بسم الله والحمد لله الذي رزقنا حب وموالاة سيد رسله ورحمته الكبرى للخلائق أجمعين سيدنا محمد الصادق الأمين صلوات الله عليه وآله الأطيبين الأطهرين.
- السلام عليكم أعزاءنا المستمعين ورحمة الله.
- تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم مع تجليات الرحمة الإلهية في سيرة النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله -.
- ومن هذه التجليات – أيها الأفاضل – إيصال رحمات الله لعباده كل بما يناسبه ويحتاجه.
- وكذلك هداية العباد إلى الوسائل الناجعة للفوز برحمات أرحم الراحمين تبارك وتعالى.
- وهذا ما ننعش قلوبنا ببعض مصاديق من السيرة المحمدية المعطاء إخترنا لهذا اليوم فتابعونا على بركة الله.
- في الرواية الأولى، نشهد إخوة الإيمان رحمة نبوية يهدي فيه الهادي المختار صلوات الله عليه وآله الأطهار مؤمناً إلى أفضل السبل للفوز بالمغفرة الإلهية واللطف الرباني ببركة الدعاء النبوي، جاء في كتاب الثاقب في المناقب للشيخ الجليل ابن حمزة الطوسي، قال:
- عن علي عليه السلام ، قال : " بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالس ، إذ سأل عن رجل من أصحابه ، فقيل : يا رسول الله ، قد صار من البلاء كهيئة الفرخ لا ريش عليه.
- فأتاه صلى الله عليه وآله ، فإذا هو كالفرخ من شدة البلاء ، فقال له : " لقد كنت تدعو في صحتك ؟
- قال : نعم ، أقول يا رب ، أيما عقوبة تعاقبني بها في الدنيا والآخرة فاجعلها لي في الدنيا .
- فقال صلى الله عليه وآله : هلا قلت : اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار .
- قال علي – عليه السلام – فقالها الرجل داعياً، فقام صحيحاً من فوره وخرج معنا.
- أيها الإخوة والأخوات، ومن تجليات هذا النمط من رحمة رسول الله بعباد الله تبارك وتعالى تنوع أشكال الرحمة الإلهية التي يوصلها لهم، فهو – صلى الله عليه وآله – يفتح أبواب الرحمة على كل عباده بما فيه الصلاح له؛ جاء في كتاب الثاقب في المناقب:
- عن أبي عوف ، قال : دخلت على أبي عبد الله الصادق عليه السلام فألطفني ، وقال : إن رجلا مكفوف البصر أتى النبي صلى الله عليه وآله ، وقال : يا رسول الله ، ادع الله لي أن يرد إلي بصري " . قال : " فدعا الله له ، فرد عليه بصره .
- قال الإمام الصادق عليه السلام: ثم أتاه آخر فقال : يا رسول الله ، ادع الله لي أن يرد علي بصري . فقال صلى الله عليه وآله : تثاب عليه الجنة أحب إليك ، أم يرد عليك بصرك ؟ . فقال : يا رسول الله ، وإن ثوابها الجنة ؟ ! قال : الله أكرم من أن يبتلي عبدا " مؤمنا بذهاب بصره ، ثم لا يثيبه الجنة "
- مستمعينا الأفاضل، وتتجلى رحمة سيد المرسلين في موقف ثالث من بصير حثه رسول الله صلى الله عليه وآله على أن يطلب من ربه الكريم أن يرد له بصره وعلمه الوسيلة إلى ذلك، لنتأمل معاً في الرواية التالية:
- روي في كتاب الثاقب في المناقب عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : " مر أعمى على رسول الله ، فقال له : يا فلان ، أفتشتهي أن يرد الله عليك بصرك ؟ قال : ما من شئ أوتاه من الدنيا أحب إلي من أن يرد الله علي بصري .
- فقال صلى الله عليه وآله : توضأ واسبغ الوضوء ثم ( صل ركعتين ) ثم قل : اللهم ، إني أسألك وأدعوك ، وأرغب إليك ، وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وآله ، نبي الرحمة ، يا محمد ، إني أتوجه بك إلى الله ربك وربي ليرد بك علي بصري .
- قال الإمام الباقر عليه السلام: فما قام النبي صلى الله عليه وآله من مجلسه ، ولا خطا خطوة، حتى رجع الأعمى وقد رد الله عليه بصره "
- وبهذا نصل مستمعينا الأكارم إلى ختام هذه الحلقة من برنامج (نبي الرحمة) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- تقبل الله منكم حسن الإصغاء، ودمتم في رعايته سالمين والحمد لله رب العالمين.