السيدة زهراء احسن هي في الأصل رومانية الجنسية قدمت مع زوجها الى ايران للدراسة في كلية طب الاسنان في جامعة طهران.
هذه السيدة ليست شخصية مشهورة وليست كاتبة معروفة، غير انها انسانة ولدت في ظل حكومة شيوعية وغير دينية فكانت في فترة من الزمن نائية عن فطرتها البشرية، ومع هذا فبلطف الباري تعالى وبذهن باحث عن الحقيقة وقلب مفعم بالأحاسيس اهتدت الى الاسلام وتنور وجودها بنور الحقيقة الأسلامية الخالد. وهي يمكن ان تكون نموذجاً لشباب مزق خيوط المادية المقيتة حتى بدأ خطاه على الدرب الموصل الى الحق.
تقول السيدة الرومانية زهراء احسن في بداية عقد التسعينات وتحديداً في عام الف وتسعمائة واثنين وتسعين ميلادي تشرفت باعتناق الدين الاسلامي الحنيف، واعتناق اي دين كان ليس بالأمر العسير بيد ان الحفاظ على ذلك الدين كذلك ليس بالامر الهين واليسير.
لقد ولدت في بلد كان يتبنى الفكر الشيوعيّ وفي اسرة تعيش بعيداً عن الدين، كبرت وترعرعت، ولما بلغت الثانية عشر من العمر شعرت وكأن ضغطاً يهيمن بقوة على نفسي وروحي، في تلك الأثناء شدتني رغبة لمعرفة الله تعالى لكنّ لم اجد من يعينني على ذلك.
لقد جالت في تلك الفترة المبكرة من حياتي في ذهني، العديد من الأسئلة والاستفسارات ولم اعثر لها على اجوبة لا في الفكر المادي الذي كان شائعاً في مجتمعنا ولا في الدين المسيحي الذي كان اقرب الأديان الى بيئتنا الشرق اوروبية.
ومن هنا يممت وجهي صوب مختلف الكتب فرحت اطالعها، وشيئاً فشيئاً كبرت وتزامناً مع كبر سني تولدت في كياني رغبة لدراسة الأديان الشرقية، لقد طالعت العديد من الأديان السائدة في الهند فلم اجد فيها ضالتي، ولم تزل ما شوّب نفسي من شوائب الكآبة، واستمرت مطالعتي في مجال الأديان حتى حان وقت دخولي الجامعة، وفي الجامعة تعرفت على طلاب وطالبات مسلمات، لقد رأيت ان بوابة دنيا جديدة تفتح امامي وبرحابة صدر اعتنقت الاسلام وبعد أن اصبحت مسلمة اقترنت بشاب هندي الجنسية من مقاطعة كشمير.
لقد عارضت اسرتي اسلامي وكنت على علم انها سوف لن توافق على دخولي الاسلام، ومن هنا كان اسلامي من دون استشارة اسرتي ومن دون الاستئذان منها. وفي بداية اسلامي واجهت الكثير من المشاكل حتى ان ابي وامي كانا يتعاملان بخشونة وقساوة معي.
ولابدّ لي ان اقول هنا انه لا مكان للعلاقة العاطفية بين الوالدين والأبناء في اطار الثقافة الشيوعية الالحادية، العلاقات بين اسرتي وبيني كانت مقطوعة حتى ولدت ابنتي عندها عادت المياه الى مجاريها.
من ناحيتي وامتثالاً لأحكام الشريعية الاسلامية لم اقطع وشائج الاتصال مع ابي وامي، الا إنّ والديّ لم يكونا راضيين عن اسلامي فهما كانا يعتقدان انني وباسلامي اصبحت شقية وانسانة متأخرة، مع كلّ هذا لم اتخلّ عما حصلت عليه وهو الاسلام وقاومت كل المغريات لاني وجدت استقلالي الروحي في ظلال الاسلام الوارفة.
كنت على الدوام اشعر بأن شيئاً ما يهز كياني وان هاتفاً ما يهتف في اعماق نفسي، لعله الضمير الانساني الحي الذي دعاني الى ركوب سفينة النجاة.
كنت اشعر وكأني اكثر من شخص وعندما كنت احدث الآخرين عن هذا في فترة الشباب كانوا يسخرون مني، ويقولون انني جننت، اما انا فلم التفت لهكذا كلام فارغ، وجداني كان ومازال دافعي في كلّ عمل اقوم به، حيث كنت ارى انني منهزمة اذا لم البّ داعي الوجدان.
وتقول السيدة زهراء احسن، انني احمد لله تعالى ان هداني الى الاسلام، وقد ولدت لي ابنة في منتصف شهر رمضان المبارك من احدى السنين وتيمناً بالذكرى التي تصادف ذلك اليوم سميتها زينب، هذا الاسم يذكرني على الدوام بالاسلام وباهل البيت عليهم السلام ولا سيما الحوراء زينب وهي اخت الامامين الحسن والحسين عليهما السلام.
وتضيف السيدة زهراء احسن عندما كنت في التاسعة من العمر شاهدت لأول مرة صورة الامام الخميني رضوان الله عليه على شاشة التلفزيون. كانت جدتي تقول إن الامام الخميني يصنع بيديه المعجزات، والحقيقة ان قلبي متشرب بحب الامام، فمن لا يعرف الامام لا يعرف الحياة.
انا وزوجي اخترنا ايران مكاناً للسكن، ومن وجهة نظري فان ايران افضل بلد تنمو فيه الروح وتورق فيه المعنويات ولا شك إن الحياة ليست كلها ماديات اذ على الانسان ان يذلل صعاب الحياة مهما تزايدت وانني افعل هذا والحمد لله الذي هداني للاسلام الذي اشعر بين جنباته انني ولدت من جديد.