السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته
من روائع ما أنشأه أدباء المسلمين في التوسل إلى الله عزوجل بصفوته من العالمين سيد الأنبياء والمرسلين محمد – صلى الله عليه وآله – الأبيات التالية التي اخترناها من مديحة نبوية غراء لشاعر المدائح النبوية المبدع شرف الدين محمد بن سعيد البوصيري المتوفى سنة ٦۹٦ للهجرة وصاحب قصيدة (نهج البردة) الشهيرة قال – رحمه الله – في إحدى أجمل مدائحه للحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله –:
وافاك بالذنب العظيم المذنب
خجلا يعنف نفسه ويؤنب
لم لا يشوب دموعه بدمائه
ذو شيبة عوراتها ما تخضب
لعبت به الدنيا ولولا جهله
ما كان في الدنيا يخوض ويلعب
لزم التقلب في معاصي ربه
إذ بات في نعمائه يتقلب
يستغفر الله الذنوب وقلبه
شرها علي أمثالها يتوثب
يغري جوارحه على شهواته
فكأنه فيما استباح مكلب
أضحى بمعترك المنايا لاهيا
فكأن معترك المنايا ملعب
ضاقت مذاهبه عليه فما له
إلا إلى حرم بطيبة مهرب
متقطع الأسباب من أعماله
لكنه برجائه متسبب
وقفت بجاه المصطفى آماله
فكأنه بذنوبه يتقرب
وبدا له أن الوقوف ببابه
باب لغفران الذنوب مجرب
صلى عليه الله إن مطامعي
في جوده قد غار منها أشعب
لم لا يغار وقد رآني دونه
أدركت من خير الورى ما أطلب
ماذا أخاف إذا وقفت ببابه
وصحائفي سود ورأسي أشيب
والمصطفى الماحي الذي يمحو الذي
يحصي الرقيب على المسيء ويكتب
بشر سعيد في النفوس معظم
مقداره وإلى القلوب محبب
رحم الله شاعر المدائح النبوية وصاحب قصيدة (نهج البردة) المرحوم شرف الدين البوصيري على هذه الأبيات اللطيفة في الإستشفاع بالحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله – وقد قرأناها لكم أيها الأعزاء من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران في لقاء من برنامج (من القلب)، تقبلوا منا خالص التحيات والدعوات ودمتم بألف خير.