بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وله عظيم الثناء أن جعلنا من أمة سيد الأنبياء حبيبه المصطفى الأمين صلواته وتحياته وبركاته عليه وآله الطاهرين.
السلام عليكم أخوة الإيمان والولاء وعظم الله أجوركم وأجورنا بذكرى رحيل سيدنا ومولانا خير خلق الله ورحمته العظمى للعالمين الحبيب أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيماً لشعائر الله نخصص هذه الحلقة من برنامج مدائح الأنوار لبعض ما قالته مهجة قلب المصطفى مولاتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء في رثاء سيد الكائنات صلى الله عليه وآله، نبدأ بقولها سلام الله عليها تندب إمام الرحمة قائلة:
إغبر آفاق السماء فكورت
شمس النهار وأظلم العصران
الأرض من بعد النبي كئيبة
أسفاً عليه كثيرة الأحزان
فليبكه شرق العباد وغربها
وليبكه مضر وكل يماني
وليبكه الطود الأشم وجوده
والبيت والأستار والأركان
ياخاتم الرسل المبارك ضوءه
صلى عليك منزل القرآن
وروي أنها قالت عليها السلام في مراثيها لأبيها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إذا مات يوماً ميت قل ذكره وذكر أبي مذ مات والله أزيد ثم قالت سلام الله عليها:
قل صبري وبان عني
عزائي بعد فقدي لخاتم الأنبياء
عين ياعين أسكبي الدمع
سحاً ويك لاتبخلي بفيض الدماء
يارسول الله وياخيرة الله
وكهف الأيتام والضعفاء
لو ترى المنبر الذي كنت
تعلاه علاه الظلام بعد الضياء
يا ألهي عجل وفاتي سريعاً
قد بغضت الحياة يامولائي
وقالت عليها السلام تخاطبه صلى الله عليه وآله وسلم:
قد كنت بدراً ونوراً يستضاء به
عليك تنزل من ذي العزة الكتب
وكان جبريل روح القدس زائرنا
فغاب عنا وكل الخير محتجب
فليت قبلك كان الموت صادفنا
لما مضيت وحالت دونك الحجب
إنا رزأنا بما لم يرزء ذوشجن
من البرية لاعجم ولاعرب
ضاقت علي بلاد بعدما رحبت
وسيم سبطاك خسفاً فيه لي نصب
فأنت والله خير الخلق كلهم
وأصدق الناس حيث الصدق والكذب
فسوف نبكيك ما عشنا
ومابقيت من العيون بتهمال لها سكب
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهرة سلام الله عليها جاءت الى سارية في المسجد النبوي وتوجهت الى القبر الشريف وخاطبت صاحبه صلى الله عليه وآله قائلة:
قد كان بعدك أنباء وهمبثة
لو كنت شاهدها لم تكسر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها
وإختل قومك فإشهدهم ولاتخب
وقالت عليها السلام ايضاً:
اذا إشتد شوقي زرت قبرك
بالبكاء أنوف وأشكر كي أراك مجاوبي
فياساكن الغبراء علمتني البكاء
وفقدك أنساني جميع المصائب
فإن كنت عني في التراب مغيباً
فما كنت عن قلبي الحزين مغيب
ونختم هذا اللقاء مستمعينا الأكارم بالأبيات التالية المفعمة بلوعة الزهراء بفقد سيد الأنبياء والرحماء وما أصابها بعده من أهل الجفاء فقد روي أنها عليها السلام أخذت قبضة من تراب القبر الشريف فوضعتها على عينها ثم شمتها وقالت:
قل للمغيب تحت أطباق الثرى
إن كنت تسمع صرختي وندائيا
صبت علي مصائب لو أنها
صبت على الأيام صرن لياليا
قد كنت ذات حمى بظل محمد
لاأختشي ضيماً وكان جماليا
فاليوم أخشع للذليل واتقي
ضيمي وأدفع ظالمي بردائيا
فإذا بكن قمرية في ليلها شجناً
على غصن بكيت صباحيا
فلأجعلن الحزن بعدك مؤنسي
ولأجعلن الدمع فيك وشاحيا
ماذا على من شم تربة أحمد
ألا يشم مدى الزمان غواليا
تقبل الله من كم أيها الأخوة طيب الإستماع لهذه الحلقة من برنامج مدائح الأنوار خصصناها لبعض مراثي سيدة نساء العالمين الزهراء سلام الله عليها لأبيها سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم. إستمعتم الى هذه الحلقة من اذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبلوا منا خالص التعازي بذكرى رحيل حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأسألكم الدعاء.