بسم الله وله الحمد أن أكمل لنا دينه الحق وأتم علينا نعمته العظمى فجعلنا من شيعة النبي المصطفى ووصيه المرتضى صلوات الله عليهما وآلهما أجمعين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين، لا يخفى على كل من تدبر في الآيات الكريمة النازلة بشأن ولاية أهل البيت المحمدي مثل آية التطهير وآيات المباهلة وآيات بيعة الغدير وآيات الطاعة وغيرها، أن أئمة العترة المحمدية الإثنى عشر عليهم السلام هم الإستمرار الإلهي لخط النبوة المحمدية على صاحبها وآله أفضل الصلاة والتحية. ولذلك فإن عندهم عليهم السلام الدين الإلهي الحق والكامل والرسالة المحمدية التامة، فهم النعمة الإلهية العظمى. هذا المعنى هو محور البديعة الولائية التي إخترناها لهذا اللقاء من برنامج (مدائح الأنوار) وهي من إنشاء عالم أديب من جبل عامل في لبنان، هو الشيخ الزاهد والأديب الطيب العالم الفاضل نصرالله بن ابراهيم الطيبي المخزومي، المتوفى سنة ۱۲۳۰ للهجرة النبوية المباركة.
قال الشيخ نصرالله الطيبي رضوان الله عليه:
محمد ذو الايادي خاتم الرسل
وسيد الخلق من حاف ومنتعل
علاء على الخلق في علم وفي عمل
مبرء الذات من عيب ومن زلل
وصادق القول مأمون من الكذب
حباه رب البرايا أوصيا حججا
من ولده وذويه للورى سرجا
أكرم بهم من كرام كم علوا درجا
من العلى وأقاموا الأمت والعوجا
بأمر رب البرايا ممطر السحب
أعني عليا ولي الله حجته
وفاطم البضعة الزهراء زوجته
ونجله الحسن الزاكي خليفته
ثم الحسين شهيد الطف خيرته
على الخلائق من عجم ومن عرب
وعابدا تعرف البطحاء وطأته
وباقرا وصف المختار نهضته
وصادقا أظهر الجبار دعوته
وكاظم الغيظ موسى زان طلعته
نور الاله على نائيٍ ومقترب
ثم الرضا حجة الباري على البشر
ثم الجواد سليل السادة الغرر
وهاديا وارث المبعوث من مضر
والعسكري خير أهل البدو والحضر
أعني أبا الحجة المنعوت في الكتب
هم الأئمة أهل المجد والكرم
وأفضل الخلق في حل وفي حرم
وصفوة الله بارينا من الأمم
ومنقذوا شيعة الهادي من الضرم
وعصمة الخلق يوم الحشروالنصب
فلا توال عداهم دائما ابدا
ولا ترم غيرهم عونا ولا عضدا
ولا تقم لسواهم في العلى عمدا
واقطع بكفر جحود فضلهم جحدا
مقره النار ذات الوقد واللهب
وكلما صح من حكم ومن خبر
عنهم فذاك صحيح جد معتبر
وكن لهم تابعا يمشي على الأثر
وارج النجاة بهم من مبدع الصور
والنارتسطو على الأشرار من كثب
قل فيهم ما تشأ من فضل بارئهم
وفيض خالقهم حقا وذارئهم
عباد مولاهم ذي العرش منشئهم
مكرمون فياويل لدارئهم
عن ارث جدهم بالجد واللعب
ولا تكن غاليا فيهم وكن وسطا
ولا تكن راكبا في امرهم شططا
واحذر هداك الاله الزيغ والسقطا
فليس يرضون من في حبهم غلطا
فالمرتضى أحرق الغالين بالحطب
هذا هو الدين دين الله في القدم
ودين احمد خير العرب والعجم
ودين حيدر رب السيف والقلم
ودين أهل التقى والجود في الازم
ودين شيعتهم من كل منتسب
فمن رأى دين أهل الحق معتقدا
له ودان به في القلب معتمدا
عليه فهو حبيب دائم ابدا
وهو القريب وإن كان البعيد مدى
ووده عندنا من أفضل القرب
والى هنا ينتهي إخوتنا مستمعي إذاعة طهران لقاءٌ آخر من برنامج (مدائح الأنوار)، خصصناه لبديعة ولائية في بيان الدين الحق الذي ارتضاه لعباده من إنشاء أحد العلماء الأدباء في القرن الهجري الثالث عشر هو الشيخ الزاهد نصرالله الطيبي المخزومي رضوان الله عليه. تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعاية الله.