الموقع
تقع المدينة على الضفة الشرقية لنهر دجلة وتبعد نحو ۱۱۸ كم إلى الشمال من العاصمة بغداد. وتقع على خط طول ٤۳ درجة و٤٥ دقيقة، وعلى خط عرض ۳٤ درجة و۳٥ دقيقة. يحدها من الشمال تكريت، ومن الجنوب بغداد، ومن الغرب الرمادي، ومن الشمال الغربي الموصل، ومن الجنوب الشرقي ديالى.
*******
التأسيس
بنيت مدينة سامراء لتكون عاصمة الامبراطورية العباسية، وكان المكان الذي شيدت عليه المدينة مستوطنا منذ أقدم العصور، وكان لسكانه نصيب من الحضارة تمتد إلى عصور سحيقة، ولما انتقل المعتصم العباسي من بغداد إلى سامراء، راح يفتش عن موضع لبناء عاصمته الجديدة، فلما كان يتحرى المواضع وصل إلى موضع يبعد عن بغداد ۱۱۸ كم، فوجد فيه ديرا للمسيحيين، فأقام فيه ثلاثة أيام ليتأكد له ملاءمة المحل، فاستحسنه واستطاب هواءه، واشترى أرض الدير بأربعة آلاف دينار، وأخذ في سنة (۲۲۱ هـ) بتخطيط مدينته التي سميت (سر من رأى)، وعندما تم بناؤها انتقل مع قواده وعسكره اليها، ولم يمض إلا زمن قليل حتى قصدها الناس وشيدوا فيها مباني شاهقة وسميت بالعسكر والنسبة اليه عسكري، واشتهرت بسامراء، وهي كلمة مشتقة من (سر من رأى) يوم كانت المدينة عامرة ومزدهرة، ثم اصبحت (ساء من رأى) لما تهدمت وتقوضت عمارتها.
*******
التوسعة والاعمار
ـ قام هارون الرشيد بحفر أول نهر في المدينة وشيد قصراً له سمي باسمه وأراد أن يبني مدينة في منطقة القاطول لكنه لم يتمها.
ـ في عهد المأمون العباسي (۱۹۸ ـ ۲۱۸ هـ) بنيت قرية المطيرة والتي كانت من منتزهات بغداد وسامراء.
ـ سنة ۲٤٥ هـ بنى المتوكل العباسي مدينة المتوكلية وشيد المسجد الجامع ومئذنته الشهيرة (الملوية).
ـ (بعد سنتي ۲٥٤ هـ وسنة ۲٦۰ هـ) ولما توفي الامامان علي الهادي والحسن العسكري (عليهما السلام) اتخذ مرقداهما مزاراً بنيت حولهما العمارات وانشئت الدور والمنازل العامة فحافظت المدينة على عمرانها الى ما بعد انقراض الدولة العباسية.
ـ سنة (۳۳۳ هـ) وسع ناصر الدولة الحمداني المدينة وأحاطها بسور.
ـ سنة (۱۲٥۰ هـ) عمر الشيخ زين العابدين السلماسي سور المدينة، وانفق على تعميره احد ملوك الهند.
ـ سنة (۱۲۹۹ هـ / ۱۸۸۱ م) بنيت أول مدرسة ابتدائية في مدينة سامراء.
ـ سنة (۱۲۹٤ هـ / ۱۸۷۸ م) ايام الدولة العثمانية نصب أول جسر على نهر دجلة يربط مدينة سامراء بالضفة الاخرى له.
ـ سنة (۱۲٥۸ هـ) أعاد الملك أمجد علي شاه بناء سور المدينة وتعميره بواسطة السيد إبراهيم بن السيد باقر القزويني.
ـ قام الميرزا محمد حسن الشيرازي بعدة اعمال في المدينة وجعلها مركزاً علمياً مرموقاً اذ بنى مدرسة علمية كبيرة لازالت باقية الى اليوم.
ـ سنة (۱۳۷٥ هـ / ۱۹٥٥ م) أمرت الحكومة بشق شارع يمتد من باب القاطول حتى باب الحضرة العسكرية، بعد تهديم الباب المذكور، وبنى صرحاً لها ودوراً للبلدية ومستشفى ومدرسة ودائرة للبرق والبريد.
ـ سنة (۱۹٥۲ م) بوشر العمل بتنفيذ مشروع الثرثار الذي يعتبر من أهم المشاريع الاروائية في المدينة.
*******
المعالم
كان يحيط بالمدينة سور مضلع على شكل يميل إلى الاستدارة، يبلغ طول محيطه ۲ كم، ولايتجاوز قطره ٦۸۰ م، مبني بالجص والآجر يصل ارتفاعه إلى ۷ م، وكان له ۱۹ برجا وأربعة ابواب، هي باب القاطول، وباب الناصرية، وباب الملطوش، وباب بغداد، وظل هذا السور ماثلا للعيان حتى سنة (۱۳٥٦ هـ / ۱۹۳٦ م). واكثر بيوت المدينة مبنية بالاجر وتنتشر في ارجائها الحدائق العامة والخاصة، وفتح فيها متحف وضعت فيه المخطوطات والمصورات المهمة عن اثارها، وفي مدخل المدينة يقع مشروع الثرثار الذي يقي بغداد من الغرق.
احياؤها السكنية: لقضاء سامراء ثلاث نواح هي: تكريت، بلد، الدجيل (مركز قرية سميكة).
أما محلاتها فهي: محلة العابد، ومحلة البوجول، ومحلة البوبدري، ومحلة البونيسان، والمحلة الغربية، ومحلة القاطول، ومحلة القلعة، والمحلة الشرقية.
شوارعها: شارع الخليج، وشارع السريحة (يعرف بشارع الاعظم)، وشارع الحير الاول، وشارع أبي أحمد بن الرشيد، وشارع برغمش التركي.
مساجدها: جامع سامراء الكبير الذي شيده المعتصم عند بداية بناء المدينة سنة (۲۲۱ هـ)، وجامع القلعة، ومسجد حسن باشا، ومسجد حميد الحسون، ومسجد سيد درويش، ومسجد البورحمان، ومسجد علي بن أبي طالب(ع)، ومسجد الحاج صالح الرحماني، ومسجد الارقم، ومسجد أولاد الحسن(ع)، وجامع الفاروق. ويعتبر جامع أبي دلف وملويته والذي يبعد نحو ۱٥ كم عن شمال المدينة من الآثار العباسية المهمة في المدينة.
مراقدها ومقاماتها:
ـ يعتبر مشهد الامامين علي الهادي(ع) والحسن العسكري(ع) أهم معالم مدينة سامراء.
ـ مشهد صاحب الزمان(عج)، وقبة سرداب الغيبة وقبر السيدة نرجس زوج الإمام الحسن العسكري (ت سنة۲٦۰ هـ)، قبر السيدة حليمة بنت الإمام الجواد(ع) (ت سنة ۲٦۰ هـ)، مرقد السيد محمد بن الإمام علي الهادي(ع) (ت سنة ۲٥۲ هـ)، قبر أبي هاشم داوود من ذرية عبد الله بن جعفر (ت سنة ۲٦۱ هـ)، قبر الإمام محمد الدري الذي ينتهي نسبه إلى الإمام الكاظم(ع) (ت سنة ۳۰۰ هـ)، قبر الشيخ محمد الجاجيري (ت سنة ٥۹۰ هـ)، قبر الشيخ كمر بن هلال (ت سنة ۱۲۰۰ هـ)، مرقد بنات الكاظم(ع) في ناحية الدجيل، مرقد بنات الحسن(ع) في منطقة الجلام، مرقد آمنة بنت الإمام الحسن(ع)، مرقد إبراهيم بن مالك الإشتر النخعي(رض)، قبر أحمد الدنبلي الخوئي (سلطان خوي) (ت سنة ۱۲۰۰ هـ)، قبر محمود الطهراني (ت سنة ۱۳۰٤ هـ)، قبر مهدي الشيرازي (ت سنة ۱۳۰۸ هـ)، مرقد إبراهيم النوري (ت سنة ۱۳۲۰ هـ)، قبر محسن الزنجاني (ت سنة ۱۳۲۱ هـ)
معالمها الاثرية: المئذنة الملوية، والنافورة، وقصر بلكوارا (شيده المعتز سنة ۲٤۷ هـ)، وقصر العاشق والمعشوق (شيده المعتمد العباسي سنة ۲٦٤ هـ)، وقصر المعتصم (الجوسق الخاقاني)، وقصر المختار، والقصر الوزيري، وقصر العروس، والقصر الجعفري، ومدينة المتوكلية (على بعد ۱۰ كم شمال مدينة سامراء)، وقصر الجص، وبركة السباع، والقبة الصليبية، ودار العامة، وتل الصوان، وسور سامراء.
مدارسها: المدرسة العلمية الجعفرية، والمدرسة العلمية السنية.
خزائنها ومكتباتها: خزانة محمد بن عبد الملك الزيات، وخزانة الفتح بن خاقان، والخزانة الكندية، وخزانة علي بن يحيى المنجم، ومكتبة العسكريين العامة، ومكتبة الامام محمد المهدي، ومكتبة سامراء العامة، ومكتبة ابن بطوطة، ومخطوطات المكتبة العسكرية العامة في مدرسة الامام الشيرازي (قدس سره).
*******
من ذاكرة التاريخ
ـ احتل الايرانيون هذه المنطقة في القرون التالية لميلاد نبي الله عيسى(ع)، واتخذوا من موقع سامراء الحصين مركزا استراتيجيا وعسكريا أثناء قتالهم الروم، وقد أقاموا فيها الحصن المعروف باسم حصن سومير، الذي جاء ذكره مع تراجع الجيوش الرومية، بعد مقتل جوليان سنة ۳٦۳ م.
ـ جعل خمسة خلفاء عباسيين مدينة سامراء عاصمة لهم، هم المنتصر، والمستعين، والمعتز، والمهتدي، والمعتمد، بالاضافة إلى المعتصم والمتوكل، وظلت مقرا للخلافة العباسية فترة تقرب من ٥۸ عاما، تمتد من سنة (۲۲۰ هـ) إلى سنة (۲۷۹ هـ).
ـ سنة (۲۲۳ هـ) وصل الافشين (القائد العسكري للمعتصم) مدينة سامراء ومعه بابك واخوه اسيرين.
ـ سنة (۲٤۷ هـ) اغتيل المتوكل وتولى الحكم من بعده المنتصر، فانتقل إلى سامراء، وأمر الناس جميعا بالانتقال إلى الماحوزة، وأن
يهدموا المنازل ويحملوا النقض إلى سامراء، وخربت قصور الجعفري ومنازله ومساكنه وأسواقه.
ـ سنة (۲٥٤ هـ) توفي الامام علي الهادي(ع) ودفن في داره.
ـ سنة (۲٥٥ هـ) ولد فيها الامام الحجة المنتظر(عج).
ـ بنى المتوكل لنفسه مدينة المتوكلية، واتخذها موقعا له ولأتباعه حتى كادت سامراء تخلو من أهلها.
ـ سنة (۲٦۰ هـ) سجنت سراري الامام الحسن العسكري(ع) وفي السنة نفسها توفي عليه السلام ودفن الى جوار ابيه.
ـ سنة (۲۷۹ هـ) ترك المعتمد المدينة ليتخذ من بغداد مستقرا له، قبل ستة أشهر من وفاته سنة (۲۷۹ هـ).
ـ بعد أن اتخذ الخلفاء العباسيون بغداد عاصمة لهم، هجرت مدينة سامراء وأذن ذلك بخرابها.
