان غير المؤمنين قد يأتون في بعض الأحيان باعمال الخير وحيث ان الايمان لم يتجذر في قلوبهم فان مثل هذه الاعمال الطيبة لا تكون دائمة ومستمرة. ثمار الجنة تبدو في الظاهر شبيهة بثمار الدنيا كي يستأنس به المؤمنون ويرغبون فيها لكن طعمها وعطرها يختلفان بالكامل عن طعم وعطر الفواكه الدنيوية. وفي الحياة الآخرة لا تناسل ولا توالد لكن بما ان الانسان يحتاج الى زوجة مؤنسة فان الله تبارك وتعالى جعل لاهل الجنة ازواجا مطهرات. صحيح ان آياتٍ كثيرة في القرآن الكريم ومثل هذه الآية قد اشارت الى النعم المادية في الجنة كالبساتين والقصور والحور العين الا ان آياتٍ اخرى اشارت الى النعم المعنوية في الجنة. و نقرأ في الآية الثانية والسبعين من سورة التوبة بعد ذكر النعم المادية في الجنة قوله تعالى: { ورضوانٌ من الله اكبر } …. وفي الآية الثامنة من سورة البينة يقول تعالى: { رضي الله عنهم ورضوا عنه } ..ومن بركات الجنة ولذائذها المعنوية حضور الانبياء عليهم السلام والأولياء الصالحين على مدى تاريخ البشرية بين اهلها.

اما الآن مستمعينا الكرام فإلى الدروس التي نستقيها من هذه الآية المباركة:

  •  التربية الصحيحة تتطلب ترغيباً و ترهيباً وهكذا نهج القرآن نهج التربية الصحيحة فهدد الكفار بالنار وواعد المؤمنين وبشرهم بالجنة.
  •  ان صدق الايمان يتجلى في العمل الصالح.
  •  العمل الصالح هو الذي يقوم على اساس النية الخالصة والدافع الإلهي وعنوان العمل الصالح لا يصدق على اعمال البر التي تقوم على اساس الاهواء وحب السمعة و الوجاهه الاجتماعية و لذلك فالعمل الصالح يكون بعد الايمان بالله تعالى.
  •  ان الحرمان الذي يعانيه المؤمن في الدنيا لمراعاته الاحكام الحلال والحرام يعوض عنه خيراً في الآخرة وفي الجنة .
  •  ان نعم الدنيا فانية زائلة لكن النعم الآخرة دائمة باقية وتقول هذه الآية ان أهل الجنة خالدون فيها.
  •  ان الزوجة المناسبة هي الزوجة الطاهرة النقية من كل العيوب

طاهرة الروح طاهرة القلب طاهرة الجسم و تشير الآية الى هذا المعنى في قوله تعالي:

{ ازواج مطهرة }

 

مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة. وننتقل الآن الى آية السادسة والعشرين من سورة البقرة:

إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾

 

نعم مستمعينا الكرام المعارضون للاسلام الذين عجزوا و يعجزون عن الاتيان بمثل القرآن يتخذون من امثال القرآن ذريعة و يقولون ان الله اسمى من ان يضرب للناس مثل هذه الامثال وانه لا يليق بالله ان يضرب مثلا ببعوضة او عنكبوت. ان المعارضين و الأعداء الذين ينكرون اصل الربوبية يهدفون من وراء مثل هذا الكلام الى إيجاد الشك و الترديد لدىالمسلمين حيال القرآن الكريم و النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم)

انهم يريدون زعزعة ايمان المسلمين ولابد من القول هنا مستمعين الافاضل:

  •  ان امثال القرآن ليست كلها على هذه الشكل ففي الآيات الماضية يشبه الله تعالى المنافقين بالمسافرين الذين يتخبطون في سفرهم تحيط بهم الاخطار في الارض والسماء وليس لهم من نور يضئ لهم الطريق.
  •  المثل هو اسلوب لتجسيد الحقيقة فعندما يكون القائل في صدد بيانه ضعف شخص ما يقول كما في الآية الثالثة والسبعين من سورة الحج المباركة:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴿٧٣﴾

 

نعم مستمعينا الكرام الناس امام امثال القرآن على فريقين: فريق ينظر بعين الحق ويفهم منطق المثل القرآني وهذه الامثال سبيل الهداية ودرك الحقيقة عندهم اما اولئك الذين سلكوا سبيل العناد فقد نئوا عن طريق الهداية الالهي واصبحوا اسر الضلال و التخبط.

 

مستمعينا الكرام ثمة دروسٌ نستلهمها من هذه الآية ندرجها في النقاط الخمس التالية:

  •  الخجل في عرض الحقائق والمفاهيم الدينية ليس امراً مطلوباً بل الخجل لابد ان يكون بسبب الاتيان بعمل مذموم عقلاً او شرعاً او عرفاً.
  •  لابد من بيان الحقائق المتعالية باسلوب بسيط كي يفهمها عامة الناس وهذا الاسلوب اختاره القرآن.
  •  امثلة القرآن تقوم على اساس امور حقيقية وواقعية وقد يضرب القرآن لنا مثلاً في بعض الأحيان بالحيوانات وفي احيان اخرى بظواهر طبيعية كالرعد والبرق والمطر.
  •  ان الاثم والفسق يحولان دون معرفة الحقائق وهما سبيل الى ضلال الانسان.
  •  انما يأتي لدن الله هو بيان الحقائق اما قبول الهداية او الضلال فهو نتيجة رد فعل الانسان ازاء الحقيقة.

مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران قدمنا لحضراتكم برنامج نهج الحياة نشكركم على حسن المتابعة ونذكركم انه بامكانكم الكتابة الينا على بريدنا الالكتروني على العنوان التالي:

[email protected]

حتى الملتقى في حلقة قادمة ان شاء الله نستودعكم الله والسلام عليكم.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة