نص الحديث
قال النبي (صلى اله عليه وآله): مثل اهل بيتي فيكم، كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا.
دلالة الحديث
هذا الحديث لا نحسب ان احداً لم يسمعه، ولكن النكتة هي: انه يمر على الاذهان عابراً، دون ان يصحبه تفكير دقيق في مضمونه، واهمية هذا الحديث تتمثل في كونه قد انتخب سفينة نوح (عليه السلام) في نجاة الراكب، وليس مطلق السفن، اي: ان اية سفينة حمل ركابها وتنقذهم من الغرق، لذلك فان الراكب في اية سفينة يسلم من الغرق، ولكن النكتة هنا ليس في مطلق السفن، بل في سفينة خاصة هي سفينة نوح (عليه السلام) لا غيرها، لذلك نتساءل: ما هو السر الكامن وراء الاشارة الى سفينة نوح دون غيرها؟
بلاغة الحديث
ان بلاغة هذا الحديث النبوي تتمثل في جملة خصائص، اولها: ان سفينة نوح لها خصوصيات لا توجد في غيرها، انها سفينة خاصة حملت عدداً قليلاً لا يتجاوز الثمانين شخصاً قبالة الآلاف الذين غرقوا ولم يركبوا السفينة. ترى ماذا يعني هذا؟ او ما هي نكتة ذلك؟
الجواب: ان وجود ثمانين شخصية قبالة الآلاف يعني: ان غالبية الناس لا ايمان لهم، لا عقائد صائبة لديهم، انهم يأخذون معرفتهم، ومبادئ عقائدهم من مصادر غير اهل البيت عليهم السلام، ولذلك فانهم ضالون لا ينجون من المسؤولية، وهم على العكس من المنتسبين لمذهب اهل البيت (عليهم السلام) حيث انهم ناجون ـ وهم قلة ـ بالقياس الى غيرهم ومن هنا جاءت القلة المؤمنة بمذهب اهل البيت (عليهم السلام) متجانسة مع القلة التي ركبت في سفينة نوح (عليه السلام)، وكفى فخراً، وعاقبة، لهذا التوفيق الذي غمر المنتسبين لمذهب اهل البيت (عليهم السلام).