بسم الله وله الحمد منير السموات والأرضين بأنوار هدايته وكنوز رحمته للعالمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوة الإيمان والولاء.. على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج، نتقرب فيها معا إلى الله عزوجل بذكر أحب خلقه إليه بعد مصطفاه سيد الرسل صلى الله عليه وآله وصيه المرتضى أمير المؤمنين ومنار الموحدين وناشر لواء الحمد والتوحيد في العالمين مولانا الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.
نقرأ لكم في هذا اللقاء مديحتين من الشعر الولائي المعاصر لإثنين من أدبائه هما الإخوان أحمد الحمد المندلاوي وهاشم السهلاني حفظهما الله، تابعونا على بركة الله.
نبدأ أيها الأطائب بالمديحة الأولى ومما يميزها لطافة مشاعر الولاء والمودة لمن جعل الله حبه وذكره عبادة، قال الشاعر المعاصر أحمد الحمد المندلاوي:
ماذا أقول وحارت الكلمات
يا راية دانت لها الرايات
يا قمة شماء في كبد العلي
هام الفؤاد بحبكم والذات
أنت المعالي كلها في مجمع
مذ أن بزغت تجلت الآيات
في كل ميدان فتى لك سبقه
هذي المكارم للعلا شارات
ماذا أقول في الوغى يا حيدرا
شهدت بحسن صموده الساحات
بدر، حنين، خندق، سل خيبرا
فيهن انفلقت لهم هامات
الصارم البتار قط لاينثني
ولقد هوت من تحته السادات
صهر الرسول وعيبة لعلومه
فتشابه الخلقان والعادات
العلم والنبأ العظيم صفاته
و(الدهر) و(التبليغ) والايات
والجود والإيثار أنت أبوهما
في (هل أتي)(الإخلاص) والطاعات
فسل الديانات الأولى عن ذكره
يأتي به الإنجيل والتوراة
تلك المواهب في علاك منائر
يوم التفاخر كلها إثبات
من ينكر الآلاء يا أهل النهي
إلا الذي في قلبه العاهات
نادى الرسول محمد بغديرنا
إن الخلافة للأمير ثبات
الأمر في وضح النهار بدا لهم
لا فيه كتمان ولا إخفات
فإذا الزغارد من حنايا مكة
تعلو إلى الملكوت والأصوات
نادى الجميع بخ بخ لأميرنا
حتى الصبا والشمس والواحات
الحمد في يدك الكريمة راية
من تحتها انقادت لنا الغايات
يوم التغابن ممسك بإزاركم
حيث النشور وتشهد النزعات
والناس من هول الحساب تراهم
سكرى قياما زادت الآهات
أبغي الشفاعة سيدي من وجدكم
مالي سواكم عدة ونجاة
لا أبتغي غير المودة سيدي
وعلمت أن بضاعتي مزجاة
لكنني أيقنت حبك جنة
أنى أسير؟ الكون لي جنات
ولقد وقفت بباب مجدك حائرا
ماذا أقول وحارت الكلمات
نسأل الله لكم _مستمعينا الأفاضل_ ولنا وللأخ الأديب أحمد حمد المندلاوي صاحب المديحة العلوية التي قرأناها لكم آنفا، أن يرزقنا شفاعة وليه حبيبنا المرتضى _عليه السلام_ في الدنيا والآخرة.
أما القصيدة الثانية التي اخترناها لكم في هذا اللقاء فعنوانها هو(فارس الإسلام) وهي من إنشاء الأديب المعاصر الأخ هاشم السهلاني، وقد خصصها للشجاعة العلوية التي يصورها لنا قائلا:
يخبو الزمان ونور مجدك ساطع
وتغيب أسماء واسمك لامع
تمضي العصور ودنت طود شامخ
عز المثيل له وجل الصانع
وتمر أجيال تحاول جهدها
منك الدنو فبحر علمك واسع
حتى إذا ارتوت النفوس تيقنت
منها القصور فذاك بون شاسع
كيف اللحاق وأنت باب مدينة
للعلم أبدعها القدير الجامع
يا فارس الإسلام غير منازع
أمضيت عمرك عن حماه مدافع
أنى تراجعت النفوس مخافة
ألفيت نفسك للحتوف تنازع
تهب الحياة فدى العقيدة راضيا
حتى ليطمع في حياتك طامع
لكنما هيهات أنت كميّها
ولوقع سيفك في الرقاب وقائع
يخشى الكماة سنا عيونك قبلما
يخشون سيفك وهو حتف واقع
فيفر منهم من يفر مهابة
يبقى له في الحرب اسم ذائع
ويرى الفرار من اللقاء غنيمة
إذ أن حيدر في اللقاء مصارع
في كل يوم من حياتك موقف
للحق فيه دعائم ومواقع
نسأل الله لأخينا الشاعر الولائي هاشم السهلاني أن يتقبل منه بأحسن القبول مديحته لمولاه ومولانا ولي الله ووصي رسوله أمير المؤمنين _عليه السلام_ ويجزيه بأفضل الجزاء.
كما نسأل الله أن يتقبل منكم جميل الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم(مدائح الأنوار) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران، إلى لقائنا المقبل دمتم بألف وألف خير.