البث المباشر

هو قلب زينب- القسم 3

الأربعاء 11 ديسمبر 2019 - 11:12 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 444

بسم الله وله الحمد أن عرفنا حقيقة العبودية له والرضا بقضائه والتسليم لأمره فيما أرانا من سيرة صفوته المخلصين محمد وآله الطيبين صلواته وتحياته عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، روي عن إمامنا جعفر الصادق- عليه السلام- أنه قال:-
اقرؤوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فانها سورة الحسين بن علي وارغبوا فيها رحمكم الله… من أدمن قراءة (والفجر) كان مع الحسين بن علي في درجته في الجنة إن الله عزيز حكيم.
مستمعينا الأكارم…من هذا الحديث الشريف ينطلق الأديب الولائي الإستاذ حميد عبدالحسين الحائري وهو يتابع في قصيدته الغراء (هو قلب زينب) تصويره الفني لصلاة العقيلة الحوراء عند مصرع أخيها سيد الشهداء- عليه وعليها السلام-… هذه الصلاة الرمزية التي ضمنها كثيراً من الإشارات العرفانية وهو يحكيها بلسان حال الصديقة زينب عليها السلام. وقد قرأنا لكم طائفة من مقاطع هذه القصيدة في حلقات سابقة فتابعونا مع مقاطع هذا اللقاء.
أنشأ الأديب الحائري وهو يتابع تصويره لحديث العقيلة بلسان حالها قائلة:-

وتلوت فاتحة الكتاب بحمده

أعقبتها بـ ((الفجر)) سورة من سما

وجمعت آهاتي بكفّي جمرةً

ورفعت طرفي في رضىً صوب السما

وقنتّ أدعوا أن: ((تقبّل ربّنا))

قرباننا المذبوح والمتظلما

وأعن عيالك في عبادة سبيها

واغفرلشيعتنا الذنوب ترحّما

وركعت تعظيماً لمسلوب الردا

إذ صدّ عنّا بالفؤاد الأسهما

وبه الإله حمى شريعة جدّه

وعداً به من ناسهم أن يعصما

سبحان ربّي من عظيم حمده

منه به سمع الدعاء وأنعما

وهويت بالتحميد أندب عاليا

((سحقوا بثقل الخيل منه الأعظما))

سبّحت ربّي في على طفّ البلا

وعلى الوريد سجدت أحمد ضيغما

وسجدت ثانيةً اعفّر جبهتي

والدمع يسقى قلبه إذ لا فما

وشهدت أن الله جلّ جلاله

ومعبود من عرف الشهيد الأكرما

أن لا إله سواه، وهومحبّ من

عشق الحسين وكان فيه متيما

أنّ النبي ّمحمّداً خير الورى

هو من حسين بدؤه أن يختما

أنّ الوصي أمير كلّ موحدٍ

وولاؤه عند الحسين تجسّما

أنّ الشفاعة للبتول عطاؤها

للجاز عين على الحسين تألّما

أنّ البكاء على الحسين لجنّةٌ

قد فاز من واساه دمعاً أو دما

أنّ الزكي كريم آل محمدٍ

جوداً بحبّ حسينه كم أطعما!

أنّ الأئمّة في بنيه تسعةٌ

أركان مجلسه بهم قد قوّما

وشهدت أنّ لثاره طلابه

جند المؤمّل أن يقوم فيحكما

وشهدت أنّ من استظلّ بظلّه

وجد الإجابة للدعاء وأكرما

وشهدت أن الزائرين لقبره

وفد الإله، فزادهم ((منّ السما))

وقرنت تسليم الصلاة ببدئها

فصلاتنا في كربلا لن تختما

قلت: ((السلام على النبي وآله

من ربّنا متواتراً ومتمّما

منك السلام، إليك يرجع ربّنا

أنت السلام، فحينا به دائما

طيب السلام على النبي ملاذنا

والآل منه مباركاً مستتما

طيب السلام على الحسين وولده

والصحب منه إذ فدوه أنجما))

فسمعت ردّاً للتحية هاتفاً:

((وعلى السبايا العابدات مسلّما))

واخذت من ترب الشهادة خالصا

وعجنتها بالدمع يهطل مسجما

ونظمت مسبحتي بخيطٍ أزرق

من غزل فاطمة لأنوار السما

وصنعت حبّات تلألأ نورها

مئةً، (وشاهوداً) يفرّد سلّما

ونقشت أسماء الجلالة دعوةً

باسم الحسين نظامها قد احكما

تسبيحة الزهراء زهرة ذكرنا

وغدت لآلام المصيبة مرهما

فيها حباها الله لمّا أنبئت

نبأ الحسين وذبحه مستهضما

واليوم إذ مجل الفؤاد لخطبه

لذنا به ورداً حبيباً لازما

تكبيرها احصى بجسم قتيلنا

طعناته بـ ((الله أكبر من حمى))

تحميدها أحصى جروح سيوفهم

حمداً لمن ملك الفؤاد وهيما

تسبيحها أحصى غزير نبالهم

سبحان ربي من سواه قد رمى؟

تهليلها الشاهود سجدة من رأى

رأس الحسين على القنا متكلما

فسجدت ثانية وقلبي قد رأى

ثغر الحسين مبضعاً متبسماً

جددت شكراً لا إنقضاء لطيبه

ناجيت نوراً للسما متسنما

صلى عليك الله يا بدر الدجى

ألفاً وألفاً مثلها قد سلّما


جزى الله أديبنا الولائي الأستاذ حميد عبد الحسين الحائري على تصويره لمعالم صبر العقيلة زينب الحوراء- عليها السلام- في هذه المقاطع من قصيدته (هو قلب زينب) وقد قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) تقبل الله منكم حسن المتابعة ودمتم في رعايته سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة