البث المباشر

مسيرة الانتشار الثقافي في زمن السلاجقة

الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 10:03 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – فجر الإنتصار : الحلقة : 13

 

حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم واهلاً بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج.
اعزاءنا، في حلقات البرنامج الماضية تابعنا مسيرة الأنتشار الثقافي من ايران الي مناطق العالم المختلفة وكنا قد وصلنا خلال هذه المتابعة الي زمن حكم الغزنويين. الذين تمكن السلاجقة من الأطاحة بهم والأمساك بزمام الحكم في ايران بعد خلع السلطان محمود الغزنوي عن العرش.
وتحدثنا كذلك بمشاهير في الفترتين المذكورتين من امثال ابي ريحان البيروني عالم الفلك والرياضيات والخواجه نظام الملك مؤسس المدارس النظامية الشهيرة في العالم الأسلامي وجلال الدين المولوي الشاعر والعارف ذائع الصيت صاحب كتاب ديوان المثنوي المعنوي.
ومن الملفت ان نشير هنا الي ان السلاجقة لم يغيروا من الأنظمة الأدارية السابقة في ايران شيئاً واضافة الي ذلك ابقوا اصحاب المناصب من الأيرانيين في مناصبهم لتوفر الكفاءة والقدرة لديهم.
والحقيقة ان السلاجقة الذين كانوا يعيشون الحياة القبلية ويتهنون الغزو والسلب قد ابنهروا قبال الثقافة الأيرانية الثرة ومالوا اليها كثيراً.
ان هناك طائفة اخري من السلاجقة. عرفوا بالسلاجقة الروم وقد حكموا في اسيا الصغري واستمر حكمهم حتي قيام الدولة العثمانية.
هؤلاء السلاجقة تأثروا ايضاً بالثقافة الأيرانية واتخذوا اللغة الفارسية لغة رسمية لهم وتسموا باسماء ايرانية مثل اسم علاء الدين وكان اسم احد سلاطينهم وهو علاء الدين كيقباد.
ومنذ القرن الخامس الهجري اخذت الحكومات الأيرانية بالزوال واحدة تلو الأخري.
لكن زوال تلك الأنظمة لم يفقد الأيرانيين ثقافتهم وحضارتهم العريقة والأصيلة بل استمر المد الثقافي الأيراني رافداً البشرية بالعطاء والأنجازات.
وخلال عدة قرون، تتابع المد الثقافي الأيراني ليشمل العالم المتمدن في ذلك الوقت من شرقه وغربه بفضل ما كان لدي الأيرانيين من كفاءات علمية وثقافية وفكرية.
ومن الجدير بالأشارة هنا الي ان دولاً عديدة في عالم ذلك الزمان عاشت في افياء الحضارة والثقافة الأيرانية مثل دولة السلاجقة الروم التي مر ذكرها وحكومة المغول في الهند ودولة المماليك في مصر.
وانصهر السلاجقة الروم في بودقة الثقافة الأيرانية حتي انهم جعلوا شعار دولتهم الشعار الأيراني القديم [ شعار الأسد والشمس او ما يعرف في الفارسية بأسم شير و خوشيد] لازال برنامج [ مشاهير الفكر الأيراني. منار للبشرية آت اليكم من اذاعة طهران- صوت الجمهورية الأسلامية في ايران. من بعد فاصل الحديث نواصل.
نعم/ حضرات المستمعين/ ان اللغة الفارسية وآدابها اصبحت لغة رسمية في منطقة شاسعة من العالم انذاك امتدت من الهند حتي آسيا الصغري واصبحت اللغة الفارسية لغة بلاغات السلاطين والملوك من غير الأيرانيين ولغة التخاطب في العلاقات الدولية
وهذا التغلغل الثقافي والأدبي المسالم لا المعادي لم يكن له مثيل في تاريخ ايران المعروف بأنه تاريخ طويل حافل بالمنجزات والمكتسبات العلمية والثقافية والفنية الرائعة.
اجل ان التاريخ القديم لأيران شهد انتقالاً واسعاً للثقافة الأيرانية الي اجزاء مختلفة في العالم في عهد الدولة الأخمينية وعصر الدولة الأشكانية وزمن الدولة الساسانية لكن لم يرق ذلك الأنتشار الثقافي في العصور الخوالي الي مرتبة الأنتشار الثقافي في قرون ما بعد الأسلام.
وفي اشارة تاريخية نقول ان الدولة الأخمينية قامت في ايران قبل الميلاد ومن بعد تلك الدولة قامت الدولة الأشكانية والساسانية والأخيرة هي التي سقطت علي ايدي المسلمين الفاتحين في القرن السابع الميلادي.
ان آخر ما نريد ان نقوله في هذه الحلقة هو ان الثقافة الأيرانية لم تنتشر في العالم بقوة السيف والسلاح. بل طارت في دنيا العالم المتمدن علي اجنحة السلام وما هذا الا بفضل اصالة الثقافة الأيرانية من جهة وبفضل النخب الثقافية الذين انجبتهم ايران طوال القرون والأعصار.
حضرات المستمعين الأفاضل هكذا انتهت حلقة اخري من برنامج/ مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية/
شكراً لكم علي حسن المتابعة حتي اللقاء التالي. نتمني لكم اطيب الأماني. دمتم سالمين والسلام خير ختام

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة