بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الاعزة ورحمة الله وبركاته... اطيب تحية نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم نقضي فيه دقائق مع النصوص الشريفة التي تهدينا وترغبنا في معالي الأخلاق التي يحبها الله عزوجل ويتيب عليها المتحلين بها.
ومن هذا الاخلاق خلق الاحتياط بما يعنيه من إتخاذ المواقف على أساس العلم والبصيرة وليس على اساس الظنون والعجلة وترك الشبهات خشية من الوقوع في المحرمات.... وهذا مما رغبت فيه كثير من النصوص الشريفة نستنير ببعضها فتابعونا مشكورين:
ايها الافاضل، من الآيات الكريمة التي هدتنا الى الاحتياط بالمعنى المتقدم هي الآية الكريمة الثانية عشرة من سورة الحجرات حيث قال فيها الله أصدق القائلين:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ"
واضحٌ من هذه الآية الكريمة اولاً ان الاحتياط من مصاديق التقوى، وان من مصاديق الاحتياط ترك كثيراً من الظن لأن في بعض الظن اثماً، اي ان على المؤمن ان يجتنب كثيراً من الظن احتياطاً من الوقوع في بعضه الذي يوقعه في الاثم والمعصية.
ايها الاخوة والاخوات، ومن مصاديق الاحتياط في الدين التوقف عند الشبهات اي الامور التي يفتقد الانسان اليقين بصحتها ففي التوقف نجاه من الهلكة كما يهدينا لذلك مولانا الامام الصادق –عليه السلام- في الحديث المروي عنه في كتاب المحاسن أنه قال:
"الوقوف عند الشبهة خيرٌ من الاقتحام في الهلكة".
وفي الكتاب نفسه عن مولانا الامام الباقر – سلام الله عليه- قال:
"لو أن العباد اذا جهلوا وقفوا لم يجحدوا ولم يكفروا".
كما ان من مصاديق التحلي بهذا الخلق ما هدانا اليه حبيبنا المصطفى المختار صلى الله عليه وآله الاطهار حيث قال:
"من عمل على غير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح".
ايها الاكارم، ومن مصاديق التحلي بخلق الاحتياط هو التاني في اتخاذ المواقف وعدم الاستعجال بالعجلة المذمومة. فقد روي في كتاب المحاسن مسنداً عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال:
"انما أهلك الناس العجلة ولو ان الناس تثبتوا لم يهلك أحدٌ"
وفي الكتاب نفسه حديث نبويٌ يشير فيه أن عدم التخلق بخلق الاحتياط هو من مصاديق الخضوع لوساوس الشيطان، فقد روي عن المبعوث رحمة للعالمين أنه –صلى الله عليه وآله- قال:
"الاناة من الله والعجلة من الشيطان".
كما أن من مصاديق التخلق بخلق الاحتياط هو الرجوع الى من جعلهم الله عزوجل منابع لمعرفة الحق، اي القرآن الكريم وهو الذكر الحكيم واهل بيت النبوة وهم اهل الذكر، فقد روي في كتاب المحاسن عن إمامنا الصادق –عليه السلام- أنه قال:
"من لم يعرف الحق من القرآن لم يتنكب الفتن"، وقال –صلوات الله عليه- ايضاً:
"لا يسعكم فيما نزل بكم مما لا تعلمون الا الكف عنه والتثبت فيه والرد الى أئمة المسلمين حتى يعرفونكم فيه الحق ويحملونكم على القصد، [كما] قال الله تعالى "فإسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون". "
نشكر لكم أيها الاطائب طيب الاصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق دمتم في اطيب الاوقات وفي امان الله.