البث المباشر

قصيدتا المقدسي والحديثي في الحسين عليه السلام والدلالات المعمقة

السبت 21 ديسمبر 2019 - 10:06 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 708

بسم الله وله الحمد قديم الإحسان ومنير الأكوان بأنوار صفوته المنتجبين المصطفى الأمين محمد وآله الطيبين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
سلام من الله عليكم مستمعينا الأكارم – أطيب تحية ملؤها من الله الرحمات والبركات، وأهلا بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأطائب، إن قوة تجليات قيم الرحمة الإلهية وقيم الكرامة الإنسانية التي جلاها النبي الأكرم وأهل بيته الطاهرون جذبت إليهم – عليهم السلام – مشاعر أصحاب الرؤى المتحررة من مختلف الأديان والمذاهب والإتجاهات، وهذه من الظواهر المشهودة، وقد قرأنا لكم في كثير من حلقات البرنامج نماذج لقصائد كثيرة أنشأها في مدح المصطفى وآله – عليه وعليهم السلام – شعراء ومفكرون من غير المسلمين، ونخصص لقاء اليوم لنموذج آخر هو من إنشاء أديب مسيحي كلداني معاصر من العراق هو الأديب خالد المقدسي أنشأها وهو مقيم في مدينة (ديترويت الأميركية) سنة (۲۰۰۱) ميلادية وقبل وفاته رحمه الله بفترة قصيرة.
وقد نشرها الأستاذ عبد الإله الصائغ من أرشيفه الخاص وعلق عليها ضمن مقالة له تحت عنوان (قصيدتا المقدسي والحديثي في الحسين - عليه اسلام – والدلالات المعمقة) وهي منشورة على موقعي صوت العراق ومركز النور.
ومن هذه المقالة القيمة نقرأ لكم قصيدة الأديب المسيحي العراقي وهو في مدح الإمام الحسين – صلوات الله عليه – مقدمين شكرنا للأستاذ عبد الإله الصائغ حفظه الله.
تابعونا مشكورين...
أيها الأخوات والإخوة، إختار الأديب الأستاذ خالد المقدسي لمطلع قصيدته مجاراة قصيدة شاعر المدائح النبوية شرف الدين البوصيري المعروف بنهج البردة فبدأ قصيدته بإشارة لطيفة إلى آخر منزل نزله الركب الحسيني قبل دخوله كربلاء وهو منزل (ذي حسم) فقال:

أمن تذكر ركبان بذي حسم

أهال دمعي أسقاماً على سقم

أم مضني قرح الأجفان حاق بها

من وحشة النفس طاغوت من الألم

في فتية آمنوا بالحق ليس له

من فدية تفتديه دون بذل دم

أسباط بيت رسول الله محدتهم

فخر البرايا وصرح العز والعظم

العيس تمضي بهم نشوى بحوزتها

خباً الى كربلاء الكرب والشجم

فما لروحي قد ضاقت بها كبدي

حرى تهيم على الأفلاك والسدم

وما لقلبي قد أودى به شجني

وهو العصي على الأشجان والغمم

يا ابن بنت رسول الله ما نضبت

بي الفصاحة أو عزت على قلمي

ولا تلكأ حرف أنت مطلبه

ولا بذكرك أكدى بالقريض فمي

لكن هول مصاب الطف صيرني

أكاد من خرس أغتص بالكلم


وبعد هذه المقدمة الوجدانية المؤثرة، ينتقل الشاعر المسيحي الكلداني خالد المقدسي الى استلهام قيم الحياة والتحرر من الإمام الحسين والنهج الذي ينير – عليه السلام – حيث يقول:

هي الشهادة يا سبط الرسول فم

يشق للدهر فجر الحق في الظلم

حر يدوي على الأرضين يسمعها

صوت العقيدة يصلي الظلم بالحمم

نام الذين علت بالغدر رايتهم

قرار عين وعين الله لم تنم

حتى إذا جد وعد حان موعده

وآن يوم قصاص ساعر الضرم

تناثرت في الفلا أشلاؤهم ركما

كما تناثر عهن الشاة بالحمم

يا ابن بنت رسول الله قد تركت

بنا الرزايا أفانينا من السقم

متى متى يا أبا الأحرار يغمرنا

فجر المروءات بالخيرات والنعم

وينجلي ليل حقد لا قرار له

فيكفر الناس بالطاغوت والصنم


كانت هذه مستمعينا الأكارم، أبياتاً إخترناه من قصيدة في مدح الإمام الحسين – عليه السلام – من إنشاء الأديب المسيحي الكلداني المرحوم خالد المقدسي.
وبهذا ننهي حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. شكراً لكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة