بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأفاضل ورحمة الله وبركاته، معكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نستنير فيها بطائفة من النصوص الشريفة المبينة لفضيلة وبركات أحد معالي الأخلاق التي يحبها الله عزوجل وهو خلق (التراحم).
وهذا الخلق الكريم من أخلاق المحمديين المقتدين حقاً بصاحب الخلق العظيم والأسوة الحسنة للعالمين من الأوليين والآخرين الهادي المختار صلوات ربي عليه وآله الأطهار قال الله تبارك وتعالى في الآية الأخيرة من سورة الفتح المباركة:
"مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء"
والتراحم هو –مستمعينا الأكارم- هو من وسائل إستنزال المؤمنين للرحمة الإلهية، فقد روى العلامة الحلي في كتاب (الرسالة السعدية) عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال لمن عنده:
والذي نفسي بيده، لا يضع الله الرحمة إلا على رحيم
فقالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم.
قال: ليس {الرحيم} الذي يرحم نفسه وأهله خاصة، ولكن {الرحيم} الذي يرحم المسلمين.
وعن العلامة الحلي أيضاً في الكتاب المذكور، قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وآله-: قال الله تعالى:
"إن كنتم تريدون رحمتي فأرحموا".
وفي كتاب (الجعفريات) مسنداً عن الإمام الصادق –عليه السلام- عن آبائه عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال:
"من لا يرحم الناس لا يرحمه الله".
وفي كتاب عوالي اللئالئ عن الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وآله- قال: "الراحمون يرحمهم الرحمان، إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".
ويبين الله مولانا الإمام جعفر الصادق –عليه السلام- أن التراحم من مصاديق (تقوى الله) التي تجمع للإنسان كل خير الدنيا والآخرى، فقد روى الشيخ الكليني في كتاب الكافي أنه –عليه السلام- كان يقول في تأديبه لأصحابه بالأخلاق الإلهية:
"إتقوا الله وكونوا إخوة بررة متحابين في الله متواصلين متراحمين تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه".
بل ويوصينا –سلام الله عليه- بالإجتهاد في التراحم فيما بيننا لأن ذلك مما أمر الله عزوجل به، ففي الكافي أيضاً عنه –عليه السلام- قال: "يحق على المسلمين الإجتهاد في التواصل والتعاون على التعاطف والمواساة لأهل الحاجة ... حتى تكونوا كما أمركم الله عزوجل رحماء بينهم متراحمين... على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول الله –صلى الله عليه وآله".
والتراحم هو من وسائل إعمار الدار الآخرة والفوز بالجنة، كما يهدينا لذلك مولانا الإمام محمد الباقر –عليه السلام- في الحديث المروي عنه في كتاب (الخصال)، وهو يبين لنا بعض مصاديق الرحمة بخلق الله، قال –صلوات الله عليه-:
"أربعٌ من كن فيه بنى الله له بيتاً في الجنة: من آوى اليتيم ورحم الضعيف، وأشفق على والديه، ورفق مملوكه".
وبهذا نصل أيها الأطائب الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم معالي الأخلاق قدمناها لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً لكم وفي أمان الله.