بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته، على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نحبب فيها الى نفوسنا معالي الأخلاق التي ارتضاها الله لعباده الصالحين، وذلك من خلال التدبر في الأحاديث الشريفة المرغبة فيها.
في هذا اللقاء نستنير بطائفة أخرى من النصوص الشريفة التي تحث على التحلي بخلق (حسن النية) ومن مصاديقه أن تكون نية المؤمن في السعي لمطابقة أعماله لما أراده الله عزوجل منه وبالكيفية التي بلغها عنه تبارك وتعالى النبي الاكرم –صلى الله عليه وآله- وأئمة عترته الحافظين لسنته، روي في كتاب المحاسن والكافي وغيرهما ان الامام الصادق جعفر بن محمد الباقر –عليهما السلام- سئل عن العبادة فقال:
"حسن النية بالطاعة من الوجه الذي يطاع منه، وفي حد آخر قال: حسن النية بالطاعة من الوجه الذي أمر به".
أيها الأفاضل، وقد عقد الحر العاملي –رحمه الله- في الجزء الأول من كتاب (وسائل الشيعة) باباً تحت عنوان (إستحباب نية الخير والعزم عليه) جميع فيه من المصادر المعتبرة طائفة من الأحاديث الشريفة التي تحث على هذا الخلق.
منها ما يبشرنا بأن التحلي بخلق حسن النية سببٌ لإستقواء البدن على فعل الخير، فقد روي في كتاب أمالي الصدوق عن الإمام الصادق –عليه السلام- قال:
"ما ضعف بدن عما قويت عليه النية".
كما أن هذا الخلق الجميل هو من وسائل الدخول في الجنة، روي في كتاب أمالي الطوسي عن مولانا الإمام أمير المؤمنين –عليه السلام- قال:
"ان الله بكرمه وفضله يدخل العبد بصدق النية والسريرة الصالحة الجنة".
ومن بركات التحلي بخلق حسن النية وطلب فعل الخير أن الله عزوجل يضفي على صاحبها صبغتها الطيبة، فقد روي في الكافي عن رسول الله الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"من أسر سريرة –أي نوى نية- رداه الله رداها- أي ألبسه- إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً".
كما أن من بركات التحلي بهذا الخلق الفوز بثواب عمل الخير الذي نواه المؤمن وإن مانعه عنه مانعٌ، روي في كتاب (علل الشرائع) عن إمامنا الصادق –عليه السلام- قال:
"ان العبد لينوي من نهاره ان يصلي بالليل –يعني النافلة- فتغلبه عينه فينام، فيثبت الله له صلاته ويكتب نفسه تسبيحاً ويجعل نومه عليه صدقة".
ولذلك جاء في الأحاديث الشريفة أن نية الخير التي يضمرها المؤمن الصادق أفضل من عمله لأنها سبب للفوز بثواب ما لا يستطيع فعله من أعمال الخير، والى هذا المعنى يشير مولانا الإمام الباقر –صلوات الله عليه- في المروي عنه في كتاب علل الشرائع أنه كان يقول أي كان يكرر هذا القول:
"نية المؤمن أفضل من عمله وذلك لأنه ينوي من الخير ما لا يدركه، ونية الكافر شرٌ من عمله وذلك لأن الكافر ينوي من الشر ويأمل من الشر ما لا يدركه"
وروي أيضاً في علل الشرائع أن أحد أصحاب الامام الصادق قال له:
إني سمعتك تقول: نية المؤمن خيرٌ من عمله، فكيف تكون النية خيراً من العمل؟ فاجاب –عليه السلام- قائلاً:
"لأن العمل ربما كان رياءً للمخلوقين، والنية خالصة لرب العالمين، فيعطي الله على النية ما لا يعطي على العمل".
وختاماً تقبلوا منا أيها الاكارم جزيل الشكر على كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق... دمتم بألف خير.