بسم الله الرحمن الرحيم، مستمعينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله، نرحب بحضراتكم أطيب ترحيب في لقاءنا هذا من الاخلاق العلوية، ولنا فيه شذراتٌ من أخلاق امير المؤمنين علي (ع) كقدوة لأخلاق المحاربين النزهاء، نرجوا تواصلكم معنا مشكورين بعد لحظات.
مستمعينا الكرام، نذكر لكم من اخلاق الامام علي (عليه السلام) كقدوة لأخلاق المحاربين، الرواية التالية التي نقلها المسعودي في كتابه (مروج الذهب):
انه امر عليٌ (عليه السلام) جيشه في حرب الجمل ان يصافوهم ولا يبدأوهم بقتال، ولا يرموهم بسهم، ولا يضربوهم، ولا يطعنوهم برمح، حتى جاء عبد الله بن بديل بن ورقاء من الميمنة بأخ له مقتول، وجاء قومٌ من المسيرة برجل قد رمي بسهم فقتل.
فقال علي (عليه السلام): "اللهمّ اشهد" .
وتواتر عليه الرمي فقام عمّار بن ياسر فقال: ماذا تنتظر يا أمير المؤمنين؟ فقام عليٌ (عليه السلام) فقال: "أيها الناس، اذا هزمتموهم فلا تجهزوا على جريح، ولا تقتلوا أسيرا، ولا تتبعوا مولّيا، ولا تهتكوا سترا، ولا تمثلوا بقتيل، ولا تقربوا أموالهم إلاّ ما لا تجدونه في عسكرهم من سلاح او كراع" .
نعم هكذا هي اخلاقٌ علي (ع) كمحارب.
مظاهر الاخلاق النبيلة –مستمعينا الكرام- تتجلّى في الامام علي (ع) في مختلف نواحي الحياة والتي من جملتها مع اعدائه.
يذكر ابن ابي الحديد في نهج البلاغة، أنه عندما اخذ مروان بن الحكم اسيراً يوم الجمل، فاستشفع الحسن والحسين عليهما السلام الى امير المؤمنين، فكلّماه فيه، فخلّى عليٌ (عليه السلام) سبيله.
رغم انه (ع) كان يعرفه جيدا، فعندما قالا عليهما السلام لأبيهما بعد ذلك: يبايعك يا أمير المؤمنين؟ قال (عليه السلام) لهما:
"أو لم يبايعني بعد قتل عثمان؟ لا حاجة لي في بيعته، إنها كفٌّ يهودية، لو بايعني بكفه لغدر بسبّته."
نعم، لكنه (عليه السلام) رغم ذلك خلّى سبيله. هكذا هو قدوة المحاربين النبلاء.
ايها الافاضل المستمعون، هذا ما يسمح به وقت لقاءنا هذا من الأخلاق العلوية، نشكر رفقتكم والسلام عليكم.