بسم الله نور السموات والارضين وله الحمد رب العالمين، والصلاة والسلام على خير النبيين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أحباءنا اذاعة طهران العربية، نحييكم بأجمل تحية ونرحب بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج، إخترنا لكم فيها مديحتين من مدائح الانوار المحمدية الاولى لفقيه من المذهب المالكي وهي في أمير المؤمنين (عليه السلام) والثاني لمدرس في المدارس الاميرية في مصر وهي في مدح الحسين عليه السلام.
سجل المؤرخون بيتين في مدح اشقى الآخرين عبد الرحمن بن ملجم من نظم أحد رواة بني امية من وضاع الحديث النبوي اسمه عمران بن حطان.
وقد رد قول عمران هذا كثير من العلماء والشعراء على مدى التأريخ منهم الفقيه المالكي ابو عبد الله محمد بن الطيب الشرقي من اهل مدينة فاس وهو المحدث صاحب كتاب المسلسلات في الحديث وغيره وهو ايضاً استاذ الزبيدي صاحب كتاب تاج العروس الموسوعي في اللغة.
وكان الفقيه ابن الطيب قد سكن المدينة المنورة الى حين وفاته سنة ۱۱۷۰ للهجرة. قال رحمه الله في رده على قول عمران ذاك:
قل لابن ملجم الملجم نيرانا
المتسربل خذلاناً وخسراناً
ضللت في سبل غرّاء واضحة
ولم تزل عن سبيل الحق تيهانا
أفرطت في الجهل إذ فرّطت من حمق
حتى قتلت اماماً عالياً شانا
صهر الرسول علي زوج فاطمة
وخير من زيّن الهدى ومن شانا
ووالد الحسنين النيرين ومن
كانا الى المصطفى روحاً وريحانا
وباب مصر علوم الدين اجمعها
فليس يعرب عنه حيثما كانا
وذو السجايا التي ليس يحصرها
عد ولو طالت الازمان أزمانا
ومن مناقبه حدث ولا حرج
بلى تجاوز ما في البحر مولانا
أخطأت أخطأت يا ابن ملجم فلقد
أتيت على الاذى والوزر ايتانا
وجرت عن كل أجر لست نائله
وجئت جهراً جريرات وعصيانا
وبؤت بالسخط والعتبى على غضب
تلقاه حياً بلا شك وموتانا
وقد أخطأ القوم إذ سموك عابد رحمان
وبالخلف قد بارزت رحماناً
ما كان أولاك أن يدعوك عاصية
بلى تجاوزت عصياناً وكفرانا
فلا سقتك من الوسمي غادية
ولا سقت ارض عمران بن حطانا
عمران عُمِّر بالكفر الصريح ومن
حطان حطّ عليه الله نيرانا
ما نت الا شقيّ وهو مثلك في
شقاوة تخذلان فيها خذلانا
والله ما هي الا ضربة شقيت
فكيف تبلغ من ذي العرش رضوانا
باءت بخسرٍ وتطفيف ومنقصةٍ
فكيف تحسب أوفى الناس ميزانا
ومن قصيدة الفقيه المالكي ابن الطيب الشرقي ننقلكم الى مديحة حسينية من انشاء الشاعر المصري أحمد الكناني الابياري من ادباء القرن الهجري الرابع عشر والمدرس في المدارس الاميرية في مصر، يقول مخاطباً مشهد رأس الحسين (عليه السلام) المشهور في مصر:
يا ضريح الحسين انك ادرى
أن من فيك فاق في الحسن بدرا
يا ضريح الحسين قد نلت عزاً
وبه قد علوت جاها وقدرا
صرت في مصر كعبة لبنيها
اذ حباك الحسن فضلاً وفخراً
نوره ساطع كشمس نهار
وشذاه ازدرى شذا المسك عطرا
جده شرف الحجاز وهذا
من قديم الزمان شرّف مصرا
أمه فاطم البتول التي
فاقت نساء الورى عفافاً وطهراً
وأبوه باب العلوم عليّ
ومبيد الكفار كرا وفرا
كل من كان يحتمي بحماه
حاش والله أن يرى بعد ضرّا
كم حزين قد أمه مستجيراً
فغدا حزنه سروراً وبشرا
وأخي كربة أراد انفراجا
بدّل الله عسره بعد يُسرا
ويختم الاديب المصري السيد احمد الكناني مديحته بخطاب توسلي لامام الحسين عليه السلام قائلاً:
يا ابن بنت النبي قد اثقلتني
سيئاتي ولم اجد لي عذرا
كل هذا وإنني لم أقدم
حسنات بها احصل اجرا
غير انني من نسل جدك طه
أكرم الرسل والخلائق طراً
أحمد المرتضى شفيع البرايا
من غدا للعصاة غوثاً ودخراً
فهو كنزي وعدتي ومجيري
من ذنوب تفوق عداً وحصرا
فعليه يا رب صل وسلم
كلما قد قضيت في الخلق أمرا