حضرات المستمعين الأكارم السلام عليكم، واهلاً بكم في الحلقة الثالثة من هذا البرنامج الجديد الذي اعددناه للتعريف بمشاهير الفكر الأيراني الذين تتواجد مدافهم خارج ايران.
اعزاءنا، ان مشاهير عالم الفكر في ايران كثيرون وقد اتحف الفكر الأيراني البشرية في كل زمن بشخصيات لامعة ذات انجازات رائعة وهذه الشخصيات تشكل جزءاً مهماً من التراث الثقافي الأيراني انه تراث ثر ارتأينا التعريف به قبل ان يكون لنا موعد خلال قادم الحلقات مع مشاهير المفكرين من ايران حينما نفتح نوافذ التاريخ ونطل منها علي حياتهم الرحبة.
اعزاءنا، ان الحضارة الأيرانية لم تحدها الحدود الجغرافية لأيران، بل لقد انسابت اشعاعاتها الي بلدان اخري وكما كان الفكر الأيراني مشعاً خلال الزمن كان مشعاً علي امتداد المكان.
ويذكر لنا التاريخ ان قديم الأمبراطوريات في ايران مثل الأمبراطورية الأخمينية امتد نفوذها السياسي الي خارج حدود ايوان وتزامناً مع ذلك الأمتداد السياسي كان الأمتداد الثقافي والفكري ان الأيرانيين لم يحملوا رسالة الحرب لشعوب العالم، انهم حملوا رسالة السلام والمحبة والوئام في حياتها كانت نفائس الفكر الأنساني الأصيل، فكر مصدره حضارة وضاءة تربع علي اريكة الثقافة العالمية بكل فخر واعتزاز.
وتشير الوثائق التاريخية الي ان الأخمينين حكموا ۲۲۰ عاماً. اما الأشكانيون فقد حكموا ٤۷٦ عاماً وامتد عمر الدولة الساسانية في ايران الي ٤۲۸ عام وكانت نهايتها بداية دخول الأسلام ايران في القرن السابع الميلادي.
علي ان لايران علي امتداد تاريخها خزانة ثقافية ميئة ما جادت به حضارة راقية رفعت اعلامها في سماء المجد والعظمة الأنسانية.
ويذعن المفكرون والباحثون والمؤرخون الي هذه الحقيقة وهي ان الثقافة الأيرانية ثقافة ثرة واصيلة لا يستوفي [ يعطي] حقها حتي في كثير من المؤلفات.
وثمة نقطة نثير اليها هنا وهي واضحة في التاريخ وهي التواصل الثقافي بين الحضارة الأيرانية والحضارات الأخري في العالم.
اجل ان ايران كانت جسر الأرتباط الثقافي ما بين الشرق والغرب والشمال والجنوب. لم روابطها الثقافية مع امم العالم، بل علي العكس تقوت وتعززت من يوم لآخر.
ومن بعد دخول الأسلام ايران اقام الأيرانيون امبراطورية ثقافية بدلاً من الأمبراطورية السياسية امتدت من ابواب الصين حتي سواحل البحر الأبيض المتوسط ومن حدود شبه القارة الهندية حتي حدود روسيا.
وتألقت في تلك الأرجاء افضل منجزات الفكر الأيراني التي راحت كمصابيح وضاءة تنير اخياء الحياة الأنسانية.
// فاصل//
ومن خصائص الأيرانيين السير في اقاليم الأرض والتجوال في ارجاء الدنيا. لم يكن هذا التجوال تجوال استحمام وسياحة بل كان تجوالاً للفكر والثقافة.
ولعل هذا المعني اومأ اليه الشاعر الطغراني الذي قال
لو كان في شرف المأوي بلوغ فني
لم تبرح الشمس يوماً دارة الأسد
وكانت حدود ايران القديمة تمتد من جنوب سيبريا حتي بلاد الرافدين ومن اسيا الصغري حتي الهند وحدود الصين.
ومنذ فجر التاريخ حتي القرن الثامن عشر الميلادي كان الفكر الأيراني يرفرف باجنحته البيضاء في سماء رقعة واسعة من الأرض يرفدها بالخير والعطاء.
ويقول لنا التاريخ ان الأيرانيين الذين ينحدرون من العنصر الأري كانوا في اواخر الألنية الثانية قبل الميلاد قد هاجروا من موطنهم الأصلي في اقصي شمال آسيا الوسطي، هاجروا تدريجاً الي اراضي حارة المناخ وقد دخلوا الهضية الأيرانية من شمال شرق بحر الخزر [ بحر قزوين] وغربه.
اعزاءنا، قد يسأل البعض ويقول وما سبب هذه الهجرة؟
وللأجابة عن هذا السؤال نقول نحن ان الهجرة هي احدي الطرق التي يتبعها الحي للتأليف مع ظروف البيئة والكاتن الحي الذي يعجز عن الهجرة يكون مصيره الأنقراض. هذا ما يوضحه علم البيولوجيا.
لكن لنري ما يقوله التاريخ بشأن هجرة الأريين الي ايران. اجل في رأي عالم الأثار الفرنسي رومن گيرشمن← ((Roman Ghirshman فأن هجرة الأريين لم تكن طوعية بل ان العوامل المناخية مثل البرودة الشديدة ومضايقات من بعض الأقوام دفعت الأريين الي الهجرة من المناطق الشمالية الباردة الي المناطق الجنوبية الأقل برودة.
ووصل الأريون في البداية الي سغديانا: وهي سمرقند وبخارا و
مرغيانا: وهي مرو
ومن سمرقند وبخارا ومرو تحركوا صوب بلخ وخراسان بعد ايذاء الجراد وبعض القبائل لهم ثم انتشروا في انحاء ايران المختلفة.
حضرات المستمعين الأفاضل سنواصل الحديث بتكون نواة الفكر الأيراني عبر التاريخ وذلك في الحلقة القادمة.
ونشكركم علي حسن متابعتكم هذه الحلقة من برنامج مشاهير الفكر الأيراني.. منار للبشرية من اذاعة طهران- صوت الجمهورية الأسلامية في ايران.
الي اللقاء والسلام خير ختام.