ـ سنة (٤٤٥ هـ) وقعت حرب البساسيري والسلجوقيين في المدينة.
ـ سنة (۱۲۸٦ هـ / ۱۸٦۹ م) أصدر الوالي مدحت باشا أمرا بجعل سامراء قضاء تابعا إلى بغداد، وكان أول قائم مقام لها هو علي بك.
ـ سنة (۱۲۹۲ هـ) هاجر الميرزا محمد حسن الشيرازي من النجف إلى سامراء وعاش فيها ۲۱ عاماً وتوفي فيها سنة ۱۳۱۲ هـ.
ـ سنة (۱۲۹٦ هـ / ۱۸۷۹ م) هاجم الهماوند (جماعة من الاكراد) مدينة سامراء ونهبوها.
ـ في سنة (۱۳۱۸ هـ) حاولت الشركات البريطانية احتكار زراعة وبيع التنباك في إيران، فتصدى الميرزا محمد حسن الشيرازي الذي كان في سامراء لهذه المحاولة واصدر فتواه الشهيرة بتحريم بيع التنباك، مما اضطر الشاه إلى إلغاء الامتيازات.
ـ سنة (۱۳۳٥ هـ / ۱۹۱۷ م) احتل الانكليز مدينة سامراء إبان الحرب العالمية الاولى.
ـ سنة (۱۳۳٥ هـ) صعد بعض السراق إلى مشهد الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام، وقلعوا ۲٥ طابوقة مغلفة بالذهب من قبة المشهد.
ـ سنة (۱۳٤۳ هـ / ۱۹۲٤ م) حدث وباء الكوليرا في المدينة، وكثرت الاصابات وارتفعت الوفيات، وهرب أغلب الاهالي منها: ـ سنة (۱۹۲۰ م) امتدت ثورة العشرين إلى سامراء وشارك أهلها فيها بجهود السيد محمد الصدر.
ـ سنة (۱۳٥۹ هـ / ۱۹٤۱ م) ثارت ثائرة أهالي سامراء ضد الاستعمار الانكليزي، عندما أخبرهم متصرف بغداد آنذاك بأن الانكليز يريدون احتلال محطة قطار سامراء، وقطع سكة الحديد في جنوب المدينة، وذلك في عهد حكومة رشيد عالي الكيلاني في ۲۳ / مايس / ۱۹٤۱ م.
ـ سنة ۱۹۷٦ م الحقت المدينة كمركز قضاء تابع لمحافظة صلاح الدين بعد ان كانت تابعة الى بغداد.
*******
الشخصيات المهمة
عاش وتوفي فيها الامامان علي الهادي والحسن العسكري(ع)، وأقام فيها الامام السيد محمد حسن الشيرازي (توفي سنة ۱۳۱۲ هـ)، ومن أعلام المدينة ابراهيم بن محمد بن منصور بن موسى السامري، وابراهيم بن ابي العباس ابو المياس الراوية السامري، وأحمد بن الحسن بن حسان السامري، وأحمد بن السري بن سنان ابو بكر الاطروش، ومحمد بن ادريس السامري، ومحمد بن الحسن بن زيد السامري، ومن علمائها أحمد محمد أمين الراوي، وأيوب توفيق الخطيب.
*******
المصادر:
۱ ـ موسوعة العتبات المقدسة / المدخل وج۱۲ / ط۲ / سنة ۱۹۸۷ م بيروت.
۲ ـ تاريخ مدينة سامراء / يونس الشيخ ابراهيم السامرائي / ج۲ ص ۱٤٦ / ط۱ / سنة ۱۹۷۱ م بغداد.
۳ ـ العمارة العباسية في سامراء / د. طاهر مظفر العميد / ط۱ / سنة ۱۹۷٦ م بغداد.
٤ ـ العراق قديماً وحديثاً / السيد عبد الرزاق الحسني / ص۱۰۹ / ط۷ / سنة ۱۹۸۲ م بغداد.
موقع www.najaf.org.