البث المباشر

علي ولي التوحيد الخالص

الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 - 14:12 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 397

بسم الله وله الحمد والمجد غاية آمال العارفين ومنير قلوب المحبين، وأزكى صلواته على أنواره في العالمين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ؛ طابت أوقاتكم بكل خير وأهلا بكم مع مقطوعة مؤثرة في وصف العلاقة بين الإمام علي _عليه السلام_ وبين بيت الله عزوجل.
وقد اخترناها من القصيدة الطويلة التي سميناها (المديحة العلوية الغراء) لأحد أدباء الولاء المعاصرين أنشأها في إستنباط بعض مناقب سيد الوصيين سلام الله عليه مما نبهت له أو أشارت له أو صرحت به الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة.. كونوا معنا
قال الأديب الولائي مخاطبا أمير المؤمنين _عليه السلام_:

وليد بيت الله قد زدته

عزا يضاهي عزه الأولي

طهرته للناس من لاتها

مناتها والهبل الأهبل

شهيد بيت الله قد صنته

للعاكفين فيه والرحل

من دمك الطاهر عمدته

أحييته بدمعك المسبل

مذ جدت بالخاتم في ركعة

ختمت بالود جوى السؤل

فيك تجلي الذي لم يلهه

شأن عن الآخر أو يشغل

فأنزل الله ضحى أمره

في آية من محكم المنزل

وليكم هذا ألا فاعلموا

شيعته حزبي وهو الولي

مولى الموالي مرتضاها علي

صفو المعالي مرتضاها علي


مستمعينا الأكارم إذن هذا هو تصويره للعلاقة الفريدة بين الإمام علي عليه السلام وبين بيت الله، فهو الذي اختص بكونه قد ولد في بيت الله واستشهد فيه وبين ذا وذاك كان هو الذي طهره من الأوثان وهو الذي جعله محلا للإنفاق في سبيل الله. ولكن الأديب الولائي ينطلق من آيات سورة النور بشأن البيوت التي أذن الله أن ترفع وما ورد في تفسيرها عن أهل البيت – عليهم السلام – لكي يقول مخاطبا مولي الموحدين:

وأنت بيت الله يا نوره

أذانه بصوتك الجلجل

شطر علي كعبة المرتجى

وجهت وجهي في مقام خلي

من رجس أوثان الهوى كلها

مطهر ذا البيت للمعتلي

فثم وجه الله لا غيره

يسطع بالنورعلى المقبل

وحيثما كان حليف التقى

فوجهه بالمرتضى يختلي

شمس ضحى الرحيم تبدو له

تشرق في فؤاده تعتلي

تنمي في وجوده بذرة

قدسية عاشقة المفضل

تفتح الأزهار في روحه

بالحمد والتمجيد للمجمل

تحمله في سيره عندها

ملائك بورك من محمل

تحبه لحبه المرتضى

حب علي هو حب العلي

ويعود الأديب الولائي إلى مخاطبة أمير المؤمنين – عليه السلام – في مقطع ليبين حقيقة قيامه بهداية الخلق إلى التوحيد الخالص، قال:

من كنت يا عليها ظله

فوحده مولاي أعلى علي

من كنت يا وليها عبده

تعبده بلهفة المثكل

مسلما لأمره وحده

بكلك الظاهر والمقفل

فوحده الله بكل البها

لا ند، لاكفو له، لاولي

من كنت يا مالكنا ملكه

فوحده مليكنا المعتلي

من كنت يا مغيثنا حوله

فوحده مغيثنا الأولي

من كنت يا معني الورى جوده

مفتقرا لفيضه الأشمل

فوحده الغني رب الغنى

والصمد المعبود، فهو الملي

فيك تجلى الله قيومها

القادر العالم، ثم العلي


ويشير الأديب الولائي إلى حال المنحرفين عن أمير المؤمنين – عليه السلام – وعلل انحرافهم قائلا:

يا نبأ الله العظيم الذي

اختلفوا في حكمه الفيصل

ليس اختلاف الصم عنكم هدى

فهو اختلاف العمي والأحول

وهو اختلاف الزيغ، بذر الهوى

و بغي كل حاسد أرذل

ألست ظل الله في أرضه

خليفة الرحمن لم تعزل

برهانه بفضلكم ناطق

شهادة الآيات في المنزل

صديقه الأكبر فاروقه

شهادة الصادق والمرسل

فرقانه بك استبان الهدى

مذ خلطوا الحبل بالنبل

وعزة الجبار أنت الهدى

من ذروة الرأس إلى الأرجل

فأي لبس يعتري مبصرا

وأنت في الظلمة كالمشعل

فمن عمي عن هديكم جاحدا

أسفه من سفيهها الأخطل

قطب رحاها مرتضانا علي

نجم سماها مرتضانا علي


إنتهى مستمعينا الأفاضل لقاء اليوم من برنامج ( مدائح الأنوار ) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران وقد قرأنا لكم مقاطع من المديحة العلوية الغراء لأحد أدباء الولاء.
شكرا لكم ودمتم في رعاية الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة