البث المباشر

مراثي حسينية في شعر ابي الحديد المعتزلي

الإثنين 9 ديسمبر 2019 - 09:46 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 294

بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين على عظيم المصاب وأزكى صلواته على أعظم خلقه بلاءً في خدمته وأعظمهم ابتلاء ً ومصاباً المصطفى محمد واله النجباء. السلام عليكم إخوة الايمان، من الواضح في الأحاديث الشريفة أن القضية الحسينية تشكل عنصراً أساسياً في حياة المؤمنين تلقي بضلالها على جميع شؤونهم، ومن مظاهر هذه الحقيقة دخول الرثاء الحسيني في قصائد مدائح أهل بيت النبوة عليهم السلام وهذا ما نجده في القصائد العلوية السبع التي مدح بها اهل البيت العالم المعتزلي المؤرخ شارح نهج البلاغة العالم الأديب أبو حامد عز الدين عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد، وهو من أعيان المعتزلة، وله اطلاع واسع على التاريخ الاسلامي، وقد برع في الانشاء. توفي رحمة الله عليه في بغداد سنة ست وخمسين وستمائة للهجرة النبوية المباركة.
قال ابن أبي الحديد في ختام احدى قصائده السبع في مدح الوصي المرتضى عليه السلام:

ولقد بكيت لقتل آل محمد

بالطف حتى كل عضو مدمع

عقرت بنات الأعوجية هل درت

ما يستباح بها وماذا يصنع

وحريم آل محمد بين العدا

نهب تقاسمه اللئام الرضع

تلك الضعائن كالاماء متى تسق

يعنف بهن وبالسياط تقنع

من فوق أقطاب الجمال يشلها

لكع على حنق وعبد أكوع

مثل السبايا بل أذل يشق منهن

الخمار ويستباح البرقع

فمصفد في قيده لايفتدى

وكريمة تسبى وقرط ينزع

تالله لا أنسى الحسين وشلوه

تحت السنابك بالعراء موزع

متلفعاً حمر الثياب وفي غدٍ

بالخضر من فردوسه يتلفع

تطأ السنابك صدره وجبينه

والأرض ترجف خيفةً وتضعضع

والشمس ناشرة الذوائب ثاكل

والدهر مشقوق الرداء مقنع

لهفي على تلك الدماء تراق في

ايدي امية عنوة وتضيع

وقال الأديب المعتزلي ابن أبي الحديد في قصيدة ثانية من مدائحه العلوية السبع وهو يخاطب أمير
المؤمنين عليه السلام:

وإن ذخر الأقوام نسك عبادة

فحبك أوفى عدّتي وذخائري

وان صام ناس في الهواجر حسبة

فمدحك اسنى من صيام الهواجر

إذا كنت للنيران في الحشر قاسماً

اذا كنت للنيران في الحشر قاسماً

أطعت الهوى والغيّ غير محاذر

نصرتك في الدنيا بما أستطيعه

فكن شافعي يوم المعاد وناصري

فليت تراباً حال دونك لم يحل

وساتر وجهٍ منك ليس بساتر

لتنظر ما لاقى الحسين وما جنت

عليه العدى من مفظعات الجرائر

من ابن زياد وابن هندٍ وإمرة

ابن سعدٍ وأبناء الإماء العواهر

رموه بيحموم أديمٍ غطامطٍ

تعيد الحصى رفغاً بوقع الحوافر

لهام فلا فرع النجوم بمسبلٍ

عليه ولا وجه الصباح بسافر

فيالك مقتولاً تهدمت العلى

وثلّث به أركان عرش المفاخر

ويا حسرتا اذلم أكن في أوائل

من الناس يتلى فضلهم في الأواخر

فأنصر قوماً إن يكن فات نصرهم

لدى الروع خطاّري فما فات خاطري

عجبت لأطواد الأخاشيب لم تمد

ولا أصبحت غوراً مياه الكوافر

وللشمس لم تكسف وللبدر لم يحل

وللشهب لم تقذف بأشأم طائر

أما كان في رزء ابن فاطم مقتض

هبوط رواسٍ أو كسوف زواهر

بني الوحي هل أبقى الكتاب لناظمٍ

مقالة مدحٍ فيكم أو لناثر

إذا كان مولى الشاعرين وربّهم

لكم بانياً مجداً فما قدر شاعر

فأقسم لولا أنكم سبل الهدى

لضّل الورى عن لاحب النهج ظاهر

ولو لم تكونوا في البسيطة زلزلت

وأخرب من أرجائها كل عامر

سأمنحكم مني مودة وامقٍ

يغضّ قلى عن غيركم طرف هاجر

 

 



كانت هذه اخوتنا مستمعي اذاعة طهران مختارات في رثاء سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام، اقتطفناه لهذا اللقاء من برنامج (مدائح الانوار) من اثنتين من القصائد السبع في مدح أمير المؤمنين عليه السلام، التي أنشأها العالم والأديب وشارح نهج البلاغة ابن أبي الحديد المعتزلي رحمة الله، تقبلوا خالص دعواتنا والسلام عليكم ورحمة الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة