بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم أيها الأحبة ورحمة منه وبركات، لكم منا أطيب تحية نهديها لكم ونحن نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نعطر فيها أرواحنا بطيب طائفة من الأحاديث الشريفة التي تحبب الى نفوسنا خلقاً أخر من معالي الأخلاق التي يحبها الله لعباده، وهو خلق حسن النية وطلب مرضاة الله في كل عمل نقوم به.
ومن مصاديقه البارزة أن يسعى المؤمن لأن تكون كل أعماله مطابقة للسنة النبوية النقية التي عرفنا بها أئمة العترة المحمدية الطاهرة، وهذا هو المشار اليه بتعبير (إصابة السنة) في الحديث المروي في كتاب الكافي عن الوصي المرتضى عن أخيه النبي المصطفى –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"لا قول إلا بعمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولانية إلا بأصابة السنة".
أيها الأكارم وبالتحلي بحسن النية وصدقها في إبتغاء مرضاة الله على وفق ما جاءت به السنة الصحيحة لرسول الله –صلى الله عليه وآله- تكون هذه النية الصالحة خيراً من العمل الصالح نفسه كما يبشرنا بذلك الحبيب المصطفى في المروي عنه في كتاب المحاسن أنه قال:
"نية المؤمن خيرٌ من عمله، ونية الكافر شرٌ من عمله، وكل عامل يعمل على نيته". أي أن عمله يكون صالحاً ليس بصلاح ظاهره بل بصلاح النية وحسنها وصدقها في إبتغاء مرضاة الله.
ومن بركات التحلي بحسن النية وطلب الخير للعباد ومرضاة ربهم في الأعمال زيادة الرزق فهذا الخلق من أسباب توسعته؛ فقد روي في كتاب (الخصال) وغيره عن مولانا الإمام جعفر الصادق –عليه السلام- قال:
"من صدق لسانه زكى عمله، ومن حسنت نيته زاد الله في رزقه ومن حسن بره بأهله زاد الله في عمره".
أيها الاكارم، ومن بركات التحلي بخلق حسن النية وطلب الخير، النجاة من الغفلة حتى لو لم يوفق الانسان للعمل الصالح الذي نوى فعله، فقد روي في أمالي الطوسي في وصية نبي الرحمة لأبي ذر –رضوان الله عليه- أنه –صلى الله عليه وآله- قال:
"يا أباذر، هم بالحسنة وان لم تعملها لكي لا تكتب من الغافلين"
وفي حديث أخر يبشرنا السراج المنير –صلى الله عليه وآله- بأن الله عزوجل لا يدع أمنية خير لعبده إلا ويحققها له، فقد روي عنه في كتاب الخصال أنه قال:
"من تمنى شيئاً وهو لله رضا لم يخرج من الدنيا حتى يعطاه".
كما أن من بركات التحلي بهذا الخلق الحصول على أجره حتى إذا فات المرء عمل الخير الذي نواه وأحبه، فقد روي في كتاب (بصائر الدرجات) عن علي بن أبي حمزة قال ضمن حديث:
"قال لي ابوالحسن موسى الكاظم –عليه السلام-: رحم الله فلانا- يعني أحد أصحابه-، يا علي لم تشهد جنازته؟، قلت: لا ، قد كنت أحب أن أشهد جنازه مثله، فقال –عليه السلام-: قد كتب لك ثواب ذلك بما نويت".
وختاماً نسأل الله الواسع الكريم لنا ولكم مستمعينا الأطائب حب الصالحين وحب الإقتداء بهم في نياتهم وأفعالهم إنه سميع مجيب.
شكر لكم على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق، دمتم بكل خير.