بسم الله وله الحمد محمود العارفين ومشكور الصادقين وأزكى صلواته وتحياته على مشارق نوره المبين المصطفى الأمين واله الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين … تحية طيبة مباركة اهديها لكم ونحن نصطحبكم في لقاء جديد مع مدائح الانوار الإلهية، نستنشق فيه أريج الحياة الطيبة بذكر أولياء الله الصالحين ومنهم شمس الكوفة المشرقة أبد الآبدين مولانا سفير الفداء والبطولة والولاء باب الحوائج مسلم بن عقيل سلام الله عليه.
ومن أروع المدائح التي قيلت فيه – عليه السلام – الهائية العصماء التي أنشأها العلامة المحقق والأديب المبدع الحجة الميرزا محمد علي الأوردباري الغروي وهو من العلماء الأتقياء وأدباء الولاء المخلصين وله إضافة الى ديوان شعره، كثير من المؤلفات القيمة منها كتابه عن السيد محمد بن الإمام الهادي – عليهما السلام – وكتابه عن السيد حمزة العلوي وكذلك عن ثورة المختار الثقفي وغير ذلك...
توفي رضوان الله عليه في شهر صفر من سنة ثمانين وثلاثمائة والف للهجرة النبوية الشريفة. مستمعينا الأفاضل، تميزت قصيدة الميرزا الأوردباري الغروي في مدح مولانا سفير الحسين عليهما السلام بجامعيتها في تصوير معالم شخصية هذا البطل الولائي وتجليات الأخلاق المحمدية فيه واستمرار بركاتها في حياته و بعد استشهاده من مرقده المشرف – سلام الله عليه -، قال – رضوان الله عليه –:
وافى بمنقطع البيان ثناؤه
بطل على الجوزاء رفّ لواؤه
وعلى السمات محله شرفا وإن
يك في الصعيد يلفّه بوغاؤه
الباسط العدل المهيب جواره
والواسع الوفر الرحيب فناؤه
قد أخضل الوادي بمرزم سيبه
وأضاء في النادي الرهيب بهاؤه
لم تدر يوم تبلجت أنواره
أذكا تضيء الأفق أم سيماؤه
هو نقطة المجد الأثيل تألفت
منها غداة تكثرت أجزاؤه
وله بأعلام النبوة مفخر
قد نيط بالإيمان فيه بكاؤه
وبعين جبار السماء شهادة
خصّت به وعليه حق جزاؤه
ونيابة عن سبط أحمد حازها
فتقاعست عن حملها قرناؤه
وأخوة قد شرفته بموقف
قد كان مشكورا لديه اخاؤه
لم يبغ غير هوى الحسين ورهطه
وسواه قد شطت به أهواؤه
هو ذاك موئل رأيه وعليه من
أمر الإمامة ألقيت أعباؤه
وندى به وجه البسيط تبلجت
أرجاؤه وتأرجّت أجواؤه
وبسالة موروثة من حيدر
فكأن موقف زحفه هيجاؤه
ومآثر شعت سناً تمتد من
نسب قصير يستطيل سناؤه
هو مسلم الفضل الجميع و معقد
الشرف الرفيع تقدست أسماؤه
قرت به عينا عقيل مثلما
سرّت بموقف مجده آباؤه
واحتل من كوفان صقع قداسة
فيه تقدس أرضه وسماؤه
كثرت مناقبه النجوم وكاثرت
قطر الغمام بعدّه أرزاؤه
سيف لهاشم صاغه كف القضا
فلنصرة الدين الحنيف مضاؤه
شهدت له الهيجاء أن بيمينه
أمر المنايا حكمه وقضاؤه
يحصي مصاليت الكماة بصارم
لم يبق منهم مقبلاً إحصاؤه
ومبيد شوكتهم إذا حمّ الوغى
أضحى يدير الأمر كيف يشاؤه
لولا القضا عرفوه مطفأ عزمهم
بمهند لا ينطفي إسراؤه
لكنهم عرفوا المبجّل مسلماً
لولي أمر لا يرد قضاؤه
ولقد بكيت مقطعا منه الحشا
قد وزعت بشبا الظبا أشلاؤه
ولدين أحمد مدمع لفوأده
المفطور من ظمأ ترقرق ماؤه
ومناولا قدحاً ليروي غلّة
قد أجهدته فغيرته دماؤه
طلاع كل ثنية طاحت ثنا
ياه فأجّج بالصدى ظماؤه
واشد ما عاناه من أرزائه
إفك الدعي عليه أو أزراؤه
إن كان أسمعه سبابا مقذعا
فالنضح مما قد حواه إناؤه
لم يصعدوه نكاية أعلا البنا
الا و ثمة حلّقت علياؤه
قوس الصعود له وإن يك قد
هوى متنازلاً حوباؤه
يا هل درى القصر المشيد بأنّ
من ينقضّ عنه جماله وبهاؤه
هو للإمارة وهو مفخر دسته
والمكرمات إهابه ورداؤه
رحم الله العلامة المحقق والأديب المبدع الميرزا محمد علي الأوردبادي الغروي وجزاه الله خيراً على قصيدته العصماء في مدح ورثاء سفير الفداء والولاء مولانا باب الحوائج مسلم بن عقيل سلام الله عليه.
وبهذا ينتهي لقاء اليوم من برنامج مدائح الانوار قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين.