بسم الله وله الحمد والثناء وازكى صلواته على كنوز رحمته ومعادن فضله سيد الانبياء واله الاصفياء.
السلام عليكم ايها الاعزاء ..نقرأ لكم بعض مقاطع ملحمة كربلائية غراء للأديب الولائي حميد عبد الحسين الحائري عنوانها (زينة الفضل) وقد تفجرت بها قريحته مادحا حامل اللواء الحسيني مولانا أبي الفضل العباس عليه السلام فأشتمل شطرها الثاني على إستيحاء حديث أبي الفضل عن مولاه الحسين عليه السلام وبلسان الحال فكأنه قطع على الشاعر استرساله في ذكر مناقبه وسار به الى افق المناقب الحسينية في مقاطع طويلة قرأنا لكم بعضها في حلقات سابقة ونقرأ من مقاطعها الاخرى تحت عنوان (الحسين سر القران):
من غيره قطع إرباً..وهو
عدل الكتاب، جامع أسماه؟!
من غيره قد قطعوا رأسه
فخلّد القرآن إذ تلاه؟!
منبره الرّمح، فمن فوقه
فسرّه، وسرّه جلّاه
ورأسه أعجب آياته
أنوارها تشرق في دجاه
من مثله وهو غيور السما
رضي بسبيٍ … ذكره سباه؟!
سبي نواميس الهدى هدّه
مصابه الأفجع… ورتضاه
وتحت عنوان (الحسين وتر الله وثاره) نقرا:
من مثله يرضى مزيد البلا
فيشفق الله، ولا يرضاه؟!
آه! وما المزيد من خطبه؟!
خطبٌ يذيب الطّود لو دهاه
ويزهق الأرواح تصويره
يضطرم الفؤاد من ذكراه
فلا بلاءٌ كالذي مسّه
ولا فداءٌ كالذي افتداه
لا يوم في الدهركعاشوره
لا أرض في الكون ككربلاه
من مثله ضحّى لمحبوبه
قربانه الأنفس ما أغلاه!
أرخصه كلّاً لمعبوده
فخصّه الله بما أولاه؟!
خصّ له بين الورى رتبةً
وسامها ((الوتر)).. فمن يؤتاه
غير حسين الآل موتورهم
فكلّ وتر ٍلهم حواه؟!
أبدله الله بكلٍّ وترٍ
ألف جناح، وبها حباه
يطير في الجنان.. لكنّه
شفعٌ لأشياع ارتضت رضاه
يسكنهم جنّة عدنٍ لهم
نعيمها أعظمه لقاه
خصّت له بين العرى عروةٌ
لمن دعا، من بعد أن دعاه
وتربةٌ فيها الشّفا شاملٌ
لكلّ من أيقن من شفاه
تعرج بالقلب إلى ربّه
بكلّ من صلّى ومن ناجاه
يخرق أطباق السما سبعةً
ويبلغ العرش…إلى ذراه
وفي عريش السبط حقّاً يرى
من عسجد الغيب أتى ثراه
من كان عبد الله لا غيره
إختاره مولىً، غدا أباه
أبوّة الصدق لمن جاءه
مخضّباً من دمه يلقاه
أبوة الحقّ لصبٍّ صبا
صبابة الساجد في فناه
فهو أبوعبد إله السما
أبوةٌ مفتاحها ولاه
وتحت عنوان (الحسين فجر الله):
عاشوره عشر ليالٍ طوى
قدريّةً، وفجرها: الله
عشر ليالٍ فجرها واحدٌ
أظهره الحسين في مناه
تنزّلت فيها على قلبه
صحائفٌ تمّت بها نعماه
من لوحه المحفوظ في نونه
بالقلم المكنون في جواه
قد خطّها السبط بأضلاعه
مداده ما فاض من دماه
فدكت الأرض بأكنافها
وألقت الأزباد في هباه
واستسلمت لربّها طوعةً
فأينعت بالنور كربلاه
وتحت عنوان (الحسين والحج الى الله) نقرأ:
وجاء ربّ البيت في بيته
بلا غمامٍ حاجبٍ يغشاه
وأنزل العرش وكرسيّه
في منزلٍ الحسين إذ دحاه
قال: حسينٌ يا حبيبي، هنا
كعبتي الكبرى لمن أرضاه
وبيتي الاعتق في كربلا
أحجاره الياقوت من أصفاه
فطهّر البيت- وهو طاهرٌ-
بوركت طهراً…دمه بناه
أذّن حسينٌ في الورى دعوةً
بالحجّ سعياً، سالك ممشاه
من شئت أدخل في عبادي، أنا
منتظرٌ من حجّ أن ألقاه
فأذّن الحسين مسترجعاً
ببهجةٍ تنعش من لبّاه:
من رام درك الفتح فليأتنا
في كربلا، وزاده هواه
منزّهاً عن خوف حبّ الدنى
متقيّاً… فحبّه تقاه
ولاحقاً بركبنا، راجعاً
لربّه، موشّحاً رضاه
وباذلاً في حبّنا نفسه
يصير منا، وبنا محياه
قد طمأن النفس لتقديرنا
فكلّ ما نرضى له يرضاه
وداخلاً جنّته، حائزاً
سكينةً قد طيّبت سكناه
نشكر لكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران طيب الاصغاء لما قرأناه في لقاء اليوم من برنامج (مدائح الانوار) من قصيدة (زينة الفضل) للأديب الولائي حميد عبد الحسين الحائري نستودعكم الله ودمتم بكل خير.