البث المباشر

هو قلب زينب- القسم 5

الأربعاء 11 ديسمبر 2019 - 11:21 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 447

بسم الله وله عظيم الحمد والثناء واسمى صلواته المتواترات على صفوته النجباء محمد وآله الأصفياء… السلام عليكم مستمعينا الأكارم وأهلاً بكم.
لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه للقسم الختامي من ملحمة (هو قلب زينب) للأديب الولائي حميد عبد الحسين الحائري ...
وقد قرأنا لكم في حلقات سابقة مقاطع من هذه الملحمة التي إشتملت على إشارات عرفانية مؤثرة في بيان أبعاد صبر العقيلة الحوراء- سلام الله عليها- وآثار التفاعل الوجداني مع مظلوميتها في تطهير القلوب وتقريبها من الله عزوجل ...
وفي قسمها الختامي يواصل الأديب الحائري وعلى لسان نداء قدسي عرض نماذج من مواطن الصبر الزينبي مقدماً لها بأنه صبر يشتمل على عطاء إلهي للأجيال على مر التأريخ...
قال الأديب الولائي حميد عبد الحسين الحائري:

هو قلب زينب حلّ فيه إلاهها

فغدا يفيض بجوده متكرما

تبكون زينب إذ تغالب لوعةً

جاشت بها لكفيلها إذ قطّما

عباسها وقد إنحنى لمصابه

ظهر الحسين فعاد يندب ضيغما

تبكون زينب وهي تسعى في لظىً

بين الخيام وصدر والٍ هشما

تبكون زينب وهي تسلب عنوةً

فالكون أمسى في عزاها مأتما

تبكون زينب وهي تجمع صبيةً

هاموا شتاتاً في البرية حوّما

تبكون زينب إذ ترحّل عن ربى

أرض الحسين وقلبها متقسما

كتقطع الشهداء أشلاء غدت

في كربلاء الله نوراً معلما

قلب العقيلة قد توزع مثلهم

لينير أفئدة النوادب مرهما

تبكون زينب إذ تقاد أسيرة

وهي التي إنقادت لها جند السما

ووثاقها الحبل الذي قادوا به

يوم السقيفة مرتضاها الأحلما

ذخروه للحوراء كي يدموا به

في كربلاء الصبر منها المعصما

صبرت كما صبر العميد بسالةً

بوصيةٍ من ربه فأستحلما

تبكون زينب وهي تسري ضمرة

دمها يخضّب رأسها والمعصما

فالرأس شجّته بمحمل أسرها

لمّا رأت رأس الحسين مهشّما

وخضاب سريرعليلها، فبكفّها

سحقت لهيباً قد تأجّج مضرما

تبكون زينب إذ تلظّى متنها

بسياطهم، فالأفق حزناً أظلما

والسوط ردّة قنفذٍ جاءوا به

ليوسّعوا جرح البتول المؤلما

تبكون زينب في ربى كوفانها

إذ أمطروها بالشماتة أسهما

كانت مليكتها، فسيقت مثلما

بالذلّ ساقوا تركها والدّيلما

تبكون زينب إذ يطاف بركبها

ركب الفواطم حسّراً، وبها احتمى

تبكونهنّ وهنّ ناموس العلى

يلقى من النًّظّار نبلاً سمّما

يتصفّحون وجوههنّ بنظرةٍ

كالملح ماث بجرحهنّ مخذّما

تبكون زينب وهي تحبس أدمعاً

حمراً تلّهب في الجوى جمراً همى

تبكون زينب وهي تدخل شامهم،

وأذانهم شتم الوصي، تألّما

تبكون زينب، فالدواهى أجبرت

عزّ الهواشم أن تخاطب مجرما

تبكون زينب وهي تودع محسناً

نجل الحسين بجوشنٍ به سنّما

تبكون زينب إذ تشيب لفقدها

بخرابة الشامات زهرة فاطما

تبكون زينب وهي تدخل يثرباً

والصوت من ناعى الحسين تقدّما:

((يا أهل يثرب، لا مقام لكم بها

سبيت عقيلتكم كما تسبى الإما

عادت بلا سبط النبي ورهطه

ثكلى تجرّعت المصائب دهّما))

تبكون زينب إذ تغادر طيبةً

والقلب من ثخن الجراح تورّما

نفيت فودّعت البتول وجدّها

والمجتبى والبيت ثمّ وزمزما

ثمّ ارتدت إحرامها، وتسلّمت

باقي حنوط شقيقها إذ قسّما

مسحت على صدر الإمام المبتلى

ففؤادها لفراقه ألمٌ طما

قد ودّع السجّاد عمّته التي

من كفّها ثقل الأمانة سلّما

سلكت مسير السبي ثانيةً ضحىً

لتصير ((راويةٌ)) بها نبعاً سما

تبكون زينب إذ تعود لشامهم

ليكون مثواها مناراً هادما

لعروش آل أميةٍ في دارها

في بقعةٍ طهرت بسرّك فاطما

مسبى العقيلة كان معراجاً لها

إختاره الرحمن بيتاً معلما

نبكيك مولاتي بدمع ذا جرى

من مهجة، فالعين فاضت بالدّما

نبكيك زينب في الصباح وفي المسا

فحياتنا لك أن ننوح ونلطما

صلّى عليك الله زينب بكرةً

وعشيةً متحنّناً ومسلّما


كانت هذه مستمعينا الأفاضل، خاتمة قصيدة (هو قلب زينب) للأديب الولائي الإستاذ عبد الحميد الحائري إستمعتم لها من صوت الجمهورية الاسلامية في ايران وفي حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) شكراً لكم ودمتم بألف خير.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة