بسم الله وله المجد والحمد انيس الذاكرين ودعوة الداعين. وازكى الصلاة واتم التسليم على مصطفاه الامين واله خيرة رب العالمين.
السلام عليكم اعزاءنا ورحمة الله وبركاته، تحية مباركة طيبة واهلا بكم ومرحباً في اولى حلقات هذا البرنامج، نعرفكم في بدايته بموضوعه الاساس الذي يعرفه اجمالا عنوانه وهو مراقد ومشاهد.
في هذا البرنامج نسعى ايها الاخوة والاخوات الى التعرف على البيوت التي اذن الله تبارك وتعالى ان ترفع في ارضه لكي تكون منارا لعباده ومحالا لذاكره يعمرها طلاب الفلاح والتزكية.
كما نسعى من خلال حلقات هذا البرنامج مستمعينا الافاضل الى التعرف على ما تذكره النصوص الشريفة من اثار اعمار هذه المحال المشرفة وتعظيمها وزيارتها والتعبد الى الله عز وجل فيها.
وكمدخل لموضوع حلقات نقف معا وقفة تدبر في الايات التي تذكره ضمن سياق اية النور المباركة، نقرا معا هذه الايات بدء من آية النور، قال عز من قائل سورة النور (35 ـ 38):
«اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ، رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ، لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ».
وقبل ان نسجل الدلالات المسستفادة من هذا النص القرآني، نشير الى ما ذكره المفسرون بشان مصداق هذه البيوت التي أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ، فقد ذكروا انها بيوت الانبياء واوصيائهم عليهم السلام وروى محدثوا المسلمين ومن طرق الفريقين ان رسول الله سئل عن هذه البيوت فقال (صلى الله عليه وآله):
هي بيوت الانبياء ثم قيل له: يا رسول الله، ابيت علي وفاطمة منها؟
فاجاب (صلى الله عليه وآله): من افضلها.
وعلى ضوء هذا التوضيح النبوي نسجل اعزاءنا الدلالات المستفادة من هذه الايات الكريمة.
اولى الدلالات: المستفادة من الايات الكريمة المتقدمة هي ان النور الالهي المبارك انما يتجلى ويظهر في هذه البيوت المطهرة التي أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ، لذا فمن يطلب نور الله جل جلاله؛ ومن يطلب بالتالي التقرب اليه تبارك وتعالى فعليه ان يبحث عن مقصوده وغايته السامية في هذه البيوت القدسية.
والدلالة الثانية: التي تبينها هذه الايات الكريمة ايها الاخوة والاخوات؛ هي ان هذه البيوت انما وضعت للعبادة وذكر الله سبحانه، ففي تعظيمها واعمارها ذكر لله عز وجل يستتبع الفوز ببركاته الوفيرة واستجابة الدعوات وقضاء الحوائج.
اما الدلالة الثالثة: احباءنا، فهي ان زيارة هذه البيوت والتعبد لها عز وجل فيها من اسباب ترسيخ الطاعة لله عز وجل وبالتالي الفوز بالامن الالهي يوم تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ، ولذلك كان تعظيهما من علائم تقوى القلوب.
والدلالة الرابعة: الافاضل، هي ان زيارة هذه البيوت والمشاهد المشرفة سبب للاستزادة من فضل الله عز وجل والفوز برزقه الخاص الذي يكون بلا حساب.
والدلالة الخامسة: المستفادة من هذه الايات الكريمة هي احباءنا ان الله عز وجل هو الذي اذن ان ترفع هذه البيوت المقدسة، فزيارتها وتعظيمها هو طاعة لله عز وجل ومن مظاهر التوحيد الخاص.