السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، بتوفيق الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نسعى فيها لمعرفة وسيلة أخرى من الوسائل التي أتاحها الله بفضله لعباده لكي يشرفهم بكرامة الإنتماء الصادق لأهل بيت حبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله.
ومن هذه الوسائل أحباءنا التطهر من جميع أشكال التعصب الأعمى واتخاذ معيار الولاء لأولياء الله والبراءة من أعدائه معياراً لسلوك المنتمي لأهل البيت عليهم السلام.
وقد هدتنا لهذه الوسيلة المباركة كثير من الأحاديث الشريفة نستضيء ببعضها فتابعونا مشكورين.
روي عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – كما في موسوعة (ميزان الحكمة) أنه قال: "ليس منا من دعا الى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية".
ولما سئل – صلى الله عليه وآله – عن معنى العصبية قال: "أن تعين قومك على الظلم"؛ وهذا الجواب النبوي فصله رابع أئمة العترة المحمدية الإمام السجاد زين العابدين – عليه السلام – فقال: "العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم".
وهذا التعصب الأعمى هو داء إبليس الذي استحق به اللعنة الإلهية إذ ساقه الى رفض التقرب الى الله بطاعة أمره بالسجود لآدم، قال مولانا الإمام علي – عليه السلام – في خطبة له في ذم إبليس -: "فافتخر على آدم بخلقه وتعصب عليه لأصله، فعدو الله إمام المتعصبين وسلف المستكبرين الذي وضع أساس العصبية ونازع الله رداء الجبرية وأدرع لباس التعزز، وخلق قناع التذلل".
أيها الإخوة والأخوات، وكمال نبذ التعصب الأعمى بجميع مراتبه، اتخاذ الولاء لأئمة الحق المنصوبين من الله تبارك وتعالى لهداية خلقه والبراءة من أعدائهم بمختلف مرااتب الولاء والبراءة، ومنها أخذ دين الله منهم – عليهم السلام – جاء في كتاب (تحف العقول عن آل الرسول صلى الله عليه وآله) عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال لكميل بن زياد في وصيته له: "يا كميل لا تأخذ إلا عنا تكن منا".
وقال الإمام الصادق – عليه السلام – كما في كتاب الوسائل ضمن وصية له: "أما إنه شر عليكم أن تقولوا بشيء ما لم تسمعوه منا".
وعنه عليه السلام قال: "والله ما جعل لأحد خيرة في اتباع غيرنا، وأن من وافقنا خالف عدونا، ومن وافق عدونا في قول أو عمل فليس منا ولا نحن منهم".
وروى الصدوق في كتاب (صفات الشيعة) عن الرضا عليه السلام قال: "شيعتنا المسلمون لأمرنا، الآخذون بقولنا، المخالفون لأعدائنا، فمن لم يكن كذلك فليس منا".
مستمعينا الأفاضل، ومصداق العمل الوسيلة من وسائل الفوز بشرف الإنتماء الصادق لأهل البيت – عليهم السلام – هو علومهم إما مباشرة أو عن طريق ثقاة شيعتهم الذين يحسنون رواية أحاديثهم المبينة لقيم الدين الحق، جاء في كتاب المحاسن للشيخ البرقي مسنداً عن أبي عبدالله الصادق – عليه السلام – قال: إعرفوا منازل الرجال منا على قدر رواياتهم عنا.
وقال – عليه السلام – في حديث آخر مروي في كتاب (الرجال) للشيخ الكشي – رحمه الله -: "إعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا، فإنا لا نعد الفقيه منهم حتى يكون محدثاً، فقيل له: أو يكون المؤمن محدثا؟ قال: يكون مفهماً والمفهم المحدث".
وأخيراً نتأمل معاً في الحديث الشريف التالي المروي في كتاب الوسائل أيضاً مسنداً عن علي بن سويد قال: كتب لي أبوالحسن الإمام الكاظم – عليه السلام – وهو في السجن يقول: "وأما ما ذكرت يا علي ممن تأخذ معالم دينك، لا تأخذن معالم دينك عن غير شيعتنا، فإنك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين، الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم، إنهم ائتمنوا على كتاب الله، فحرفوه – يعني التحريف المعنوي – وبدلوه، فعليهم لعنة الله ولعنة رسوله ولعنة ملائكته، ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة".
إذن نخلص أيها الأفاضل مما تقدم الى أن التطهر من التعصب الأعمى وحصر أخذ معالم الدين بأبواب مدينة العلم المحمدية هي من أهم وسائل الفوز بشرف الصيرورة من آل محمد – صلى الله عليه وآله -.
نشكركم مستمعينا الأطائب على طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (منا أهل البيت) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.