البث المباشر

انصاف الناس من النفس

الأحد 6 أكتوبر 2019 - 08:50 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- معالي الاخلاق: الحلقة 134

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم ايها الاكارم ورحمة منه وبركات، خلق (إنصاف الناس من النفس) هو الخلق الكريم الذي نتناوله بعون الله في لقاء اليوم، ومعناه ان يتعامل الانسان بالعدل والانصاف ولا يسمح لرغباته النفسية ان تبعده عن ذلك.
وهذا من اسمى الاخلاق التي امر بها القرآن الكريم واعتبرها من علامات التقوى، قال تبارك وتعالى في الآية الثامنة من سورة المائدة:
"يا ايها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجر منكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون".
وقد ذكر المفسرون ان آية سورة المائدة هذه نزلت في الامر برعاية العدل والانصاف في التعامل مع الكافرين، فالتحلي بهذا الخلق وصية الهية في التعامل مع الناس جميعاً.
ايها الاكارم، ولعظيم بركات خلق (انصاف الناس من النفس) فقد عده الهادي المختار صلى الله عليه وآله الاطهار سيد الاعمال، حيث قال في الحديث المروي عنه في كتاب الكافي لثقة الاسلام الكليني:
"سيد الأعمال انصاف الناس من نفسك ومواساة الاخ في الله وذكر الله على كل حال".
ولذلك فهذا الخلق الكريم من اسباب فوز الانسان بكرامة الله عزوجل وقربه، كما يشير لذلك مولانا الامام الصادق –عليه السلام- في الحديث المروي عنه في كتاب الامالي للشيخ الصدوق، حيث قال:
"ثلاثة هم أقرب الخلق الى الله يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب:
رجل لم تدعه قدرة في حال غضبه ان يحيف على من تحت يده، ورجلٌ مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعرة، ورجلٌ قال الحق فيما له وفيما عليه
"
كما أن التحلي بهذا الخلق الكريم سبب لإعزاز الله عزوجل للمتحلي به، فهو من مصاديق التواضع لله، قال امير المؤمنين –عليه السلام- كما في الكافي:
"ألا إنه من ينصف الناس من نفسه لم يزده الله إلا عزاً".
والتحلي بخلق انصاف الناس من النفس هو علامات صدق الايمان، فقد روي كتابي الكافي والخصال عن الصادق الامين –صلى الله عليه وآله- انه قال (من واسى الفقير [في ماله] وانصف الناس من نفسه فهو المؤمن حقاً" كما ان من بركاته سعة الرزق والفوز برضا الله عزوجل بل ورضي الناس به حكماً، قال امامنا جعفر الصادق –عليه السلام- كما في كتاب (المحاسن):
"ما ناصح الله عبد في نفسه فأعطى الحق منها واخذ الحق لها إلا أعطي خصلتين: رزقاً من الله يسعه ورضىً عن الله يغنيه"
وقال –عليه السلام- ايضاً كما في الكافي: (من انصف الناس من نفسه رضي به حكماً لغيره"
ومن بركات هذا الخلق النبيل الفوز بأعلى درجات الجنان وهي جنة الله كما يشير لذلك مولانا الامام محمد الباقر –عليه السلام- حيث قال كما في الكافي:
"ان لله جنة لا يدخلها إلا ثلاثة أحدهم من حكم في نفسه بالحق"
وفي امالي الطوسي عن الصادق –عليه السلام- قال:
"من اراد ان يسكنه الله جنته فليحسن خلقه وليعط النصفة من نفسه وليرحم اليتيم وليعن الضعيف وليتواضع لله الذي خلقه"..
وختاماً نشكر لكم ايها الاكارم كرم الاستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق دمتم بالف خير وفي امان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة