وله الحمد والمجد رب العالمين والصلاة والسلام على صفوته من الخلائق أجمعين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم أحباءنا نبقى معكم في هذه الحلقة مع المشاهد المشرفة في ثاني الحرمين المدينة المطيبة يطيب أحب الخلق الى الله ورحمته الكبرى للعالمين المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله).
نفتتح هذا اللقاء أعزاءنا بالرواية المعبرة التالية التي نقلتها عدد من المصادر المعتبرة عن مولانا الامام الصادق (عليه السلام) جاء فيها ان معاوية وبعد ان تسلط على كرسي خلافة المسلمين أمر بأن يقلع منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسجد النبوي المعظم ويجعلوه على قدر المنبر الذي بناه معاوية في الشام، فلما اراد والي المدينة من قبل معاوية ان ينفذ أمره ويقلع منبر النبي انكسفت الشمس وزلزلت الارض، فأعرظا عن تنفيذ ما امر به معاوية.
وفي المقابل نجد مستمعينا الاكارم في احاديث ائمة العترة المحمدية، مستمعينا الافاضل، تحدثنا في حلقة سابقة عما ذكرته الاحاديث الشريفة من بركات تعظيم المسجد النبوي عملاً خاصاً يشتمل على دعاء للزائر عند منبر النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) ضمن اعمل مسجده المبارك، وقد ذكره السيد ابن طاووس رحمه الله في كتاب مصباح الزائر وغيره من العلماء في كتب العبادات، وفي هذا الدعاء بيان واف لاهمية تعظيم هذا المنبر لانتسابه لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وتذكيره الزائرين بحطبه الجليلة.
كما ورد في اعمال المسجد النبوي الحث على الدعاء والصلاة في الروضة الطيب وهي البقعة ما بين هذا المنبر المقدس وقبر النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله)، وكذلك الصلاة وتلاوة الدعاء عند مقام جبرئيل (عليه السلام) في المسجد النبوي، والصلاة وتلاوة الدعاء الخاص بأسطوانة التوبة او اسطوانة ابي لبابة في المسجد.
وقد تحدثنا في حلقة سابقة عما ذكرته الاحاديث الشريفة من بركات تعظيم المسجد النبوي في المدينة المنورة وثواب زيارته والصلاة فيه كأعظم بيوت الله بعد المسجد الحرام ، كما ذكرنا مساجد أخرى تستحب زيارتها والصلاة فيها بالخصوص لارتباطها بالنبي الاكرم (صلى الله عليه وآله).
ومن المساجد الاخرى التي تستحب زيارتها مسجد بني سالم المعروف بذي القبتين، فهو المسجد الذي نصب النبي (صلى الله عليه وآله) قبلته وخطب فيه أول خطبة في الجمعة.
كما امر ائمة الهدى (عليهم السلام) بزيارة مسجد الاحزاب او مسجد الفتح في المدينة المنورة، فقد روي في كتاب الكافي عن مولانا الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال لعقبة بن خالد: تأتي مسجد الاحزاب فتصلي فيه وتدعو الله فيه فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا فيه يوم الاحزاب وقال: يا صريخ المكروبين ويا مجيب دعوة المضطرين ويا مغيث المهمومين إكشف همي وكربي فقد ترى حالي وحال اصحابي.
ولا يخفى عليكم الافاضل ما في هذه زيارة هذا المسجد وإستذكار واقعة الاحزاب ودعاء النبي (صلى الله عليه وآله) المتقدم من آثار روحية على قلب الزائر في تقوية ثقته بنصر الله وعونه له في اشد الازمات.
والامر نفسه يصدق على مسجد أمير المؤمنين (عليه السلام) الواقع قرب مسجد الاحزاب أو الفتح بالمدينة، حيث تستحب زيارته والصلاة فيه وهو المسجد الذي كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يصلي فيه ويتهجد في ليالي غزوة الاحزاب حين كان يحرس المدينة المنورة.
ومن المشاهد المهمة التي لا ينبغي الغفلة عن زيارتها في المدينة المنورة مشهد شهداء معركة احد (رضوان الله عليهم) لا سيما سيدهم حمزة بن عبد المطلب (سلام الله عليه).
وقد كانت من سنة مولاتنا الصديقة الزهراء (عليها السلام) زيارة قبر حمزة ومن تراب قبره اتخذت حبات مسبحتها لمباركة، ثم عمل المؤمنون بهذه السنة وإتخذوا حبات مسابح الذكر من تراب قبر حمزة ثم قبر سيد الشهداء الحسين (عليه السلام)، فسعى بنو امية لمواجهة هذه السنة الفاطمية المباركة فإبتدعوا صناعة حبات المسابح من الخشب وروجوها بين المسلمين.
وعلى اي حال فقد وردت زيارة خاصة عن ائمة الهدى (عليهم السلام) يزار بها عمنهم حمزة وأخرى يُزار بها سائر شهداء احد تعرف المسلمين بمقامهم وتحثهم على الاقتداء بهم.