وجاء في المقال: من الآن فصاعدا، ستسيّر الشرطة العسكرية الروسية دوريات على الحدود السورية التركية من جهة سوريا. سوف يساعد ذلك، خلال الـ 150 ساعة القادمة، على انسحاب وحدات الدفاع الذاتي الكردية مع أسلحتهم.
وهكذا، تكون موسكو قد وضعت حداً لعملية "نبع السلام" التركية، ما يساعد في تسوية الوضع المحتدم على الحدود. إلى ذلك، فبدءا من اليوم، الـ 23 من أكتوبر، ستبدأ روسيا وتركيا في تسيير دوريات مشتركة في المنطقة الواقعة غربي وشرقي منطقة عمليات أنقرة. ذلك ما جاء في المذكرة التاريخية التي تم التوصل إليها في سوتشي خلال محادثات استمرت أكثر من ست ساعات بين زعيمي روسيا وتركيا.
التطبيع السريع للوضع في سوريا، بالنسبة إلى روسيا، أمر مهم بشكل خاص، ذلك أن التصعيد في منطقة غير بعيدة عن حدود الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، كما يرى نائب رئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدولية، أندريه كليموف. فقال لـ "إزفستيا"، إن أي صراع ساخن وواسع النطاق في هذه المنطقة يشكل تهديدًا لكل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. وأن ذلك قد يكون سببا للتقلب غير المتوقع في أسعار النفط، وهو ما يعتمد عليه العديد من قطاعات الاقتصاد الروسي.
أما الباحث السياسي التركي كريم هاس فيرى أن روسيا، في الوقت الحالي، يمكن أن تصبح وسيطا في العلاقات بين أنقرة ودمشق. فبعد الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من سوريا، ستبقى تركيا بحكم الأمر الواقع الضيف الوحيد غير المدعو في الجمهورية العربية السورية.
وموسكو الآن، قادرة على تقديم ضمانات ملموسة بأن التشكيلات الكردية لن تشكل تهديدا لتركيا. إلا أن مثل هذا التحالف، بالطبع، لن يرضي الخصم الرئيس للتوافق، أي واشنطن. والأهم من ذلك، يمكن لموسكو وأنقرة إيجاد حلول لتسوية سلمية للنزاع السوري دون مشاركة الولايات المتحدة.
ووفقا لـ هاس، ينبغي عدم توقع ردة فعل حادة من سيد المكتب البيضاوي على الاتفاق بين روسيا وتركيا. فلديه الآن مهام أخرى. أمام عينيه حل مسائل سياسية داخلية، إحداها على علاقة بعزله.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة