البث المباشر

(دين الحسين عليه السلام) حميد الحائري

الأربعاء 11 ديسمبر 2019 - 10:55 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 439

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله امناء الله السلام عليكم إخوتنا ورحمة الله.
معكم أيها الأعزاء في لقاءٍ آخر من هذا البرنامج خصصناه للأبيات الختامية من ملحمة (زينة الفضل) التي أنشأها الأديب الولائي المعاصر الإستاذ حميد عبد الحسين الحائري في مدح علم الولاء والوفاء مولانا باب الحوائج أبي الفضل العباس- عليه السلام- وقد ذكر الأديب الحائري في مقدمة قصيدته أنه طلب من الروح القدسية لأبي الفضل أن يمدحه ولو بخمسة أبيات فجاءت هذه الملحمة التي جاوزت خمسمائة بيت ولكن أهم ما ميزها أنها في منتصفها تغير مسارها حيث وجد الشاعر نفسه يصور ردود أبي الفضل على مديحته له بأن يذكر- عليه السلام- بلسان الحال أن كل ما مدحه به هو من فضل مولاه الحسين-عليه السلام- وشرع في تعداد صور راقية من المناقب الحسينية...وفي خاتمة هذه المديحة المزدوجة نقرأ تحت عنوان:

ضيافة الحسين

مسك ختام المدح أفضى به

كمطلع المديح، ما أسماه!

قال أبوالفضل وهو طائفٌ

بعشقه، وعشقه حيّاه

وقلبه مسبّحٌ والهٌ

وحامدٌ ممجّدٌ علياه

قال لي العبّاس في بهجةٍ

تبحر في حسينه عيناه:

ذا ديني الحسين ما بعده

لله دينٌ تمّ وارتضاه

ما بعده لله من قريةٍ

تبارك الظاهر من قراه

ما بعده لله من كعبةٍ

فيها يرى الإهه الاواه

يستقبل الله بها ضيفه

وفد حسينٍ خير من لبّاه

فهو الذي أعدّ في كربلا

ضيافةً...وضيفه الله

قدّم فيها كلّ ما شاءه

أرضاه فوق ما به رضاه

بكله استضاف معبوده

مولاي من مهجته قراه

 

فناء الحسين

هو عنوان المقطع التالي ونقرأ فيه:

سيّدي الحسين منه أنا

بلا ((أنا)) محياي في محياه

في حبّه أموت كلّ آنٍ

ومرجع العبد إلى مولاه

وعنده أحيا أضحّي له

وجوهر الحياة في مناه

بحبّه أخدم خدّامه

أراه فيهم مشرقاً ضياه

أبعث في عشّاقه نخوةً

تسترخص النفيس في هواه

أنفخ فيهم طيبه عابقاً

من أدمع الشوق إلى لقاه

في رحله أسكن أرواحهم

لتطمئنّ في حمى فناه

 

دعاء العبّاس

هو مستمعينا الكرام عنوان المقطع اللاحق وهو:

وصاحبت كلامه دمعةٌ

تهلّلت بنورها خدّاه

إذ رتّلت بأحرفٍ من سناً

دعاءه، الله به أوصاه

أوحى له من قبل حبّاً له

دعاءه، ونعم ما أوحاه:

زدني حبّاً لذبيح الهوى

حبيبك الحسين يارباه

حبيبي الحسين زدني له

تنمّراً فيما حوى قباه

إجعلني كلّاً حاكياً فضله

واجعلني كلّاً نقطةً في (ياه)

تشفعها لزينبٍ نقطةٌ

في فلكه...كلاهما ترعاه


وتحت عنوان (دعاء الموالي) يتابع الأديب الحائري مديحته قائلاً:

وقلت والقلب امتلى نشوةً

مؤمّناً بأدمعٍ دعاه

سيّدي العباس، ذا عبدكم

متيّمٌ...حسينكم مناه

قد جاءكم جذباً بحبل الولا

من (ذرّه) كان لكم مسراه

فربّكم قد زقه حبّكم

والمصطفى بوصفكم ناجاه

وفطرة الله روت غرسه

فاطمةٌ قد عصمت هواه

فصار لا يهوى سواكم، ولا

يقرّ في سواكم ولاه

دارحسينٍ جئت من بابها

يا داعي الحسين، يا لواه

مستوطناً أتيتها طالباً

حسينها وموطني فناه

من أمّ داراً أنت بوّابها

ففضلك السابق قد كفاه

عزيزها أنت لنا كافلٌ

من أمّها كنت له حماه

دخيلكم قد جاءكم خادماً

ملتمساً فضلك أن يؤتاه

ملتمساً حبّ حسين الهدى

مزيده يا ناثراً قراه

زدني شوقاً بعد علمٍ به

يورثني في بهجةٍ لقاه

إجعلني كلّاً عبده المفتدي

بكلّه المولى ومن والاه

إملأني كلّاً غيرةً..نورها

صاعقةٌ تحرق من عاداه

قدسيّةً منك وأنت الذي

قائمكم بصفوها سمّاه

تسميةً يجعلها دعوةً

في كلّ من لثأره اجتباه

يجعلها تلبيةً زيّنت

بإسمك الحادي بمن أتاه

مشمّراً عن ساعدٍ للوفا

ومن وفاك آخذٌ وفاه

إذ يستثير العزم في قوله:

يا غيرة الله ويا لواه

يا أيّها العزيز، ذي طلبتي

فامنن بما شيمتكم ترضاه

أقسم بالحسين يا بابه

عليك أن ترزقني لقاه

عبدك راضٍ مسلمٌ أمره

لأمركم، وفضلكم مثواه

متاعكم عندي وفي مهجتي

حبّ حسينٍ ليس لي سواه

بضاعتي المزجاة من فيضكم

هديّة العبد إلى مولاه

مديحةٌ ذاب بها قلبه

أماته شوقٌ به محياه

ولاؤه قد صاغ ألفاظها

ينظمها فؤاده الأوّاه

لا يبتغي أجراً ولا جنّةً

فوصلكم غاية ما ابتغاه

بأمركم أهدي لخدّامكم

ثوابها وكلّ ما احتواه

حسبي أن أختمها قائلاً:

يا زينة الفضل ويا أباه

وبهذا تنتهي مستمعينا الأفاضل حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) قرأنا لكم فيها خاتمة قصيدة (زينة الفضل) للأديب الولائي حميد عبد الحسين الحائري تقبل الله منكم جميل الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين...

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة