البث المباشر

شعر السيد الحميري في واقعة الغدير

السبت 7 ديسمبر 2019 - 15:15 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 225

بسم الله وله الحمد علي طيب توفيقه لمعرفة الحق وأهله ومولاة محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين.
ألف العلامة الجليل أية الله الشيخ عبد الحسين الأميني (رضوان الله عليه) موسوعة الغدير وخصص معظمها لبيان ما سجله أدباء وشعراء المسلمين بشأن واقعة الغدير التأريخية، واظهر وثائقياً أن الشعر العربي ومنذ صدر الاسلام الأول وعصر النبي الأكرم (صلي الله عليه وآله) وعبر جميع عصور التاريخ الاسلامي قد سجل هذه الواقعة بتفصيلاتها الدالة علي النصب الالهي للامام علي (عليه السلام) وصياً لخاتم الانبياء وخليفة له (صلي الله عليه وآله) ومن الشعراء الذي اهتموا بتسجيل هذه الواقعة في شعرهم الرائق سيد شعراء الولاء في القرن الهجري الثاني ابو هاشم اسماعيل بن محمد السيد الحميري المتوفي سنة تسع وسبعين بعد المائة للهجرة النبوية، وها نحن نختار بعض شعره الاحتجاجي البليغ الذي ارخ فيه لواقعة الغدير المباركة. قال (رضوان الله عليه) في دعوة صادقة لاتباع الهدي والنجاة في الاخرة والاولي:

يا بائع الدين بدنياه

ليس بهذا أمر الله

فارجع الي الله وألق الهوي

إن الهوي في النار مأواه

من أين أبغضت علي الرضي

وأحمد قد كان يرضاه

جهدك أن تسلبه اليوم ما

كان رسول الله أعطاه

 

من ذا الذي أحمد من بينهم

يوم غدير الخم ناداه

أقامه من بين أصحابه

وهم حواليه فسماه

هذا علي بن أبي طالب

موليً لمن قد كنت مولاه

فوال من والاه يا ذا العلي

وعاد من قد كان عاداه

 

رضيت بالرحمن رباً

وبالإسلام ديناً أتوخاه

وبالنبي المصطفي هادياً

وكل ما قال قبلناه

ولينا بعد نبي الهدي

علي القائم وابناه

والعالم الصامت والناطق

الباقر علماً كان أخفاه

وجعفر المخبر عن جده

بأول العلم وأخراه

ثم ابنه موسي ومن بعده

وارثه علم وصاياه

وفي آخر هذه الابيات يشير السيد الحميري الي ثامن ائمة العترة المحمدية علي بن موسي الرضا (عليه السلام) وقد توفي السيد الحميري في عهد امامة الرضا (عليه السلام) لكنه في قصائد اخري ذكر الائمة الأربعة التالين للرضا من ابنائه (عليهم السلام) والي المهدي الموعود (عجل الله فرجه) وذلك طبقاً لما أخبره الامام الصادق (عليه السلام). ونبقي في اجواء واقعة الغدير التأريخية وتصوير السيد الحميري لها، حيث يقول رحمه الله في قصيدة اخري:

وقام محمد بغدير خم

فنادي معلناً صوتاً نديّا

لمن وافاه من عرب وعجم

وحفوا حول دوحته حنيّا

ألا من كنت مولاه فهذا

له مولي وان به حفيّا

الهي عاد من عادي عليّاً

وكن لوليه موليً وليّا

 

فقال مخالف منهم عتل

لأولاهم به قولاً خفيّا

لعمر أبيك لو يسطيع هذا

لصير بعده هذا نبيّا

فنحن بسوء رأيهما نعادي

بني فعل ولا نهوي عديّا

وصي محمد وأبا بنيه

ووارثه وفارسه الوفيّا

ويستمر السيد الحميري (رحمه الله) في غديريته مشيراً الي أهلية الوصي المرتضي لخلافة النبي المصطفي (صلي الله عليه وآله) قائلاً:

وقد أوتي الهدي والحكم طفلاً

كيحيي يوم أوتيه صبيّا

ألو يؤت الهدي والناس حيري

فوحد ربه الأحد العليّا

وصلي ثانياً في حال خوفٍ

سنين تحرمت سبعاً أسيّا

له شهد الكتاب فلا تخروا

علي آياته صماً عميّا

بتطهير أميط الرجس عنه

وسمي مؤمناً فيه زكيّا

نسأل الله تبارك وتعالي أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه ومن الشاكرين لله علي نعمة موالاة محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة