بسم الله والحمد لله حمد الشاكرين له في السراء والضراء والنعماء والبلاء وصلواته الزاكيات على صفوة حامديه وأئمة شاكريه مصطفاه محمد واله الطاهرين. السلام عليكم ايها الاعزاء… معكم في لقاء جديد من هذا البرنامج نتقرب فيه الى الله عزوجل بقراءة أبيات حسينية من قصيدة (زينة الفضل)، وهي ملحمة كربلائية للاديب الولائي حميد عبد الحسين الحائري أنشاها في مدح علم الوفاء باب الحوائج مولالنا أبي الفضل العباس عليه السلام صور في شطرها طرفا من مناقبه أما في شطرها الثاني فهو ينقل تجربة ذاتية في عالم المعنى… نستمع للعباس الممدوح بها وهو يحدثه بلسان الحال عن مناقب أسمى هي مناقب مولاه الحسين عليه السلام فيذكر منها نظيرا أسمى لكل ماذكره الشاعر من مناقبه أي مناقب أبي الفضل عليه السلام والمقاطع التي نقرأها في هذا اللقاء هي من الشطر الثاني، فتحت عنوان (الحسين ندبة الكائنات) نقرأ:
رزية الحسين ما مثلها
حلت بمقتول ولا سباه
مصيبةٌ يسيرها ظاهر
وجلها الرووف، قد أخفاه
افجعت الكون بأرجائه
بكى لها المألوه والإله
بكاه حتّى الرجس إبليسها
من غيره قاتله بكاه؟!
من غيره أبكى الرّبى قتله؟!
من مثله بكت له سماه؟!
بكاؤها كان دماً قانياً
من فطرة التسبيح منتقاه
حمائم السّعد بكت فقده
وضجّت الحيتان في عزاه
واحمرّت الشمس بأقمارها
مذ خضّب المشيب من دماه
وثارت الرمال في غيرةٍ
كي تستر المذبوح في عراه
أمثله يسلب- واذلّنا!-
عمامة الخير، كذا رداه؟!
أمثله يبقى على تربها
عارٍ ثلاثاً، ستره ثراه؟!
ونقرأ تحت عنوان (الحسين مأتم الانبياء):
لخطبه نوحٌ همى نائحا
نياحة الثّكل بـ (واثكلاه!)
بكى خليل الله حزناً له
لمّا رأى في النوم ما أراه
تفجع الخليل من مشهدٍ
رأى ذبيحيه، هما إبناه:
عليّه الأكبر فتح الفدا،
عليه الاصغر منتهاه
وفي المنام قد راى نفسه
يذبح إسماعيل في مسعاه
موتمرا بحب رب الفدا
لعله يكون قد واساه
وكم بكاه الخضر في سيره
وفجّر البكاء في موساه!
في مجمع البحرين يتلو له
مصيبةٌ الحسين في مسراه
و((صادق الوعد)) قضى حوله
في مأتم، وخطبه نساه
قد سلخوا ببغيهم وجهه
وذكره: حسين…واكرباه!
كلّ نبيّ هام في وجده
كلّ صفيّ بكرةً نعاه
بكوه طراً قبل ميلاده
ثمّ بكاء الختم…ما أشجاه!
ختم النبيّين ومولاهم
وأقرب الخلق إلى مولاه
هو سيّد الباكين، أبكاهم
على الحسين، والعزاعزاه
وتحت عنوان (الحسين والوضوء المقدس) نقرأ:
مصيبة الحسين قطب البلا
قد قرّح الجفون من قذاه
مصابه الأعظم من كلّ ما
جلّ، فهزّ العرش أو أبكاه
فأيّ رزءٍ مثله قد جرى؟!
أم أيّ خطبٍ كالذي دهاه؟!
من مثله: وضوؤه من دمٍ
مقدّسٍ… سالت به أعضاه؟!
غسّلت الوجه دما جبهةٍ
تضمّخت من حجرٍ رماه
وغسلة اليمين من قلبه
من نحره قد غسلت يسراه
وفاض منه ما به غسله
تمّ سبوغاً، وهو في عراه
واخيرا نقرأ تحت عنوان (الحسين إمام الفداء):
من مثله استقبل أرزاءه
بصدره الرحيب، بل حيّاه؟!
من مثله ضحّى بأرحامه
أقماره ليس لهم أشباه؟!
من مثله ضحّى بأنصاره
نجومه، وكلّهم أوّاه؟!
من مثله ضحّى بأكباده
وقدّمت رضيعه يداه؟!
كانت هذه مستمعينا الاكارم مقاطع من قصيدة (زينة الفضل) للاديب الولائي حميد عبد الحسين الحائري قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامج (مدائح الانوار) إستمعتم اليه من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكرا لكم وفي أمان الله سبحانه.