بسم الله وله جميل الحمد وخالص الثناء أن هدانا لمعرفة أبواب رحمته ومعادن حكمته أنواره الساطعة وشموسه الطالعة المصطفى الأمين وعترته الأطهرين صلوات الله عليهم أجمعين… السلام عليكم مستمعينا الأفاضل.
من الأمور الثابتة في الأمور العقائدية إن حياة الإنسان لا تنحصر في عالم الدنيا بل هي مستمرة في البرزخ وما بعدها وهذه قاعدة عامة تشمل الجميع، ولكن لأهل البيت عليهم السلام خصوصية أخرى هي استمرار دورهم في رعاية المؤمنين وهداية الخلق حتى بعد رحيلهم الظاهري عن هذه الحياة الدنيا.. وهذه حقيقة واضحة لكل من تمعن في أحاديث النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله –، إضافة إلى أن الحث على زيارتهم وبركات هذه الزيارات تستند إلى هذه الحقيقة العقائدية الأصيلة. والأجر جار مع مولاتنا الصديقة الكبرى الزهراء – سلام الله عليها –، فبركاتها مستمرة إلى يوم القيامة ورعايتها للمؤمنين متواصلة وهي في برزخها. هذه الحقيقة هي إحدى حقائق معرفة الصديقة الطاهرة التي تسعى لبيانها المقاطع التي اخترناها لهذا اللقاء من برنامج وهي من قصيدة طويلة عنوانها "سبحانك اللهم ما فاطمة" وصلت للبرنامج من الأديب الولائي الأستاذ حميد عبد الحسين الحائري.
وتتميز هذه القصيدة بأسلوب وجداني لطيف في التعريف بالخصائص والمقامات الفاطمية على لسان حال أهل بيتها عليهم السلام وقد قرأنا لكم في حلقات سابقة ما صوره أديبنا الولائي على لسان حال المصطفى والمرتضى وخديجة الطاهرة والحسنين عليهم السلام ونتابع اليوم هذه الرحلة في عالم المعنى مع الأستاذ الحائري.
قال حفظه الله بادئا بحديث لسان حال الحوراء زينب عن أمها الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء –سلام الله عليها-:
وزينب قالت: ومن غيرها
مظلومة رقت على الظالمه
أم الحسينين فدتها الورى
بالحسنين أزهرت ناجمه
ذا حر آهاتي في صدرها
تحبسها وهي لظى عارمه
ما فارقت ركبي في أسرنا
تحرسنا من طغمة غاشمه
تمسح من عيونها دمعها
وعينها بدمعها ساجمه
قوافل التسبيح في عرشها
جماعة تؤمها فاطمه
حدثني العباس عن فضلها
في سحر بنفحة كارمه
كان قنوت الشفع ذكرا لها
والروح من جلالها واجمه
ففتت الوجوم تهليله
وأمني في الوتر والخاتمه
وقال في تمجيده قدسها
وحمده رأفتها الحازمه:
إمامة الوفاء في فاطم
تورثه بدوره الساهمه
و(هاء) أنزلناه في كنزها
ناطقة ب(هو) و(هو) عاجمه
من ألف شهر هي خير وما
من بعد ألف أشهر سالمه
جمادى الآخر صلى بها
تسبيحة الشهور يا فاطمه
أم البنين عقبت حمده
صدقت القول بلا فاطمه
قائلة: صدقت يا بدرها
بدورها الأجواد والضاغمه
تلتقط الزهراء أجوادها
من بين أطباق الدجى القاتمة
تجعلهم بيوت أنوارها
قد طهروا من دنس الساخمه
تبدل النفوس نورا فلا
أمارة ثم ولا لائمه
كفاني عزا فاخرا أنني
وصيفة سيدتي فاطمه
رقية قالت: ومن مثلها
وهي لأمجاد السما راقمه
معيذة النبي من همه
ومن أذى الأصابع الآثمه
وعوذة الوصي من سيف من
أراد قطع الرحم الراحمه
مجيرة التائب من ذنبه
ومن لظى ميزانه الحاطمه
قد فطر الخلق على حبها
معرفة مودة راسمه
بحبها تجذب من أيقظت
فينطق القلب ب (يا فاطمه)
ناداني الرضيع من حجرها
لبانه شفاهها اللاثمه
دماه تجري من سما نحره
ماء حياة يوقظ النائمه
ربت به الأرضون مهتزة
فأنبتت بهجته العارمه
حدثني عن عالم أرفع
لا نادم فيه ولا نادمه
في عالم التهليل قالت لنا:
يا فتيتي في وقعة قادمه
ستمنعون عن فرات الدنى
وتظمأون صبرا كاظمه
تسقون بالسهام في طفنا
كي ترتوي الأفئدة الهائمه
قال: هي الكوثر نهر به
حياتنا ودورنا قائمه
نغرف من فراته المجتنى
لخشع لاذت بنا حائمه
منه نمير الكون جودا بنا
تغدقه من برها فاطمه
وإلى هنا إخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نصل إلى ختام هذه الحلقة من برنامج مدائح الأنوار، وقد قرأنا لكم فيها مقاطع في مدح الصديقة الكبرى الزهراء سلام الله عليها من قصيدة طويلة بعثها للبرنامج الأديب الولائي الأستاذ حميد عبد الحسين الحائري فتقبل الله منه ذلك وتقبل منكم حسن الإصغاء.. ودمتم في رعاية الله.